مصر: تطورات جديدة في واقعة المحلل الشرعي مُدعي الزواج من 33 سيدة
قررت نيابة استئناف القاهرة حبس محمد الملاح، المحلل الشرعي الذي ادعى الزواج من 33 سيدة، لمُدّة 4 أيام على ذمة التحقيق، بتهمة ترويج الشائعات والتحريض على الفسق والفجور. جاء قرار النيابة المصرية بعد أن ظهر الملاح عبر العديد من البرامج الفضائية، باعتباره محلل شرعي وأنشأ صفحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للإعلان عن ذلك.
كانت جهات التحقيق قد استدعت سابقاً ياسر التلاوي مدير تحرير برنامج "يحدث في مصر" الذي يُقدمه الإعلامي المصري شريف عامر، للإدلاء بأقواله خلال تحقيقات استمرت 6 ساعات، واستلمت خلالها النيابة كل الأدلة التي تؤكد عدم وجود فبركة في فقرة البرنامج. أكد التحقيقات أن المتهم لم يستطع إثبات زعمه بوجود فبركة للحلقة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
من ناحية أخرى، قدّم الملاح إثبات شخصية مثبت فيه أنه أعزب، رغم حصول النيابة على بياناته من مصلحة الأحوال المدنية التي تثبت سابقة زواجه وطلاقه مرتين.
محلل شرعي مصري يدعي الزواج 33 مرة خلال عامين
يُذكر أن محمد الملاح؛ كان قد ادعى خلال أكتوبر الماضي، أنه قد تزوج 33 مرة كمحلل شرعي من أجل إعادة الزوجات إلى أزواجهن بعد وقوع طلاقهن ثلاثة مرات. وذلك خلال لقاء مع برنامج "يحدث في مصر" المُذاع على قناة "أم بي سي مصر".
أضاف الملاح أن الأمر قد بدأ معه حينما اقترحت عليه إحدى صديقاته، أن يتزوج صديقتهم التي طُلقت 3 مرات لوجه الله، لكي تتمكن من العودة إلى زوجها الأول. قال الملاح حينها: "تزوجتها بالفعل وكان زواج كامل الأركان؛ بعدها انفصلنا وعادت هي إلى زوجها وانتهى الأمر؛ بعدها بفترة تكرر الأمر مُجدداً وتزوجت بناء على اقتراح أصدقائي". وعن موقف زوجته يقول: "لا تعترض لأنها تعرف لماذا أفعل هذا".
مؤكداً أنه يقوم بهذا الأمر لوجه الله كعمل تطوعي بدون أي مقابل لله فقط، ولا يتقاضى أموالاً من أجل حماية البيوت من الخراب وانفصال الأزواج، كما أوضح أنه لديه صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تروج لهذا الأمر. واختتم حديثه قائلاً: "إذا قالت لي دار الإفتاء إن هذا العمل غلط هبطل، والواقع أسوأ من الخيال".
حكم زواج التحليل
يُعلق الدكتور مبروك عطية، داعية، وأكاديمي مصري، بأنه لا يوجد في الشرع ما يُسمى بزواج التحليل، وأن فكرة تحليل عودة الزوجة للزوج الأول بعد طلاقها منه لثلاث مرات، تحدث عندما تتزوج زيجة ثانية طبيعية تماماً، وعند وفاة الزوج الثاني أو طلاقه لها، جاز لها أن تعود للزوج الأول إذا أرادوا هذا، لكن أن يتم الزواج الثاني بهدف الطلاق وتحليل العودة للزواج الأول، فهذا ليس من الشرع في شيء.
أيضاً يقول الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن الأصل في الزواج السكن والمودة والرحمة، وليس مسألة التحليل، وأن نكاح المحلل باطل شرعاً وموضوعاً.
أضاف الدكتور أحمد كريمة، خلال تصريحات تليفزيونية سابقة، أن الزوج الثاني إذا كان لا يعلم بأنه محلل فليس عليه إثم، لكن تبقى الإشكالية فيمن يعلم، وأن "الله لعن الحال والمحلل له".
فيما أكدت دار الإفتاء المصرية في فتوى رسمية لها أن "الزواج بقصد التحليل يُعتبر زواجاً غير صحيح شرعاً، ولا يترتب عليه أي أثر من آثار عقد الزواج الصحيح.. والحديث الصحيح المروي عن النبي محمد يقول: "لعن الله المحلل والمحلل له".
أكدت الإفتاء أن النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، سمى من يقوم بذلك بـ"التيس المستعار"، مبينة أن "حكم التحليل تابع لاشتراط التحليل في العقد، فإن شرط في العقد، فقد ذهب كل من المالكية والشافعية والحنابلة إلى بطلانه".