مسؤول بالصحة العالمية يُحذر من حدوث مأساة كبيرة نهاية 2022
حذر الدكتور مايكل رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، من خطورة عدم توزيع اللقاحات بشكل عادل في بعض البلدان حول العالم، والذي قد يؤدي إلى مأساة كبيرة بنهاية عام 2022.
أهمية الحصول على اللقاحات المُضادة لكورونا
أوضح رايان أنه على مدار العامين الماضيين ثبت أنه من الممكن التقليل بشكل كبير من تفشي الحالات المرضية الشديدة الأعراض، والتي تحتاج لتلقي العلاج في المستشفيات وتقليل أعداد الوفيات الناتجة عن الإصابة بكورونا بشكل كبير، إذا تم التوزيع العادل للقاحات في جميع أنحاء العالم، لا سيما لأولئك الأكثر عرضة للخطر.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مُضيفاً أن اللقاحات، يجب أن تسير جنباً إلى جنب مع التدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية الأخرى، الالتزام بهذا هو الطريق الفعلي للخروج من المرحلة الحادة للوباء، لكن من غير المرجح أن يختفي الفيروس نفسه، خاصة بعد ما تم رصده من قدرة سارس-كوف-2 على التطور والبقاء.
أشار رايان إلى أن الجهود سوف تتواصل لضمان توصيل اللقاح إلى من يحتاجون إليه، لكن ما تود منظمة الصحة العالمية تحقيقه هو بلوغ مرحلة يستقر فيها الفيروس عند نمط منخفض المستوى للغاية، والذي يمكن أن يشهد بالطبع حالات تفشي عرضي بين من لم يحصلوا على اللقاح.
أعرب رايان عن أمله في التمكن من الاقتراب من تحقيق نسب تلقيح بين سكان كل دولة تتجاوز 10% و40% ثم 70%، موضحاً أنه لم يتم تحقيق تغطية بنسبة 40% بعد في العديد من البلدان، وهي النسبة التي يمثل الوصول إليها حالياً أولوية مطلقة.
حذر الدكتور رايان من إنه إذا لم يتم توصيل والحصول على اللقاحات المُضادة لفيروس كورونا المُستجد في كافة البلدان، ولكل شخص معرض للخطر وكل من يحتاج إلى لقاح، فإنه يخشى من أن الوضع سيبقى على ما هو عليه حتى نهاية عام 2022.
يُذكر أن فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19 كان قد تسبّب بوفاة ما لا يقل عن 5,537,051 شخصاً في العالم منذ ظهر في الصين في ديسمبر 2019. سجّلت الولايات المتحدة أعلى عدد للوفيات جرّاء الإصابة بالفيروس تلتها البرازيل والهند وروسيا. تُقدّر منظمة الصحة العالمية أن العدد الإجمالي للوفيات قد يكون أعلى بمرّتين إلى ثلاث، آخذة في الاعتبار العدد الزائد للوفيات المرتبة بالوباء.
أهمية اللقاح في السيطرة على تطور الأعراض
في ورقة نُشرت قبل أيام من اجتماع اللجنة الاستشارية، قالت مجموعة بارزة من العلماء إن البيانات المتاحة أظهرت استمرار حماية اللقاح ضد تطور الأعراض الشديدة، حتى مع تضاؤل فعاليته ضد الأعراض الخفيفة بمرور الوقت.
جادل مؤلفو الورقة البحثية، بمن فيهم اثنان من كبار المسؤولين في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية والعديد من العلماء من منظمة الصحة العالمية، في المجلة الطبية The Lancet أن توزيع الجرعات المعززة على نطاق واسع لعامة الناس ليس مناسباً في هذا الوقت.
من ناحية أخرى، كانت وكالة الأدوية التابعة للاتحاد الأوروبي، التي يقع مقرها في أمستردام بهولندا، قد أعلنت عن أنها قررت تعجيل مراجعة بيانات تلقتها من شركتي فايزر الأمريكية وبيونتك الألمانية بشأن الموافقة على جرعة تعزيزية ثالثة من اللقاح المُضاد لفيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، والذي تُنتجه هاتان الشركتان.
قالت الوكالة إن الأمر يتعلق بمنح جرعة تعزيزية ثالثة بعد ستة أشهر من حصول الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 16 عاماً على الجرعة الثانية من اللقاح.
بشكل منفصل، درس فريقاً من علماء الوكالة أيضاً، بيانات تتعلق بالموافقة على إعطاء جرعة ثالثة من لقاحي فايزر-بيونتك وموديرنا للأشخاص الذين يعانون من مشكلات في جهاز المناعة، ومنهم الأشخاص الذين يتعاطون أدوية لتثبيط المناعة؛ بعد خضوعهم لجراحات زرع كلى وكبد وقلب.
هل سيصبح إعطاء جرعة مُعززة أمراً ضرورياً؟
يُذكر أن الدكتور جورج بيرنس من كلية هانوفر الطبية كان قد قال إن تأثير التطعيم الأولي يمكن أن يتلاشى ببطء، مما يجعل جرعة أخرى ضرورية.
أشار مصنعو لقاح BioNTech-Pfizer أيضاً إلى هذا الاتجاه في بيان صحفي سابق لهم. فمن أجل الحفاظ على فعالية اللقاح، يطالبون بالموافقة على جرعة تطعيم ثالثة بعد ستة أشهر من التطعيم الثاني.
يُذكر أنه خلال سبتمبر الماضي كانت لجنة استشارية من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، قد رفضت اقتراحاً بتعميم جرعة ثالثة مُعززة من اللقاح المُضاد لفيروس كورونا المُستجد، من شركة Pfizer و BioNTech، قلصت اللجنة بالإجماع التوصيات بالجرعة الثالثة للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكبر وغيرهم من أصحاب الحالات الصحية التي تستلزم ذلك.
يقول الدكتور عوفر ليفي، اختصاصي اللقاحات والأمراض المعدية في مستشفى بوسطن للأطفال: "من المحتمل أن تكون الجرعة الثالثة مفيدة، في رأيي، لكبار السن، وقد يتم التوصية بها في النهاية لعامة السكان. لكني لا أعتقد أننا قد وصلنا إلى هذا الاحتياج حتى الآن".
صوتت اللجنة 16-2 ضد إعطاء الجرعة الثالثة للأمريكيين الذين تبلغ أعمارهم 16 عاماً وما فوق، وذلك قبل أن تتبنى اللجنة بالإجماع مُقترحاً آخر لمنح المعززات للأمريكيين الأكبر سناً والأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض شديد إذا أصيبوا بالفيروس. كان هذا يشمل في السابق الأشخاص المصابين بداء السكري وأمراض القلب والسمنة وغيرها.
يأتي قرار اللجنة الاستشارية للقاحات والمنتجات البيولوجية ذات الصلة التابعة لإدارة الغذاء والدواء في الوقت الذي قالت فيه إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إنها تريد البدء في تقديم جرعات معززة لعامة الناس في سبتمبر الماضي، وأن هذه الخطوة في انتظار الحصول على إذن من المنظمين الصحيين في الولايات المتحدة.