مدرب سباحة تجاوز عمره الـ 100 عام يكشف عن سر لياقته
يقترب "ليوبولد كوشاليك" ببطء من حافة المسبح، يثني ركبتيه ويستنشق طويلا ثم يقفز إلى الماء. قفزته لا تبدو أنيقة للغاية لكنها مثيرة للإعجاب لاسيما وأنه مسن يبلغ من العمر 102 عامًا. عندما يظهر رأس "ليوبولد" بعد الغطس من جديد على سطح الماء تبدو على وجهه ابتسامة تعبر على أنه يعشق الماء والسباحة هي شغفه الكبير.
بصبر وروح الدعابة
يقول ليوبولد كوشاليك: "كنت دائما أمارس الرياضة المائية". بعد إصابته بنوبة قلبية قبل 17 عاما توجب على "ليو"، كما يسميه الكثيرون هنا، توخي الحذر. ورغم ذلك يعطي "ليو" مرة واحدة في الأسبوع دروسا في السباحة بحي ليشتنفيلده في العاصمة برلين. الفريق الذي يدربه "ليو" الآن متكون من ثمانية أطفال تتراوح أعمارهم بين 6-8 سنوات. الأطفال سعيدين جدا بالتدرب عند المسن "ليو" ومتحمسين لتدريبات السباحة للغاية. "ليو" يصحح وضعية الأطفال أثناء السباحة ويعطيهم تعليمات ويشجعهم للتغلب على الخوف من الماء بالإضافة إلى أن وقت التدريبات مع العجوز "ليو" تكون مرحة جدا لما يتمتع به من روح الدعابة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
منذ 35 عاما مدربا للسباحة
اشتغل "ليوبولد كوشاليك" قفَّالا وكانت لديه شركة في برلين، ومع بداية تقاعده اجتاز "ليو" امتحانا للتدريب على السباحة عام 1984 لكي يملأ وقت فراغه. أراد المسن "ليو" أن يفعل شيئا مفيدا في حياته، ولأنه يعشق الماء أصبح مدربا للسباحة. منذ 35 عاما و"ليو" يزاول مهنة التدريب على السباحة، ورغم تقدمه في السن وتباطئ حركاته إلا أنه لازال يعيش بشكل مستقل ويعتمد في قضاء أغراضه اليومية على نفسه إلى حد كبير.
أعيش الحياة وأحبها
هناك لحظات يشعر فيها "ليوبولد كوشاليك" بالوحدة، فمنذ أربع سنوات وهو يعيش وحيدا، منذ وفاة زوجته "هيلدغارد"، حبه الكبير. يقول "ليو" عنها: "لقد كانت قطعة ذهبية، قطعتي الذهبية، حبيبتي هيلدغارد". يظهر على "ليو" الحزن عندما ينظر إلى صورة لحبيبته "هيلدغارد" وهي تبتسم، ويضيف: "لن أنسىاها، لقد فعلت الكثير من أجلي. أنجبت معها ثلاثة أطفال، لسوء الحظ مات طفلنا الأول وهو صغير أثناء الحرب". يحكي "ليوبولد كوشاليك" أنه تعرف على زوجته وهو في الـ16 من العمر، فوقع في حبها، دامت مدة زواجهما 73 عاما، وعندما توفيت "هيلدغارد" كان عمرها 95 عاما. لكن عمله التطوعي كمدرب للسباحة وزملاؤه أنقذوه من الشعور بالاكتئاب، ومنذ ذلك الحين يحاول استخلاص القوة من الذكريات الجميلة.
قدوة لمن يريد أن يعمِّر طويلا
منذ أن تعدى "ليوبولد كوشاليك" الـ100 عام وتلفونه يرن بشكل متكرر. صحفيون من جميع أنحاء العالم يريدون معرفة نمط عيشيه وسر بقائه محافظا على لياقته لفترة طويلة. "ليو" فرِحٌ جدا بهذا الاهتمام الإعلامي وسعيد بتطرق إعلاميين من روسيا واليابان لقصته ويحتفظ بجميع مقالات الصحف عنه. في بعض الأحيان يحصل "ليوبولد كوشاليك" أيضا على رسائل من معجبين، يكشفون له عن أخذ العبرة من حياته للبقاء نشيطين، وعندما يقرأ "ليو" ذلك تنتابه فرحة ويدمع بعض الشيء.
أوكسانا إيفدوكيموفا / عبد الكريم اعمارا