محمد راسم: من هو رائد فن المنمنمات الذي يحتفل غوغل بذكرى ميلاده؟
احتفل محرك البحث الشهير غوغل بذكرى ميلاد الرسام الجزائري الراحل محمد راسم، الذي يُعتبر من رواد فن المنمنمات المعني بالزخرفة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
غوغل يحتفي بالفنان الجزائري الراحل محمد راسم
حيث قام غوغل بتغيير واجهته الرئيسية، ووضع رسماً يظهر فيه راسم وهو يمسك ريشته، في إطار لوحة مرسومة على طريقة المنمنمات التي اشتهر بها الفنان الراحل.
من هو محمد راسم؟
محمد راسم من مواليد 24 يونيو عام 1869 في حي القصبة في العاصمة الجزائرية، الجزائر، لأسرة عريقة لها تاريخ طويل في الفن التشكيلي.
اهتم راسم منذ نعومة أظافره بفن المنمنات، وأظهر فيه مهارة فائقة، حيث ساعده أفراد أسرته في صقل موهبته في هذا الفن الذي كرس له كل حياته فيما بعد، وأصبح من رواده المشاهير.
وبحسب ما ذكرته تقارير محلية، فقد أكمل راسم تعليمه في مدرسة تعليم مهني تابعة للاستعمار الفرنسي، ثم عمل بعدها رساماً في مكتب الرسم التابع لمديرية الفنون الأهلية، وهناك بدأ يجذب الاهتمام إليه لما يتمتع به من موهبة فريدة في الرسم.
محمد راسم رائد فن المنمنات
عمل الفنان الجزائري لفترة من حياته في نسخ وتصميم نقوش السجاد والمطرزات العربية والزخارف على النحاس، وبدأ بعدها في تنمية مهاراته في فن المنمنات، الذي هو عبارة عن رسوم زخرفية، فأعاد إحياء هذا الفن القديم، خاصة في دول المغرب العربي، حيث أنه لم يكن معروفاً هناك.
ولم يكتف راسم بالعمل في فن المنمنات، بل استطاع أن يضيف لمساته الخاصة على هذا النوع من الفنون، خاصة فيما يتعلق بأدوات الفن التشكيلي الحديث، ليصبح خلال فترة قصيرة رائداً لمدرسة فن المنمنات في وطنه الجزائر.
واستطاع راسم إثراء فن المنمنات دون المساس بأصالة هذا الفن القديم، حيث حافظ على التقنيات الجمالية الخاصة بهذا التراث الفني، وقد اتسمت أعماله بالدقة الشديدة والحس الجمالي العالي، بالإضافة إلى الشاعرية وعبقرية اختيار الألوان.
ووضع محمد راسم أسس مدرسة المنمنمات الجزائرية، التي كانت مختلفة عن الطرق القديمة التي عرفتها زخارف المدارس الفارسية والتركية التي ولى عهدها، كما كان له الفضل في تقديم العديد من الفنانين من تلاميذه.
أهم الجوائز التي حصل عليها محمد راسم
كان عام 1923 نقطة تحول مهمة في حياة محمد راسم، حيث قام الفنان الجزائري بعرض أعماله في جمعية الفنانين الجزائريين والمستشرقين، ليحصل في نفس العام على منحة من بلدية الجزائر العاصمة، وكذلك على وسام جمعية الرسامين المستشرقين الفرنسيين في باريس.
وفي عام 1933، كان راسم هو أول جزائري يفوز بالجائزة الفنية الكبرى، لتبدأ بعدها شهرته في الانتشار، فيتم عرض أعماله في عدد من الدول حول العالم، حيث حرصت عدم متاحف شهيرة على اقتناء بعضها.
دور محمد راسم في مقاومة الاستعمار الفرنسي
اقتنع محمد راسم أن مقاومة الاستعمار الفرنسي من الممكن أن تتم من خلال لفن، وهو ما جعله يحرص على أن تحتوي رسوماته على حياة الشعب الجزائري قبل الاحتلال عبر الأحداث التاريخية القديمة وفي الاحتفالات الدينية المختلفة.
وكان راسم حريصاً كذلك على أن تتضمن رسوماته علامات العظمة والفخر التي كان عليها وطنه الجزائر قبل الحقبة الاستعمارية، وكذلك ما يحلم برؤيته في بلاده بعد الاستقلال.
وعمل محمد راسم لفترة طويلة كمدرس في معهد الفنون الجميلة، وبعد أن نالت الجزائر استقلالها في عام 1962، عُين مستشاراً لوزير الثقافة.
أشهر أعمال محمد راسم
ومن أهم الأعمال التي قدمها الفنان الراحل محمد راسم هي تزيينه صفحات الكتاب التراثي العربي الشهير ألف ليلة وليلة، الذي صُدر في 12 مجلداً.
وتم جمع منمنمات راسم في عدة مؤلفات، من ضمنها: الحياة الإسلامية في الماضي، محمد راسم الجزائري.
وقد عُرضت أعمال محمد راسم في العديد من المدن العالمية الشهيرة، مثل باريس وروما وكوبنهاغن وبوخارست.
ولم يتوقف راسم عن رسم المنمنمات إلا في عام 1955، بعدما أصيبت عينيه بالاعتلال.
وأشارت التقارير أن القسم الأكبر من أعمال الفنان الراحل محفوظة الآن في متحف الفنون الجميلة في الجزائر العاصمة.
وفاة محمد راسم
وقد توفي محمد راسم في 30 مارس 1975 برفقة زوجته السويدية كارين بوندسون، حيث ذكرت تقارير محلية أنهما لقيا مصرعهما في ظروف غامضة في الأبيار (الجزائر العاصمة).
وتوقعت التحريات وقتها أن الفنان الجزائري الشهير وزوجته قد تعرضا للقتل على أيدي بعض لصوص اللوحات.