محمد صلاح ضمن قائمة ذا أثليتك لأعظم أداء فردي بتاريخ الدوري الإنجليزي
ذا أثليتك تختار محمد صلاح في قائمة أعظم 50 أداء فردي بتاريخ الدوري الإنجليزي
قامت شبكة ذا أثليتك باختيار أداء النجم المصري محمد صلاح، لاعب نادي ليفربول، أمام فريق مانشستر سيتي، في المباراة التي جمعت بين الفريقين في الدوري الإنجليزي في الموسم الماضي 2021- 2022، ضمن أفضل 50 أداء فردي في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.
ذا أثليتك تختار محمد صلاح في قائمة أعظم 50 أداء فردي بتاريخ الدوري الإنجليزي
ووفقاً لذا أثليتك، فقد جاء أداء صلاح في المباراة، التي انتهت بالتعادل الإيجابي 2- 2، في المركز الـ 16، في القائمة المكونة من 50 أداء، والتي أطلقها الموقع بمناسبة مرور 30 عاماً على الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم البريميرليغ، ولتكريم أفضل 50 أداء فردياً في تاريخه، وفقاً لتصويت كتابه.
"العظمة ليست هي نفسها أن تكون جيداً جداً، بل بطريقة ما، فهما متضادان تقريباً.. لكي تكون جيداً، يمكنك أن تلعب بطريقة آمنة وذكية وناجحة، وكل تلك الصفات التي اعتدنا الإعجاب بها. ولكن، عندما تكون متهوراً، وتتم العمل بطريقة غير معتادة، فهذه هي العظمة الحقيقية."
هكذا قال محرر ذا أثلتيك في بداية وصفه لأداء صلاح في مباراة الريدز أمام السيتي، التي لم يكن جيداً جداً فيها، على الأقل وفقاً لمعايير اللاعب المصري.
ويتابع موقع ذا أثلتيك في حديثه عن المباراة: "كيف يمكن لأي شخص أن يكون جيداً ضد مانشستر سيتي؟ إنهم مثل حركة المرور في صباح يوم الإثنين، ولهم نفس التأثير على الناس.. إنهم يزحمونك، ويبطئونك، ويقطعون كل زوايا الهروب"، لافتاً إلى أن ليفربول قضى معظم أول نصف ساعة من المباراة محيداً تماماً، وعاجزاً تقريباً عن الوصول إلى المنطقة التي تظهر فيها خطورة صلاح.
وزاد من صعوبة الأمر افتقاد الريدز لاثنين من أهم ناقلي الكرة في الفريق، وهما: ترينت ألكساندر أرنولد وتياغو ألكانتارا. ورغم وجود جيمس ميلنر، وكل ما يتمتع به من صفات قوية في اللاعب، إلا أنه لم يستطع تعويض غياب ألكسندر أرنولد، مما ترك صلاح بدون شريكه في الجبهة اليمنى، إضافة إلى غياب تمريرات تياغو من اليسار إلى اليمين، والتي أضرت إمدادات الوسط الواردة إلى النجم المصري.
لقد عانى لفربول للخروج من نصف ملعبه أمام السيتي، ومع أن صلاح قد تلقى عدة تمريرات من الجهة اليمنى، إلا أنه كان يفتقد وجود الدعم اللازم من زملائه، ليضطر إلى مواجهة غواو كانسيلو، المفترض أن يكون الحلقة الأضعف في دفاع مانشستر سيتي، فينتهي الأمر كل مرة في غير صالحه.
وليس هذا فقط، بل إن تمريرات صلاح لم تتمكن أيضاً من اختراق صفوف لاعبي السيتي، وحتى عندما كانت تفعل هذا، كان يتم اعتراضها أو كان توقيتها سيئاً. وبالتالي، فلنحو ساعة من المباراة، لم يتمكن صلاح أو يقترب حتى من صنع فرصة مؤكدة له أو لأي من زملائه.
وتشير شبكة ذا أثلتيك إلى أنه بالنظر إلى كل ما سبق، فإن هذه المباراة ينبغي ألا تكون من بين أفضل مباريات صلاح، والذي يملك في سجله بالفعل العديد من المباريات التي تألق فيها، إلا أن الواقع أن الأفضل والأكثر عظمة لم يكن قد أتى بعد إلى المباراة.
وهناك عادة طريقتان أساسيتان يميل لهما صلاح لاختراقات الدفاعات عندما تكون الكرة عند قدميه، إحداهما هو أنه يمكنه استلام الكرة على الطرف، واستغلال هذه المساحة الإضافية الصغيرة لزيادة سرعته، ثم تجاوز المدافع، فيما يحاول الأخير معرفة إلى أي اتجاه سيذهب.
ويمتاز صلاح عن أغلب الأجنحة بأنه يمكنه تحويل هذا الموقف إلى وضع أكثر خطورة على المدافعين، حيث أنه يبقى يقظاً في حال ظهور خيارات التمرير إلى واحد من زملائه في موقع أفضل، ليحول مراوغته الناجحة هذه إلى تمريرة مفاجئة.
وما يعنيه هذا بالنسبة للمدافع، هو أنه لا يمكنه الانتظار والاعتماد على سرعته من أجل اللحاق بصلاح في المراوغة. فإذا نجح النجم المصري في هذا الأمر، فقد ضاعت الفرصة أمام المدافع. أما إذا فشل صلاح في هذا، كما حدث بضع مرات في المباراة، عندما تدخل لاعبين آخرين من السيتي لدعم زملائهم، فإنه يرسل رسالة إلى المدافعين، عنوانها: "حاولوا بجدية أكبر، في المرة القادمة لن يكونوا زملائكم هنا."
وهذه الرسالة اعتبرتها ذا أثلتيك بمثابة الفارق الأول بين أن تكون جيداً وعظيماً. فلعب مباراة جيدة يعتمد بشكل كبير على الاختيارات المتوقع تحقيقها أكبر نسبة نجاح، مثل اختيار الحركة التي من المرجح أن تساعد فريقك على الفوز، وتنفيذها بشكل مستمر. ولكن صلاح لم يفعل هذا. وحتى عندما كان يحاول تجربة شيئاً مختلفاً، وفي حال لم ينجح هذا الأمر، فإنه كان يتسبب في هز ثقة الدفاع.
وأخيراً، في الدقيقة 58 من المباراة، أتى هذا الأمر بثماره. واستلم صلاح الكرة في المساحات الواسعة التي يحبها، وأصبح في مواجهة كانسيلو، الذي حاول إغلاق كلا طريقي المرور عليه، من الطرف ومن العمق، إلا أن هذا لم ينجح، ليجتازه صلاح ويكمل طريقه، في نفس الوقت الذي كان فيه زميله ساديو ماني يركض مخترقاً دفاع الستي من الجهة الأخرى، ليتلقيا في المنتصف أخيراً، فيرسل صلاح الكرة إليه، ليتمكن ماني من وضعها في الشباك.
ويضيف محرر ذا أثلتيك قائلاً إن إخفاقات صلاح المبكرة في المباراة، كانت تمهد الطريق للمزيد من العظمة لاحقاً، موضحاً أنه في كل مرة كان يحاول فيها صلاح تلقي تمريرة داخل منطقة الجزاء، كان كانسيلو له بالمرصاد، ليقوم باعتراضها بصورة استباقية.
ولكن، في الدقيقة 76 من المباراة، وحينما كان صلاح على وشك تلقي تمريرة على حدود هذه المنطقة، حاول مدافع السيتي اعتراضها كالعادة، إلا أنه فشل هذه المرة، ليجتازه النجم المصري، ويتألق بأداء فردي مدهش، مخترقاً دفاع مانشستر سيتي بالكامل، ليسجل الهدف الثاني لفريقه.
وبنهاية المباراة بنتيجة 2- 2، خرج صلاح منها مسجلاً هدفاً وصانعاً آخر، ضد أفضل فريق في العالم، حيث تطلب منه الأمر 11 ثانية تقريباً من العمل لأجل هذه الهدفين. وهذه الثواني القليلة هي كل ما سيتذكره عشاق الكرة عن هذه المباراة.