معاذ بن جبل الأنصاري أعلم أهل الأمة بالحلال والحرام
معاذ بن جبل الأنصاري هو صحابي جليل، أسلم وهو في الثامنة عشرة من عمره، قال عنه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إنه أعلم أهل الأمة بالحلال والحرام، وهو واحد من الستة الذين حفظوا القرآن في عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
كان معاذ بن جبل يُكنى بأبي عبد الرحمن، وكان من ال70 السبعين رجلاً الذين شهدوا بيعة العقبة الثانية مع الأنصار، وشهد مع رسول الله غزوتي بدر وأحد وكل المشاهد.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
كان معاذ قارئاً للقرآن وعالماً بشرعه؛ فعن عبد الله بن عمرو قال: "سمعت النبي يقول: "استقرئوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل".
وعن أنس بن مالك قال: "قال رسول الله: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل. ألا وإن لكل أمة أميناً، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح".
شهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، لمعاذ بن جبل بأنه من أفضل الرجال، فقال: "نعم الرجل أبو بكر.. نعم الرجل عمر..نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح.. نعم الرجل معاذ بن جبل.. نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح".
وقد كان معاذ ملازماً ومرافقاً للنبي منذ هجرته إلى المدينة، فقد كان حريصاً على التعلم منه وحفظ القرآن الكريم وفهمه، لذلك استبقاه الرسول في مكة بعد فتحها ليُعلم الناس القرآن ويفقههم.
أحبه الرسول وأثنى عليه، وقال له عدّة وصايا؛ فعن الصنابحي، عن معاذ بن جبل أنه قال: "أخذ رسول الله يوماً بيدي، فقال لي: "يا معاذ، والله إني لأحبك"، فقلت: "بأبي أنت وأمي، والله إني لأحبك"، قال: "يا معاذ، إني أوصيك، لا تدعن أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".
عندما بعثه الرسول إلى اليمن، خرج معه ليودعه ويوصيه؛ فعن عاصم بن حميد، عن معاذ بن جبل، قال: "لما بعثه رسول الله إلى اليمن، خرج معه رسول الله يوصيه، ومعاذ بن جبل راكب ورسول الله يمشي تحت راحلته؛ فلما فرغ قال: "يا معاذ، إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك تمر بمسجدي هذا وقبري"، فبكى معاذ خشعاً لفراق رسول الله، ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال: "إن أولى الناس بي المتقون، من كانوا وحيث كانوا".
وفاة معاذ بن جبل
توفي معاذ بالطاعون الذي انتشر في قرية عمواس، واختلفوا في سنه عند الوفاة؛ فمنهم من قال 33 عاماًن، ومنهم من قال 38 عاماً.