معلومات حول مجرة درب التبانة
تشمل مجرتنا الكبيرة 200 – 400 مليار نجم تقريباً، وتبعد مجموعتنا الشمسية حوالي 27 ألف سنة ضوئية عن مركز المجرة، كما أنه من المهم دراسة ومعرفة هذه المجرة والكواكب والنجوم التي تحويها لكي نعرف أكثر عن المكان الذي نعيش فيه، فكل خطوة نتقدمها في مجال دراسة هذه المجرة تقربنا أكثر لمعرفة الأسرار الكونية المجهولة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
إليك المعلومات الأولية عن مجرة درب التبانة
هناك الكثير من المعلومات التي يجب أن نعرفها عن المجرة التي نتكلم عنها مثل شكل المجرة وسماكتها وقطرها وعدد نجومها وغيرها الكثير؛ وذلك لكي نملك المعلومات الرئيسية التي تعد المفتاح الرئيسي للتعرف على مجرة درب التبانة.
- شكل المجرة: مجرة حلزونية الشكل.
- قطر المجرة: 100.000 سنة ضوئية.
- سماكة المجرة: 1.000 سنة ضوئية.
- عدد النجوم: 200 - 400 مليار نجم.
- عمر أقدم نجم في المجرة (HE 1523–0901): 13.2 مليار سنة.
- بعد الشمس عن مركز المجرة: 27 ألف سنة ضوئية تقريباً.
هل تعلم سبب تسمية هذه المجرة؟
تختلف تسميات هذه المجرة ويطلق عليها عدة أسماء مثل: درب التبانة وطريق اللبانة بالعربية، أما باللغة الإنجليزية (The Milky Way) وتعني حرفياً "الطريق الحليبي"، لكن من أين أتت هذه الأسماء؟
تسمى المجرة باسم "طريق اللبانة" لأن قسماً كبيراً منها تتم رؤيته في السماء على شكل طريق أبيض أو حليبي اللون في السماء؛ بسبب الضوء الأبيض الخافت للنجوم التي تبدو كأنها متراصة على الرغم من المسافات البعيدة فيما بينها.
أما لفظ "درب التبانة" فيعود إلى تشبيه شكل المجرة بشكل التبن (الأجزاء الجافة من نبات القمح والشعير بعد استخراج الحبوب منها وتخزينها كي تأكلها الحيوانات) الذي يسقط على الأرض عن ظهور المواشي ليشكل أذرع حلزونية تشبه أذرع المجرة (الأذرع الحلزونية هي خطوط منحنية تأخذ شكلاً حلزونياً).
لكن الاسم الإنجليزي (The Milky Way) جاء من اللفظ اليوناني (Kilkos Galaxias) الذي يعني بشكل حرفي "الدائرة اللبنية"، وقصة هذا المصطلح تعود إلى أساطير اليونان القديمة التي تتحدث عن "هيراكليس" الرضيع الذي حاول أن يرضع من ثدي "هيرا" (آلهة يونانية)، فانتشر بعض الحليب خارج فم "هيراكليس" وتدفق نحو السماء ليكون "الدائرة اللبنية" أو ما يعرف اليوم بمجرة "درب التبانة".
تاريخ مجرة درب التبانة وشكلها
اختلفت النظريات التي تفسر سبب نشأة الكون وتنوعت كثيراً، وربما تعد نظرية "الانفجار العظيم" (Big Bang Theory) أشهر هذه النظريات وأكثرها دقة حول طريقة نشوء النجوم والكواكب والمجرات، ويقدر الفلكيون عمر مجرة درب التبانة ب 13.21 مليار سنة، في حين يقدر عمر الكون بـ 13.75 مليار سنة، مما يعني أن مجرة درب التبانة قديمة جداً نشأت بعد نشوء أول النجوم في الكون، لتكون واحدة من أقدم المجرات في الكون.
هكذا تشكلت مجرة درب التبانة
بالإضافة إلى نظرية "الانفجار العظيم" (The Big Bang Theory) التي تشرح تشكل النجوم والكواكب والمجرات، فإن مجرتنا لم تكن على هذا الحال دائماً، بل كانت ولاتزال تتعرض لتغيرات مستمرة في الشكل والمكونات وعدد النجوم والكواكب الموجودة فيها.
فهذه الدوامة الحلزونية تتغذى على المجرات القزمة الموجودة بالقرب منها وتقوم بهذا حتى الآن؛ أثناء قراءتك لهذا المقال، حيث تقوم مجرتنا العملاقة بابتلاع (سحب النجوم والكواكب الواقعة خارج حدود المجرة إلى داخل المجرة) نجوم وكواكب مجرة "كانيس ماجور دوارف" (Canis Major Dwarf Galaxy)؛ بسبب قربها الشديد من مجال مجرة درب التبانة.
ما هي بنية مجرة درب التبانة؟
لتسهيل دراسة المجرات اتفق العلماء والفلكيون على تقسيم بنية المجرة إلى ثلاثة أقسام رئيسية، هي:
- النواة: تسمى أحياناً "الحوصلة" تسكن في مركز المجرة، بينت الدراسات وجود ثقب أسود عملاق في قلب المجرة يزداد اتساعه كلما تقدم عمر "درب التبانة"، كما يحتل عدد هائل من النجوم والكواكب نواة المجرة.
- الأذرع: هي التي تحيط بالنواة لها شكل حلزوني وتدور حول النواة، وهذه الأذرع هي ذراع "الجبار"، ذراع "حامل رأس الغول"، ذراع "رامي القوس".
- الهالة: هي الشكل الكروي الذي يحيط بالمجرة، يبلغ قطر الهالة حوالي 165.000 سنة ضوئية وتتألف هذه الهالة بشكل رئيسي من الغازات المختلفة، كما تحوي الهالة على تجمعات كثيرة من النجوم المتألقة.
سنتحدث تالياً عن أذرع درب التبانة والهالة بشكل تفصيلي.
تعرف على أذرع مجرة درب التبانة
تعد مجرة درب التبانة مجرة حلزونية الشكل، تدور حول نفسها مرة كل 250 مليون سنة، و لكن تختلف سرعة الدوران، فالكواكب والنجوم القريبة من مركز المجرة تدور أسرع من دوران الكواكب والنجوم الموجودة على أطراف المجرة؛ لذلك تتوزع كواكب المجرة على أذرع حيث يحمل كل ذراع عدداً من النجوم والكواكب التي تتماثل سرعة دورانها.
على سبيل المثال تقع مجموعتنا الشمسية على ذراع يدعى "ذراع الجبار" الذي يقع على بعد ثلثي نصف قطر المجرة، كما أن هناك أذرع أخرى مثل ذراع "حامل رأس الغول" ويجاور حزام "الجبار" وأقرب إلى حافة المجرة، كما يوجد ذراع "رامي القوس" وهو الأقرب من مركز المجرة.
تتألف الأذرع بشكل رئيسي من تجمعات كبيرة من الهيدروجين الذي يساعد على تشكل النجوم؛ لذلك بالإضافة للنجوم الموجودة في الأذرع توجد نجوم تنشأ الآن فيها، لكن ما عدد الأذرع في مجرة درب التبانة؟
يوجد في درب التبانة أذرع، هي:
- ذراع القاعدة أو ذراع"الحلقة الثالثة".
- ذراع قنطورس أو ذراع "ساجيتاريوس".
- ذراع رامي القوس أو ذراع "رامي القوس-القاعدة".
- ذراع حامل رأس الغول.
- ذراع الدجاجة المجري أو "الذراع الخارجي".
ما هي الهالة؟
تكلمنا أعلاه عن أن الهالة هي جزء من بنية المجرة لكن لابد من أن نتعرف عليها بشكل تفصيلي، فالهالة تحيط بالمجرة ويبلغ قطرها (165.000) سنة ضوئية وتحوي على خليط من الغازات، حيث لم يتم تحديد ما هي هذه الغازات بعد، كما يوجد فيها أكثر من 150 تجمع نجمي حيث تختلف أعمار النجوم فيها، كما تملك نجوماً زرقاء اللون لأنها حديثة النشوء وبسبب طاقتها الشديدة بالإضافة لوجود "مادة مظلمة" (المادة السوداء التي تشغل الفراغ في الكون).
أمور لا تعرفها عن مركز المجرة
من الصعب رؤية مركز المجرة؛ وذلك بسبب السحب الكثيفة والقاتمة التي تحجب مجال الرؤية، لكن منذ خمسينيات القرن الماضي بدأ رصد مركز المجرة من قبل العلماء بواسطة التلسكوبات والأشعة تحت الحمراء، مما أتاح لنا فرصة التعرف على مركز مجرتنا بالتفصيل تقريباً.
وجد العلماء في قلب مركز مجرة درب التبانة مصدراً للأشعة الكونية (أشعة راديوية أي تشبه موجات الراديو)، كما توجد في تلك المنطقة تجمعات عملاقة من النجوم حيث تنحصر هذه البقعة في منطقة صغيرة من المركز قطرها سنة ضوئية واحدة، كما وجدوا ثقباً أسوداً تدور حوله النجوم وأقرب نجم إلى هذا الثقب هو النجم "إس 2" (S2) الذي يبعد عن مركز المجرة 17 ساعة ضوئية.
مجرة درب التبانة مصدر لأشعة غاما!
تنتشر الكثير من الأشعة في الأرض وبعضها ينتشر في الفضاء أيضاً، لكن غالباً يكون لهذه الأشعة مصادر تختلف عن مصادرها في الأرض، وقد تم اكتشاف ثقبين ضخمين وسط المجرة يبثان أشعة غاما (أشعة كهرومغناطيسية تم اكتشافها عام 1900م من قبل الإيطالي غولييلمو ماركوني) باتجاهي الشمال والجنوب، وتم اكتشاف ذلك بواسطة مرصد "فيرمي" الفضائي لأشعة غاما، يبلغ قطر كل من هذين الثقبين حوالي 25.000 سنة ضوئية، لكن حتى الآن لم يتم تفسير سبب إصدار الثقبين لهذه الموجات.
قل مرحباً لجيراننا من المجرات
يوجد في الكون الواسع عدد كبير جداً من المجرات التي تحوي مليارات النجوم، تختلف هذه المجرات بالحجم وبعدد النجوم التي تملكه كل منها، حيث يوجد الكثير من المجرات القزمة حول مجرتنا في حدود 300.000 سنة ضوئية مثل مجرة "ماجلان الكبرى" وسحابة "ماجلان الصغرى" وتعد كل منهما تابعة لمجرة درب التبانة.
كما توجد مجرة "الكلب الأكبر" التي تبعد عن مركز درب التبانة 42.000 سنة ضوئية وعن شمس مجموعتنا الشمسية 25.000 سنة ضوئية، بالإضافة إلى مجرة "الرامي" التي تبعد حوالي 50.000 سنة ضوئية، وتتميز هذه المجرة أنها تدور بشكل حلزوني حول درب التبانة.
في النهاية... لايزال مجال البحث والاكتشاف مستمراً في هذا الخصوص، لأنه رغم كل المعلومات التي نملكها عن مجرة درب التبانة بشكل خاص والكون بشكل عام لانزال نجهل معظم الأمور والحقائق عن هذا الكون الواسع الذي يضم الكثير من المجرات والمليارات من النجوم، فلا يمكننا التوقف عند هذا الحد من المعلومات، بل لابد من الاستمرار للوصول إلى أكبر قدر ممكن من الاكتشافات العلمية المذهلة.