"مراكز دافئة"في بريطانيا تساعد الناس على مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة
انتشرت الآلاف من "المراكز الدافئة" (warm hubs) في جميع أنحاء بريطانيا هذا الشتاء، حيث دفع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة الملايين إلى خفض درجة حرارة منازلهم.
أحد هذه المراكز يوجد في مسرح ""The Other Palace في العاصمة لندن، توفره منظمة "رويال شكسبير كومباني" (RSC). ووفق إحصائيات حزب العمال المعارض هناك ما يقرب من 13000 مركز من هذا القبيل، بتمويل من جمعيات خيرية ومنظمات مجتمع مدني والحكومة. وتوجد هذه المراكز الدافئة أو "النقاط الدافئة" في المكتبات والكنائس والمراكز المجتمعية وحتى غرفة الشاي في مقاطعة هايغروف الريفية للملك تشارلز الثالث.
ويعيش بعض البريطانيين بدون تدفئة مركزية، ويعتمدون على مدافئ الفحم للحصول على الدفء. لكن بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة إثر نسب تضخم جد مرتفعة لم تشهد المملكة مثلها منذ الثمانينيات، بلغت 10 بالمئة، صار الحصول على فحم كافٍ أمراً صعباً للغاية.
وليس المكان خاصاً فقط بالفقراء، فويندي فيرمان، وهي فنانة وكاتبة، تستفيد من الدفء في هذه المراكز، فهي تعيش في منزل صغير دون مدفئة، وهنا تجد ما تفتقده في بيتها لكتابة قصائدها، مؤكدة أن التعود على المكان يحتاج فقط إلى قليل من التأقلم.
وتشهد المملكة المتحدة تحديات اقتصادية كبيرة، بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا ثم خروجها من الاتحاد الأوروبي فضلا عن تداعيات جائحة كورونا. ومن أكثر القطاعات المتضررة قطاع استيراد الغاز الطبيعي بعد تعليق موسكو لجل صادراتها من الغاز لأوروبا وعجز المملكة المتحدة عن توفير بدائل بأسعار معقولة.
وعلى الرغم من انخفاض أسعار النفط والغاز الطبيعي، إلا أن متوسط فاتورة الطاقة المنزلية في بريطانيا لا تزال ضعف ما كانت عليه قبل عام. وما يزيد من صعوبة الوضع أنه من المقرر أن ترتفع التكاليف بالنسبة للكثيرين بنسبة 20٪ إضافية في أبريل/ نيسان القادم عندما يرتفع سقف السعر الذي حددته الحكومة.
أما آن بولغر، وهي معلمة رياضيات متقاعدة، فهي تذهب إلى المركز الدافئ بشكل يومي لأجل الإطلاع على رسائل البريد الإلكتروني والتحضير لدروس الرياضيات أو حل الأحاجي، مؤكدة أن المكان هنا أفضل من بيتها "الذي يتجمد".
وأضحى المركز الدافئ الذي توفره منظمة RSC أحد نطاق الجذب الثقافية الرئيسية في بلدة ستراتفو، رغم أن البلدة غالبا ما ينظر إليها على أنها غنية، لكن هذه المراكز بينت وجود مناطق "تعاني من الحرمان الشديد"، حسب أحد القائمين على المبادرة.
ومثل بنوك الطعام في بريطانيا، التي يبلغ عددها الآن ما يقدر من نحو 2500، تعد مراكز الدفء مقياسًا للأزمة، وهناك علامات تبين أنها قد تصبح دائمة.
وهناك أيضا مراكز دافئة متنقلة، فقد وفّرت مؤسسة خيرية حافلة صغيرة تحوّلت إلى مقهى في الهواء الطلق لتوفير الدفء لعدد من سكان مناطق الريف المعزولة.
إ.ع/خ.س (أ ب)