مراحل تطور نظام الأندرويد
سنتحدث في هذا المقال عن تاريخ نظام التشغيل أندرويد، لكن قبل البدء عليّ أن أنوه أن الاختلاف الذي نشاهده بين الهواتف المختلفة من الشركات مثل "سامسونغ" (Samsung) أو "أتش تي سي" (HTC) وغيرهم، هو نتيجة لتعديلات تقوم بها الشركة على النظام، ففي هذا المقال سنتحدث فقط عن التغيرات التي تقوم بها Google على نظام التشغيل (Android) بشكل كامل دون ذكر الميزات التي تضيفها كل شركة لهواتفها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو نظام التشغيل أندرويد (Android)؟
هو نظام تشغيل للأجهزة المحمولة، مفتوح المصدر مبني على نواه "لينوكس" (Linux). تم تطويره من قبل العملاق (Google)، وهو موجه بشكل أساسي للأجهزة التي تستعمل اللمس كواجهة تفاعلية مع المستخدم كالهواتف المحمولة والحواسيب اللوحية (Tablets) وغيرها، عن طريق حركات على الشاشة مثل السحب بإصبع أو أكثر قد تصل حتى 10 أصابع.
البرمجيات مفتوحة المصدر
هي برمجيات يُسمح لأي شخص الإطلاع على ترميزها المصدري -اللغة البرمجية التي كتب بها البرنامج- والتعديل عليها بما يناسبه ليقوم باستخدامها في برنامج المعدل. المميز في هذا الأمر أن هيكلية نظام التشغيل مفتوحة لجميع محبي البرمجة، بالتالي تستطيع الشركة الاستفادة من جميع الأفكار التي يطبقها المبرمجون الآخرون، مما يسمح بتسريع عملية تطوير النظام بشكل كبير للغاية.
خلال الزمن تطور نظام التشغيل بشكل كبير، وخلال نضوجه توسعت قاعدة الأجهزة المستهدفة لتشمل أيضاً شاشات التلفاز (Android TV)، والسيارات (Android Auto)، إضافة للملبوسات الذكية مثل الساعات الذكية (Android Wear)، كما يدعم النظام أكثر من 100 لغة ليستهدف أكبر قاعدة من المستخدمين.
تاريخ نسخ نظام التشغيل أندرويد ومراحل تطوره
بدأت حكاية الأندرويد مع الإصدار الأول للنظام بتاريخ 5 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2007، وتم إصدار النسخة التجارية الأولى للعامة في شهر سبتمبر/ أيلول 2008، وكما نعلم كل واحدة من نسخ الأندرويد تحمل اسماً رمزياً لأحد أنواع الحلويات، لكن لم تبدأ هذه الفكرة حتى الإصدار الثالث إذ لم تتم تسمية النسختين الأولى والثانية، فكانت نسخ الاندرويد هي:
1- أندرويد 1.0
النسخة التجارية الأولى اُصدرت بتاريخ 23 سبتمبر/ أيلول 2008 على هاتف (HTC Dream)، حيث تضمنت هذه النسخة: دعماً للكاميرا، متصفح قادر على تشغيل صفحات HTML، تطبيق "سوق أندرويد" (Aandroid Market) لتحميل التطبيقات، إمكانية تجميع الأيقونات في مجلدات، مشغل وسائط لكنه لا يدعم البث عبر البلوتوث، دعم لتقنيتي البلوتوث والواي فاي، إضافة للعديد من خدمات غوغل مثل إمكانية المزامنة مع بريد Gmail، تطبيق غوغل للبحث إضافةً للخرائط.
2- أندرويد 1.1
تم إطلاقه بتاريخ 2 فبراير/ شباط 2009، هذا التحديث بمعظمه تضمن إصلاحاً لبعض الأخطاء إضافة لبعض التعديلات الصغيرة، مثل إمكانية حفظ الملفات المرفقة في رسائل MMS، إطالة زمن إضاءة الشاشة قبل أن تطفأ أثناء المكالمات على السماعة الخارجية، إضافة للقدرة على إخفاء أو إظهار لوحة الأرقام أثناء المكالمة.
3- أندرويد 1.5 (CupCake)
النسخة الأولى التي حملت اسم حلويات بتاريخ 27 أبريل/ نيسان 2009. كانت تسمح للمستخدم: بتثبيت لوحة مفاتيح أخرى غير المدمجة مع النظام، إضافة "الأدوات المصغرة" (Wdgets) وهي تطبيقات مصغّرة يمكنك إضافتها على الواجهة الرئيسية من أجل الوصول السريع لبعض خيارات التطبيقات، إمكانية تسجيل فيديو بصيغة 3GP، إمكانية اقتران الهاتف مع أجهزة إلكترونية أخرى عبر البلوتوث كالسماعات، إضافة انتقالات متحركة أثناء فتح التطبيقات وبداخلها، كذلك دعم التدوير التلقائي، إمكانية النسخ واللصق في المتصفح.
4- أندرويد 1.6 (Dounat)
15 سبتمبر/ أيلول 2009. تضمن التحديث: إمكانية البحث وكتابة نص عن طريق الصوت مدعوماً بالعديد من اللغات، تحسينات كبيرة في عمل معرض الصورة والكاميرا ومسجل الفيديو (كان تطبيق الكاميرا يختلف عن تطبيق الفيديو)، دعم لشاشات ذات دقة أكبر، وتحسينات عديدة في الأداء والسرعة.
5- أندرويد 2.0 (Eclair)
أُصدرت بتاريخ 26 أكتوبر/ تشرين أول 2009. تضمنت: دعم للبلوتوث 2.1، الكثير من الميزات للكاميرا كالفلاش والزوم، تحسين سرعة الكتابة في لوحة المفاتيح، تحسينات في المتصفح ودعم لمواقع HTML5، إضافة الخلفيات المتحركة، إضافة القدرة على لمس صورة أحد جهات الاتصال لعرض تفاصيله، ولعل التحديث الأهم هو دعم قياسات مختلفة للشاشة للتطبيق ذاته دون الحاجة لتعديله ليتناسب بشكل جيد وتلقائي.
6- أندرويد 2.2 (Froyo)
أصدرته الشركة بتاريخ 20 مايو/ أيار 2010. من أهم التغيرات التي قامت بها الشركة هي: زيادة في الكفاءة والأداء بتعامل النظام مع المعالج والذاكرة، والسماح بإضافة اختصارات على سطح المكتب لمهمات محددة في التطبيقات بشكل مباشر، كما أضافت آلية التحديث التلقائي لمتجر التطبيقات، كذلك ميزة رفع الملفات للمتصفح الخاص بالنظام، كما أنه أصبح يدعم تشغيل الصور المتحركة (GIF)، والسماح بتثبيت التطبيقات على الذاكرة الخارجية، بالتالي أصبح النظام يدعم الشاشات ذات الدقة العالية -في ذلك الوقت- مثل 320 بيكسل/إنش.
7- أندرويد 2.3 (Gingerbread)
6 ديسمبر/ كانون الثاني 2010. تم فيه: تحديث الواجهة لتصبح أسرع وأبسط، الدعم للشاشات ذات القياس الكبير ودعم وجود أكثر من كاميرا في الهاتف وكاميرا أمامية إن أمكن، والعديد من الحساسات الجديدة، كما أُضيف الدعم لتقنية NFC، إضافةً لتحسينات في الصوت وبعض الميزات المرافقة له، كما تغير نظام الملفات إلى ext4، لأداء أفضل بشكل عام.
تلى هذا النظام العديد من التحديثات الصغيرة التي تهدف لإصلاح بعض المشاكل في النظام وتحسين الأداء والبطارية، وحملت الأرقام بين 2.3.1 وحتى 2.3.7، تحت الاسم ذاته.
8- أندرويد 3.0 (Honeycomb)
تعد أول نسخة من نظام أندرويد تقدم دعماً كاملاً وبشكل مخصص للحواسيب اللوحية، بتاريخ 22 فبراي/ شباط 2011. قدمت الشركة فيها أسلوب تصميم جديد يدعى (HoloGraphic) وبقي مستعملاً لفترة طويلة كما قدمت الشركة أزرار التحكم على شاشة العرض والوصل السريع من خلال شريط الإشعارات للوصل على بعض خيارات الضبط بشكل سريع.
وأبرز هذه التحديثات هي دعم التجزئة في التطبيق -كعرض لائحة الرسائل ومحتويات إحدى المحادثات سوياً- تلاه العديد من التحديثات التي تحمل الأرقام بين 3.1 حتى 3.2.6 تضمنت بعض الإصلاحات وتوسيع مجال الدعم للملفات مثل FLAC وغيرها.
9- أندرويد 4.0 (Ice Cream Sandwich)
يعد واحد من أكبر التحديثات التي تلقاها نظام التشغيل منذ انطلاقه، أصدر في 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2011، كما يعد أول نظام أندرويد يدعم الهواتف والأجهزة اللوحية معاً، تضمن تحديثات كبيرة في تصميم (HOLO) وتغيير الخط، كما أتاح إمكانية فتح التطبيقات من شاشة القفل بشكل مباشر، وتم إضافة خيارات جديدة في التطبيق مثل "استخدام البيانات" (Data Usage) لمراقبة استهلاك البيانات، وتحسينات كبيرة في الكاميرا لتصبح تلتقط الصورة دون أي تأخير، والكثير من التغييرات الصغيرة.
تبعه العديد من التحديثات ذات الأرقام (4.0.1 وحتى 4.0.4)، كما تضمنت أيضاً إصلاحات وتحسينات في الأداء بشكل عام.
10- أندرويد 4.1 (x Jelly Bean)
أعلنت عنه الشركة في مؤتمر (Google IO) بتاريخ 27 يونيو/ حزيران 2012، هدف هذا التحديث الأساسي هو تحسين واجهة المستخدم والأداء تحت مشروع سمي "زبدة" (Project Butter) للدلالة على سلاسة النظام.
تضمنت النسخة الجديدة بالإضافة لتحسينات الأداء إمكانية توسيع الإشعارات الواردة لأكثر من سطر، ووجود واجهتين مختلفتين للنظام بحسب قياس الشاشة -الهواتف والأجهزة اللوحية- إضافةً لدعم أكثر من مخرج صوت، بالتالي السماح بوضع مكبرات صوت ثنائية "ستيريو".
11- أندرويد 4.2 (x Jelly Bean)
أُعلن عن النظام تحت الاسم ذاته، وقالت غوغل أنه "طعم جديد" من النظام ذاته، وذلك في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012. تضمن التحديث: تغييرات في شاشة القفل سامحين بإضافة "الأدوات الذكية" (Widgets)، إضافةً للوصول السريع للكاميرا من شاشة القفل، شاشة توقف تظهر بعض المعلومات عندما يوضع الهاتف في الشحن، تعدد المستخدمين على الأجهزة اللوحية كلٌ بملفاته الخاصة، واجهة موحدة لكافة الأجهزة مأخوذة من النسخة 4.1 بغض النظر عن قياس الشاشة، دعم أدوات اللعب عبر البلوتوث مثل قبضات التحكم وغيرها، إضافة نسبة مئوية أثناء التحميل في شريط الاشعارات، إمكانية الضغط المطوّل على إحدى اختصارات الضبط مثل البلوتوث للدخول الى إعداداته مباشرة.
12- أندرويد 4.3 (x Jelly Bean)
أعلنت غوغل عن تحديثها الجديد في 24 يوليو 2013 بشعار "طعمٌ أحلى" من النظام السابق. تضمن تحديثات كبيرة على البلوتوث مثل دعم "البلوتوث منخفض الطاقة"، دعم OpenGL ES 3.0 للحصول على أداء رسوميات أفضل، إضافة لدعم شاشات الدقة الكبيرة 4K، والعديد من الإصلاحات وتحديثات الأداء.
13- أندرويد 4.4 (x KitKat)
أُطلق التحديث في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2014 بهدف أساسي وهو تحسين الأداء، خصوصاً للأجهزة ذات المواصفات الضعيفة، حيث انخفضت المواصفات الدنيا لتشغيل النظام إلى 512 ميغابايت RAM فقط، كما قامت الشركة بوضع بيئة برمجية جديدة لتشغيل التطبيقات تسمى (ART: Android RunTime)، رغم أنها كانت تجريبية وبهدف الاختبار فقط إلا أنها أظهرت فرقاً ملحوظاً في الأداء.
مما تضمنه التحديث: وجود تعديلات طفيفة على الواجهة كتغير لون الثانوي في النظام من الأزرق إلى الأبيض، إمكانية تغيير لون شريط الإشعارات وأزرار التحكم بحسب التطبيق الموجود في الواجهة مع إمكانية وجودهم بشكل شفاف، عدم السماح للتطبيقات بتغيير محتويات ذاكرة التخزين الخارجية إلا للتطبيقات التي أُعطيت الإذن من قبل النظام، تحديد برنامج الرسائل النصية الافتراضي، وذلك لمنع وصول الاشعار ذاته من أكثر من تطبيق، وانتقالات رسومية جديدة لإضفاء مظهر أسلس للنظام.
14- أندرويد 5.0 و 5.1 (x Lollipop)
لربما هو أحد أهم التحديثات منذ النسخة 4.0 أعلنت عنه الشركة باسم رمزيّ (Android L) في 25 يونيو/ حزيران عام 2014 ليصبح رسمياً في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني في ذات العام. هذا التحديث شمل الكثير من التغييرات سواءً على صعيد الواجهة أو من ناحية الأداء.
الأداء: تم الانتقال بشكل رسمي إلى البيئة البرمجية ART مع إضافة العديد من المميزات التي حسّنت من فعاليته بشكل ملحوظ، دعم للمعالجات ذات معمارية 64 بت، كما ضمّنت غوغل مشروع جديد يسمى "فولطا" بهدف تحسين عمر البطارية، أعادت للتطبيقات مساحة تعديل محتويات كرت الذاكرة الخارجي، كما أصبح النظام يدعم بشكل رسمي الأجهزة التي تشغل أكثر من شريحة اتصال واحدة.
الواجهة: الانتقال بشكل عامل من واجهة (HOLO) إلى مبدأ جديد في تصميم التطبيقات الذي أسمته غوغل (Material Design)، تغيير شكل لوحة الاشعارات وطريقة الوصل إلى اختصارات الضبط لتصبح عن طريق السحب مرتين. إضافة لإمكانية القيام ببحث داخل تطبيق الضبط، وتعديل جديد على شاشة القفل مزيلاً القدرة على وضع أدوات ذكية وتحديث الـ Emoji الخاصة بغوغل.
15- أندرويد 6.0 (x Marshmallow)
أُطلق بتاريخ 5 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2015. يتضمن التحديث بشكل أساسي بعض الإصلاحات والإضافات مثل دعم قارئ البصمة و منفذ USB C بشكل رسمي من قبل أندرويد، تغيير واجهة التطبيقات لتصبح عمودية بدلاً من الصفحات بشكل جانبي، إمكانية تهيئة كرت الذاكرة الخارجي ليصبح مدمجاً مع الذاكرة الداخلية.
كما أضافت الشركة "أدوات التطبيقات" (App Permission) وذلك للتحكم بالصلاحيات التي يمتلكها كل تطبيق، وتحول مشروع فولطا الى DOZE (وهو وضع يخفف من استعمال الطاقة والتطبيقات في الخلفية عند وضع الهاتف دون استعمال لفترة يطول معها عمر البطارية بشكل كبير)، ووضع إمكانية فتح تطبيقين سوياً على الشاشة بشكل تجريبي من أجل الاختبار.
16- أندرويد 7 (x Nougat)
22 أغسطس/ آب عام 2016. تضمن تعديلات في البيئة البرمجية مما أدى لزيادة في سرعة فتح التطبيقات تصل لـ 75%، وتحسينات لخاصية DOZE، إضافة لدعم رسمي لفتح نافذتين معاً، كما أضافت خيار الضغط مرتين على زر التطبيقات المستخدمة (Overview - Recents) للانتقال للتطبيق السابق.
أما أحد أهم التحديثات فهو في لوحة الاشعارات حيث أصبح بالإمكان تجميع الاشعارات للتطبيق ذاته وتوسيعها بشكل أفضل مما سبق، فيقوم بتجميع الاشعارات من التطبيق ذاته وعند توسيعها يمكن توسيع أحد الإشعارات داخل المجموعة، كما أنه يمكن الرد بشكل مباشر على الرسائل من لوحة الاشعارات دون الحاجة إلى فتح التطبيق.
ختاماً.. لابد أن نظام غوغل للأجهزة المحمولة هو أحد أكثر الأنظمة انتشاراً، ويعود ذلك لقدرته الكبيرة على مواكبة التغيرات بشكل مناسب لاحتياجات السوق العالمي.