مقابلة خاصة تجمع فادي وكارين: من دون حب لا استمرارية
اعتدنا على رؤيتهما دائماً سوياً. يدخلان الفرحة إلى قلوبنا من دون استئذان، وما الحياة من دون ضحكة؟ بالتأكيد لا قيمة لها يقول فادي شربل وتوافقه الرأي زوجته كارين فترتسم ابتسامة على وجهها تُبعد الهمّ عن القلب. زيارة مميزة، تُنسيك الوقت ما بين اهتمامات فادي العائلية والمهنية، ونشاطات كارين المختلفة ومدى شبه ابنتها لها من حيث الشكل والطباع إضافة إلى أمور ومواضيع أخرى تناولناها مع النجمَين وأبرزها ماذا يعني لهما عيد العشاق وإلى أي مدى لعب الحب دوره في حياتهما على كافة الأصعدة؟
اعتدنا على رؤيتكما سوياً. ما السبب لعدم وجود عمل مشترك بينكما في الآونة الأخيرة؟
كارين ممازحة "مقاطعين بعضنا"، الظروف وعروض العمل في الآونة الأخيرة فرضت علينا أن نعمل كلّ على حدة.
فادي: بالفعل حالياً أنا أعمل على برنامجي "كتير سلبي" وهي تهتمّ بالكتابة. لكن رغم ذلك صوّرنا عدة حلقات من برنامج "عيلة ع فرد ميلة" وسوف يعرض على شاشة الـ"أل.بي.سي"، وحالياً نحضّر لأعمال مشتركة.
حالياً تعملان بعيداً عن بعضكما هل تطلبين النصح من فادي؟
دائماً أطلب نصيحته، لكن إلى أي مدى آخذ بها وأتقبلها لا يمكنني أن أجيبك. أحياناً أتقبلها وأحياناً أخرى لا (ممازحة).
فادي: (ممازحاً) شئت أم أبيت آخذ بنصيحتها "ما بسترجي".
أعمالكما المشتركة تتميّز بنكهة خاصة. ما السبب الرئيسي وراء هذا التميّز وهذه الفرادة؟
كارين: معرفتنا العميقة لبعضنا خلقت بيننا نوعاً من التواصل المميَّز والتفاهم. خلال التصوير أعرف ما الذي سيقوم به فادي قبل أن يقوم به. مثلاً عندما يقرّر الخروج عن النص أدرك ذلك ولا أتفاجأ حين يفعل.
فادي: عندما أنظر إليها أدرك ماذا تريد من خلال نظراتها وحركاتها وأعرف ماذا علي أن أقول أو أفعل والسبب كما قالت كارين هو معرفتنا لبعضنا "حافظين بعضنا عن الغايب".
سوياً تُدخِلان الإبتسامة إلى قلوبنا. إلى أي مدى تختلف حياتكما الواقعية عن حياتكما خلف الكاميرا؟
فادي: الإبتسامة تلعب دوراً كبيراً في حياتنا، مثلنا مثل أي عائلة نعيش أياماً جميلة وأخرى عادية، نواجه المشاكل ونعمل على حلّها سوياً، ونحاول دائماً أن نجد للإبتسامة مكاناً.
إلى أي درجة يلعب الحوار دوراً في حياتكما الزوجية؟
كارين: دائماً على تواصل ونناقش مختلف الأمور وما من أحد منا يفرض رأيه على الآخر.
فادي: العصر اليوم هو عصر الحوار. الناس تغيّروا وأدركوا أن لا غنى عن التفاهم، خصوصاً بين الزوج وزوجته. من هنا نعتمد هذا الأسلوب دائماً رغم أننا أحياناً قد لا نصل إلى نتيجة ترضي الطرفين لكن الأهم هو المحاولة دائماً.
هل تتمنيان أحياناً أن تكون المشاكل والحلول سهلة وغير معقّدة كتلك التي نراها في الأعمال التي تقدمانها؟
فادي: هي فعلاً تُحَل بنفس الطريقة فطريقة حل الأمور لا تختلف عن تلك التي يراها الناس في الأعمال التي نقدمها. المشاكل تكبر وتزداد عندما تسمح للناس والمحيطين بك التدخل بها ومحاولة حلها. على كل زوج حل مشاكلهما بنفسيهما من دون تدخّل أحد، باعتماد الحوار.
كارين: بالفعل، أهم شيء أن يبقى المشكل ضمن البيت وأن لا يسمح الزوجان لأحد بالتدخل والحفاظ على خصوصية علاقتهما، فهذه الطريقة تجنّب الزوجان من تفاقم مشاكلهما.
تحدّثنا عن أعمالكما المشتركة لكن لم تخبراني بعد كيف جمعتكما الحياة.
كارين: التقينا أثناء الدراسة في الجامعة. كما تعرف عند دخول دفعة من الطلاب الجدد إلى الجامعة يقوم الطلاب باستقبالهم بطريقة غريبة برميهم بالطعام والفاكهة والصابون وغيرها من الأمور. فادي كان ضمن الطلاب القدامى وأنا كنت التلميذة الجديدة وهكذا تعرفنا إلى بعضنا خلال حفل الإستقبال وطلب مواعدتي.
ما الذي جذبك إلى كارين حينها ولماذا اخترتها هي؟
فتاة مهضومة تدخل إلى القلب بسرعة، وعندما رأيتها تمثّل أثناء دراستنا شعرت بمدى طيبتها وإلى أي مدى هي قريبة من القلب، وبما أنني إنسان مرح رأيت فيها الصفات التي أريد وأحب.
كارين (تبتسم): أنا امرأة لا أقاوَم.
أخبراني قليلاً عن عائلتكما وابنتيكما؟ ما هي أبرز الصفات التي ورثتاها عنكما؟
فادي: لقد ورثتا عنا أموراً كثيرة. تعشقان التمثيل والموسيقى وتعزفان على البيانو وقد نالتا عدّة جوائز. دائمتا الحركة. نايا تشبه والدتها كثيراً من حيث الطباع والتصرفات وحتى من حيث الشكل. أما ناديا فتشبهني أكثر.
كارين: فادي إنسان صبور وناديا من هذه الناحية تشبهه كثيراً، أما الصغيرة نايا فتشبهني. هي دائمة الحركة وتفتقد إلى الصبر.
لو أرادتا احتراف التمثيل هل تشجعانهما؟
كارين: بالتأكيد نشجعهما، فهما تشاركان بعدة أدوار ولا تنتظران منا أن نمنحهما ولا حتى ملاحظة على أدائهما، فهما ممثلتان بالفطرة وتتقنان أدوارهما ببراعة.
فادي: دائماً كنت أقول لكارين إن أكثر ما أتمناه أن تحترفا فنّاً ما وتبرعان به، وإن لم تفعلا سوف أشعر بالنقص في مكان ما، طبعاً بإرادتهما من دون أن أفرض ذلك عليهما. من هنا بعشقهما للتمثيل والموسيقى أدخلتا الفرحة إلى قلبي وأنا فخور بهما.
من المرات القليلة التي أسمع بها ممثلاً يشجّع ولده على التمثيل. لماذا برأيكما الممثلون ينصحون أولادهم بالابتعاد عن هذا المجال؟
كارين: الممثل يتقاضى أجره لقاء حلقة واحدة أكثر من أي موظّف. لا أرى سبباً يدعوهم لعدم توجيه أولادهم للتمثيل إن كانوا يرغبون بذلك.
فادي: ما قالته كارين صحيح مئة بالمئة، لكن البعض وربما بسبب قلّة مشاركتهم في أعمال فنية من برامج ومسلسلات وغيرها يجدون أن هذا المجال غير مربح مادياً.
عيد العشاق ماذا يعني لكما وهل تحتفلان به؟
فادي: الناس تحب عيد العشاق لأنه عيد جميل يجسّد الحب وليس تجاه شريكة حياتك فقط، بل تجاه عائلتك وأصدقائك أيضاً. كل أعيادنا يجب أن تكون كعيد الحب يملأها الفرح والتبادل. خلال هذا العيد أقدّم هدية إلى كارين ولكن أكثر ما يهمها هو الوردة وأكثر ما يفرحها هو أن تتلقى باقة من الورود الجميلة في هذه المناسبة. إحدى المرات أهديتها سيارة فرفضت قبولها لأنني نسيت أن أجلب معي باقة من الورود.
لماذا هذا الإصرار على الورود؟
كارين: على الأقل وردة حمراء وليس بالضرورة باقة من الورود. أشعر أن الوردة هي أكثر ما يعبّر عن الرومنسية والحب، لذلك أصر أن ترافق الهدية مهما كانت.
إلى أي مدى لعب الحب دوره في حياتكما وساهم في نجاحكما على كافة الأصعدة؟
كارين: في الحياة الإنسان معرَّض لكل شيء، فلولا وجود الحب لما نجحنا في تحقيق ما حققناه حتى يومنا هذا. فالحب هو الذي يبعد المشاكل ويساعد على تخطيها وهو الأساس في كل شيء، من هذا المنطلق هو الركن الأساسي لنجاحنا.
ديو المشاهير كيف تصفين هذه التجربة؟ لماذا قررت خوضها وما الذي أضفته على مسيرتك المهنية؟
تجربة جميلة جداً وجديدة، والهدف من وراء مشاركتي هو إنساني بالدرجة الأولى كونه ليس بمقدورنا أن نساعد دائماً وخصوصاً بمبالغ كبيرة، وأعتقد أن من خلال مشاركتي بديو المشاهير أكون قد ساهمت في مساعدة من هو بحاجة. والسبب الثاني أنها تجربة فريدة وأنا كممثلة لم ولن أقف يوماً على مسرح مع محترفين في فن الغناء.
فادي هل شجعتها على المشاركة؟
طبعاً شجعتها وأحب ما تقوم به وكيف أنها تضفي رونقاً خاصاً على البرنامج، من خلال شخصيتها المميَّزة وروحها المرحة.
كتبت سيناريو المسلسل اللبناني "حلوة وكذابة" لكنك لم تشاركي كممثلة لماذا؟
السيناريو مكتوب لأبطال المسلسل زياد برجي وداليدا خليل. وطبعاً لا أجد نفسي في الدور الذي تؤديه داليدا لأنه مكتوب لها وهي تؤديه ببراعة. من هنا التكامل بين النص والأداء والإخراج ساهم في نجاح العمل. وبطبيعة الحال لو أردت المشاركة في عمل معيّن لا أرضى إلا بدور البطولة.
هل يتم التحضير لأعمال جديدة مع المنتج مروان حدّاد؟
كارين: طبعاً يتم التحضير لأعمال جديدة، نحن نحضّر لفيلمين، لكن بسبب عملي وفادي على برنامجين جديدين سوف يعرضان على شاشة الـ"أل.بي.سي" لن نبدأ بالعمل على الفيلمين قبل سبعة أشهر تقريباً. أثق بمروان كثيراً وهو بدوره يثق بي ويحب عملي، من هنا أثق بأن التعاون بيننا لن يقف عند هذا الحد.
فادي: بالإضافة للأعمال التي ذكرتها كارين هناك أعمال أخرى نحضّر لها ونأمل أن نبدأ بتصويرها. إضافة إلى برنامج "كتير سلبي" الذي يعرض على شاشة الـ "أل.بي.سي" الآن بعد أن كان يعرض على شاشة الـ "أم.تي.في".
تقدّم حالياً مسرحية "كتير سلبي" إلى أي مدى تشعر أن خشبة المسرح تمنح الممثل شعوراً بالرضى وبالتميّز أكثر من الشاشة؟
للتلفزيون إيجابياته وللمسرح أيضاً. المسرح حياة، والذي يميّز المسرح عن التلفزيون هو التفاعل المباشر بين الممثلين والجمهور وأعتقد أن هذه العبارة يرددها كل ممثل يؤدي على المسرح ويشارك في أعمال تلفزيونية لأنها صادقة وتعكس الواقع بدقة، فعلى خشبة المسرح تشعر أنك برفقة الأصدقاء تتبادل وإياهم أطراف الحديث، وتشكرهم لأنهم تكبّدوا عناء زيارتك.
هل أنت راض على الإقبال على عملك؟
بمجرّد قدوم الناس والمحبين لمشاهدة عملك المسرحي فهذا بحدّ ذاته خير دليل على مدى محبّتهم لك. من شأن ذلك أن يمنحك الدعم المعنوي، ويساهم في تطوّر مسيرتك المهنية وتقدمها وتقديم أعمال جميلة وراقية بشكل مستمر تليق بجمهورك.
إلى جانب التمثيل هناك هوايات تبرع فيها هلا تطلعنا عليها؟
أحب الرسم كثيراً وبعض رسوماتي معلّقة على جدران منزلي، أعشق الموسيقى وأعزف قليلاً على العود، أنفّذ مجسمات خشبية تحبّها كارين كثيراً وتستعملها في ديكور المنزل. طبعاً كل ذلك ضمن إطار الهواية لا الإحتراف.
ما أبرز تمنياتكما للمستقبل؟
كارين: أتمنى دوام الصحة والفرح لكل أفراد عائلتي وأن تكون السعادة رفيقة دربنا دائماً. على الصعيد المهني أتمنى أن نقدّم أنا وفادي دائماً أعمالاً ناجحة وجديدة تلقى إعجاب جمهورنا.
فادي: أتمنى أن يزدهر لبنان وأن تحل جميع مشاكله لأنه أجمل بلد في العالم وأنا كلي ثقة بأن هذه المشاكل سوف تحل. أما على الصعيد المهني أتمنى الإستمرارية لأبقى على تواصل مع الناس لأنني أحبهم.
للمزيد من مقابلات المشاهير على بريدك الإلكتروني اشترك بنشرة ليالينا الإلكترونية