محاولة جديدة لاستعادة نفرتيتي من برلين، هل سيختلف مصيرها عن سابقاتها؟

  • بواسطة: DWW تاريخ النشر: السبت، 26 أكتوبر 2024
مقالات ذات صلة
اكتشاف طريقة جديدة لاستعادة حاسة الشم بعد الإصابة بكورونا
على خطى آيفون: طريقة جديدة لاستعادة حسابك على فيسبوك: تعرف عليها
محاولة جديدة من ناسا لاستكشاف المريخ

"نيابة عن المصريات والمصريين - وكل الملتزمين بعودة التراث المصري إلى وطنه - أود أن أطلب إعادة التمثال النصفي الملون من الحجر الجيري لنفرتيتي، الموجود في المتحف الجديد في برلين تحت رقم الجرد AM 21300"، هكذا كتب عالم الآثار المصري الشهير زاهي حواس في الالتماس الذي نشره على موقع change.org ، الخاص بالالتماسات والشكاوى.

وتابع حواس وهو وزير آثار سابق وحاصل على العديد من الأوسمة والجوائز من دول عديدة: "هذا التمثال النصفي الفريد من نوعه بقيمته التاريخية والجمالية موجود حاليا في ألمانيا. والآن حان وقت عودته إلى مصر".

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ونشر حواس هذا الالتماس على موقع "change.org" يوم 18 أكتوبر/ تشرين الأول موجها شكواه إلى ثلاث شخصيات مسؤولة في ألمانيا: كلاوديا روت وزيرة الدولة لشؤون الثقافة والإعلام، هرمان بارتسينغر رئيس مؤسسة التراث الثقافي البروسي وفريدريكه زايفريد مديرة المتحف المصري ومقتنيات البردي بالمتحف الجديد في برلين. ويهدف حواس من وراء ذلك إلى الحصول على 25 ألف توقيع على هذا الالتماس، وقد بلغ عدد التوقيعات بعد ستة أيام من نشره ما يقرب من 22 ألف توقيع.

خرجت من "آخت آتون" بطريقة "غير قانونية"

في السادس من ديسمبر/ كانون الأول عام 1912 عثرت "جمعية المشرق الألمانية"، وهي بعثة أثرية ألمانية، على تمثال نفرتيتي النصفي الشهير، أثناء أعمال التنقيب التي قامت بها في منطقة أطلال مدينة "آخت آتون" (معناها: أفق آتون)، المسماة الآن بتل العمارنة، ثم شحنته إلى برلين في العام التالي.

وتقع منطقة تل العمارنة بمركز دير مواس بمحافظة المنيا بصعيد مصر وانتقل إليها زوج نفرتيتي؛ الملك إخناتون (الأسرة 18) والذي حكم مصر لمدة 17 عاماً وتوفي ربمَّا عام 1335 قبل الميلاد تقريبا. وجعل إخناتون من "آخت آتون" عاصمة لملكه بدلا من طيبة (الأقصر حاليا) مقر عبادة آمون.

وقد دعا إخناتون لعبادة الإله آتون وحده، المتمثل في قرص الشمس، وترك عبادة آمون وغيره من آلهة مصر القديمة. ودخل على الفن المصري في عصر إخناتون تغيير جذري. لكن خليفته توت عنخ آتون غير اسمه إلى توت عنخ آمون وترك آخت آتون عائدا إلى طيبة وعبادة آمون.

وقال حواس في التماسه إن رأس نفرتيتي خرجت من مصر بشكل "غير قانوني". ويرى وزير الآثار المصري السابق أنه يجب إعادة التمثال النصفي إلى بلده الأصلي باعتباره أحد أهم القطع الأثرية في مصر. ويستند طلبه إلى الاتفاقيات الدولية بشأن حماية التراث الثقافي، بما في ذلك اتفاقية لليونسكو تعود لعام 1970. وكتب بحسب ما جاء على موقع "change.org": "الهدف من هذه العريضة هو استئناف الحوار مرة أخرى، والترويج لعودة التمثال النصفي إلى القاهرة والحصول على رد نبيل من السلطات الألمانية". وسبق وأن أكد حواس أن مطلبه هذا يمثل جهود "لجنة وطنية وليس لجنة حكومية".

تمثال نفرتيتي مُنح لبرلين "بشكل قانوني"

يعتبر تمثال نفرتيتي النصفي، البالغ ارتفاعه 50 سنتيمترًا تقريبًا، تحفة تدل على مدى تطور فن النحت في مصر القديمة. ويقول موقع إذاعة برلين براندنبورغ 24 "rbb24.de" الألماني إنه تم إحضار التمثال إلى ألمانيا عام 1913 "بموافقة مصلحة الآثار المصرية".

وبناء على رد مؤسسة التراث الثقافي البروسي، على استفسار من جانب الموقع المذكور، فإنه قد تم منح التمثال النصفي بشكل قانوني إلى الجانب الألماني خلال التقسيم "المعتاد آنذاك" لما يتم اكتشافه من آثار. ولا يوجد أي طلب للعودة من الحكومة المصرية. وأضافت المؤسسة في ردها أن متاحف برلين تتعاون منذ عقود بشكل وثيق وبثقة بالغة مع متاحف العديد من البلدان الأصلية لمجموعة مقتنياتها وأن المؤسسة على اتصال وثيق مع وزارة السياحة والآثار المصرية.

مطلب منذ قرن ومخاوف من عودته

قضية المطالبة بإعادة تمثال رأس نفرتيتي إلى مصر ليست بالجديدة وإنما عمرها قرن، حسبما ذكر المؤرخ سيباستيان كونراد لإذاعة برلين براندنبورغ 24. وقال المؤرخ في فبراير/ شباط الماضي إنه تم تقديم أول طلب بهذا الشأن من قبل الحكومة المصرية في عام 1924.

لا شك أن مطالب زاهي حواس بعودة رأس نفرتيتي إلى مصر يؤيدها كثيرون من الأفراد العاديين غير الرسميين، لكن هناك أيضا من يرفض هذه المسألة خوفا على التمثال من أن يلقى مصير قطع أثرية أخرى سرقت من المتحف المصري بميدان التحرير إبان أحداث ثورة يناير 2011، أو أن يتم التعامل معه بشكل لا يليق مثلما وقع لأغلى قطعة أثرية مصرية: القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون. فقد فتحت وزارة الآثار المصرية في بداية عام 2015 تحقيقا بشأن انفصال لحية القناع الذهبي للملك توت عن القناع وإجراء عملية لصق لها بطريقة غير احترافية.