مثلث برمودا وأشهر الحوادث التي وقعت فيه
أين يقع مثلث برمودا أو مثلث الشيطان؟
أشهر حوادث اختفاء في مثلث برمودا
حوادث أخرى وقعت في مثلث برمودا
يعتبر مثلث برمودا من أكثر الظواهر غموضاً في العصر الحديث، فما تزال الدراسات قائمة حتَّى الآن للتحقق من صحة ما يُشاع عن تلك المنطقة أنَّها تبتلع كل ما يمر خلالها من سفن أو طائرات، وقد حاولت العديد من هذه الدراسات أن تنفي وجود ما هو مفارق للطبيعة أو غير مفهوم في منطقة المثلث.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
بينما حاول آخرون التأكيد أن منطقة المثلث تبتلع الأشياء دون أن يتوصلوا إلى أي تفسير علمي دقيق للحادثة، فهل هذه الحوادث كانت اختفاء مبهم أم حوادث طبيعية؟ وهل اقتصرت على منطقة مثلث برمودا أم أنَّ هناك أماكن أخرى في العالم تميزت بابتلاع السفن والطائرات؟.
أين يقع مثلث برمودا أو مثلث الشيطان؟
مثلث برمودا (Bermuda Triangle) هو مثلث متساوي الأضلاع يشغل مساحة كبيرة غير متفق عليها بين الباحثين، حيث يشغل المثلث مساحةً تتراوح بين مليون وأكثر من ثلاثة ملايين كيلومتر مربع من المحيط الأطلسي، لكن الشائع أنَّ مثلث برمودا المعروف أيضاً بمثلث الشيطان (Devil"s Triangle) هو مساحة مائية محصورة بين ثلاثة رؤوس تقع على اليابسة.
وتعتبر قاعدة المثلث هي الضلع الواصل بين شبه جزيرة ميامي في فلوريدا الأمريكية وبين سان خوان في جزيرة بورتوريكو (Puerto Rico)، بينما يكون الرأس الثالث في جزيرة برمودا (Bermuda) في المحيط الأطلسي.
أشهر حوادث إختفاء في مثلث برمودا
عند الساعة الثانية وعشر دقائق بعد ظهر يوم الخامس من أيلول/ديسمبر عام 1945 أقلعت خمس قاذفات عسكرية طراز (TBM Avenger) تابعة لسلاح الجو الأمريكي في طلعة تدريبية من قاعدتها الجوية في فلوريدا.
وكان من المفترض أن تستمر هذه الرحلة لمدَّة ثلاث ساعات كما أنَّها تعتبر من الطلعات التدريبية الروتينية وعرفت هذه الطائرات باسم (السرب 19)، علماً أن الطيارين لم يكونوا من الطلاب الصغار بل قضى معظمهم 300 ساعة في الجو وكان هذا تدريبهم الأخير قبل أن يتم إلحاقهم بالأسطول الجوي، كما كان قائد الرحلة الملازم تشارلز تايلور (Charles C. Taylor) من الضباط الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية ويمتلك خبرة واسعة في الطيران فوق الأطلسي، لكن ما الذي حدث لسرب المقاتلات الأمريكية؟
أين اختفت طائرات السرب 19؟
بعد 90 دقيقة من إقلاع المقاتلات الأمريكية أبلغ الملازم تايلور عن تعرض الرحلة لمشكلة ما، كانت البوصلة في طائرته قد تعطلت تماماً، كما أبلغ أنَّ الرحلة ضلَّت طريقها ولا يتمكن من تحديد موقعه بدقة، لكن لا أحد يعلم إن كان هذا العطل قد أصاب كل الطائرات أم أنَّ بوصلة تايلور هي فقط التي تعطلت والأرجح أنَّ جميعها قد تعطلت.
وكانت المشكلة الأكبر أن الطائرات الخمس اختفت تماماً عن الرادارات في أبراج المراقبة، كل ما حصلوا عليه هو صوت الطيارين المتقطع في اللاسلكي وهم يؤكدون أنَّهم غير قادرين على تحديد موقعهم أو تحديد اتجاه العودة إلى القاعدة الجوية.
وعند الساعة الخامسة وعشرين دقيقة ومع غياب الشمس قرر الملازم تايلور الهبوط في المحيط، فكان آخر ما قاله عبر أجهزة اللاسلكي هو أوامر تجهيز طاقم الطائرات للهبوط في المحيط، وكانت آخر رسالة تم تلقيها من تلك الرحلة عند الساعة السابعة وأربع دقائق مساءً ولم تحتوي على أي معلومات بل كانت مجرد نداء من الطيار جوزيف بوسي "فوكس 3...فوكس 3... أنادي فوكس 28"، واختفت الطائرات تماماً واختفى معها أربعة عشر طياراً إلى الأبد.
اختفاء طائرة البحث من طراز مارينير
عند الساعة السابعة والنصف من مساء اليوم ذاته أقلعت طائرة عسكرية من طراز (PBM Mariner) تحمل على متنها ثلاثة عشر جندياً أمريكياً للبحث عن سرب الطائرات المفقودة، وكان هذا الإجراء الطبيعي في مثل هذه الحالات كما كان التوقيت جيداً قبل أن يختفي حطام الطائرات عن سطح الماء لسببٍ أو لآخر.
لكن ما حدث أن طائرة المارينير تلك اختفت عن الرادار بعد عشرين دقيقة من إقلاعها، دون أن تعطي أي إشارة تدل على ما تعرضت له فوق المحيط الأطلسي، لكن ما جعل البحرية الأمريكية ترجح انفجار الطائرة آنذاك هو إشارة من باخرة تجارية اسمها (Gaines Mills) أفادت بمشاهدة كتلة من اللهب في السماء، كما لاحظ طاقم الباخرة بقعة من الزيت على وجه الماء.
رحلة البحث عن الرحلة 19 وطائرة مارينير
من بين الحوادث الكثيرة التي وقعت في المحيط الأطلسي وفي منطقة مثلث برمودا حظي سرب المقاتلات الأمريكية وطائرة المارينير باهتمامٍ مضاعف، حيث انطلقت البواخر العسكرية الأمريكية لمدة ثلاثة أيام في رحلة بحث من أشهر الرحلات في التاريخ، لكنها بعد ذلك أعلنت عن توقف عملية البحث وتسجيل أسماء الطيارين كمفقودين في المحيط الأطلسي، لكن هذه الحادثة أطلقت موجة من التكهنات والأساطير حول اختفاء الطيارين.
فيما لا تزال البحرية الأمريكية على المستوى الرسمي تعتقد أن الطائرات تعرضت لحادثة عادية لا يمكن اعتبارها خارقة للطبيعة، كما أنَّ خفر السواحل الأمريكي لا يقر بمثلث برمودا بمعناه الخرافي وفق أحد ضباط خفر السواحل ضمن الفيلم الوثائقي الذي أعدَّه ليستر هوت لقناة الخيال العلمي الأمريكية، كما يضيف الضابط في خفر سواحل ميامي: "هذه الحوادث بالنسبة لنا كأي حادثة تقع في منطقة المثلث أو غيرها في المحيط فنحن لا نعترف بخرافة مثلث برمودا، والمحيط بيئة لا ترحم فإن ارتكبت خطأ ستدفع ثمنه".
لم يتوصل أحد إلى تفسير مؤكد حول ما جرى لسرب المقاتلات الأمريكية وطائرة الإنقاذ، لكن المؤكد أنَّهم لم يعودوا بعد مرور أكثر من سبعين عاماً على فقدانهم، كما أن سلسلة من الحوادث المماثلة جعلت من مثلث برمودا أسطورة يصدقها العديد من الباحثين والعامة.
سبب تسمية مثلث برمودا
شكَّلت قصة اختفاء سرب القاذفات الأمريكية العمود الفقري لأسطورة مثلث برمودا الغامضة، حيث بدأ الصحفيون والباحثون بنبش التاريخ بحثاً عن حوادث مماثلة في المنطقة نفسها، كما بدأوا بمراقبة الحوادث التي وقعت فيما بعد وضمِّها لسجل حوادث الاختفاء الغامضة، تدريجياً بدأت قضية الاختفاء الغامض تشغل المختصين والعامَّة من الناس.
كما تم إطلاق تسمية (مثلث برمودا) لأولِّ مرَّة عام 1964 من قبل الكاتب الصحفي فنسنت جاديس (Vincent Gaddis) حيث تصدَّرت مقالته عن السرب 19 والمثلث غلاف مجلة (Argosy) في شباط/فبراير، ويعتبر جاديس من أشهر الكتَّاب في الخوارق والظواهر الغامضة.
اعتقد فنسنت أن المنطقة التي تحصل فيها الحوادث الغامضة على شكل مثلث بين فلوريدا وبورتوريكو وبرمودا، لكن هذه النظرية وإن كانت الأكثر انتشاراً لم تكن الوحيدة، فهناك من يعتقد أنَّ منطقة الغموض الأطلسية تشغل مساحة أكبر من مثلث فنسنت وهي ليست على شكل مثلث أصلاً بل هي تشبه بقعة غير منتظمة الحواف، لكن كلُّ هذه الاعتقادات خاصة بمن يؤمن بأن هذه المنطقة تحتوي على ظاهرة خارقة للطبيعة، أمَّا التيار الآخر من الباحثين ينفون وجود ما هو غير مألوف في هذه المنطقة.
حوادث أخرى وقعت في مثلث برمودا
- عام 1918 اختفت السفينة الأمريكية سيكلوبس (USS Cyclops) على متنها ثلاثمائة وتسعة ركَّاب، ولم يتم العثور على أي حطام أو ما يدل على غرقها، ويعتقد البعض أنَّها كانت من ضحايا الغواصات الألمانية في الحرب العالمية الأولى خاصَّةً وأنها تقوم بعمليات تموين الأمريكيين في المحيط بالوقود والمعدَّات.
- الطائرة المعروفة باسم (The Star Tiger) أقلعت في الثلاثين من كانون الثاني/يناير عام 1948 إلى برمودا، لكنها اختفت مع خمسة وعشرين راكباً على متنها، ولم تثمر عمليات البحث التي استمرت خمسة أيام بمشاركة أسطول جوي من تسع وعشرين طائرة.
- عام 1954 اختفت الرحلة 441 فوق مثلث برمودا، وهي طائرة عسكرية تابعة لسلاح الجو البريطاني كانت تقل مجموعة من الضباط وعائلاتهم بلغ عددهم 42 راكباً.
- في مطلع الألفية الثانية وقعت ثلاث حوادث مشهورة، الأولى كانت طائرة (Piper-PA) تقل ثلاثة أشخاص اختفت عام 2005، والحادثة الثانية وقعت في العاشر من نيسان/أبريل عام 2007 حيث اختفت طائرة خاصة لم تكن تحمل إلَّا الطيار، وكانت آخر هذه الحوادث عام 2008 حيث اختفت طائرة خاصة تحمل 13 راكباً بعد إقلاعها بنصف ساعة تقريباً.
- هناك العديد من الحوادث التي يتم نسبها إلى مثلث برمودا لكننا ذكرنا أشهرها، كما سنوضح في الفقرة القادمة لماذا تعتبر بعض الحوادث المشهورة غير واقعية.
الحقيقة وراء مثلث برمودا
عندما نتحدث عن الخوارق فنحن نتحدث عن المؤمنين والمشكِّكين، فلم يعرف التاريخ ظاهرة خارقة إلَّا وواجهت معارضة كبيرة وتصديقاً مطلقاً وصل لحد الهذيان برؤيتها رؤية العين، وهذا هو الحال مع مثلث برمودا أيضاً، فهناك فريق من الباحثين والعامَّة يؤمنون بوجود ما هو مختلف في منطقة المثلث إيماناً يصل حدَّ اليقين وبعضهم يروي تعرُّضه لحوادث غريبة في تلك المنطقة ورؤيته أضواءً وصحوناً طائرة، كما يوجد فريق آخر من المختصين والعامَّة ومنهم الجهات الرسمية الأمريكية ينفون تماماً وجود أي خوارق في تلك المنطقة، ويؤكدون أنَّها مجرد أوهام، فما هي الحقيقة؟.
الكائنات الفضائية اختطفت الطيارين الأمريكيين فوق مثلث برمودا!
من بين النظريات الشائعة عن مثلث برمودا أنَّها مهبط خاص لصحنٍ فضائي! حيث تم تسجيل العديد من الشهادات الشخصية التي تحدثت عن رؤية جسم غريب في منطقة المثلث.
كما أكَّد البعض رؤيتهم للصحن الطائر بشكل لا يدع مجالاً للشك، والمشكلة العلمية التي نعاني منها في مثل هذه الحالة هي عدم إمكانية رصد هذا الصحن الطائر رصداً علمياً، فالمؤكد أنَّ هذه النظرية استندت إلى روايات الشهود وخيال بعض المؤلفين والمخرجين السينمائيين، على غرار فيلم (Close Encounters of the Third Kind) الذي تم إنتاجه عام 1977.
سافر المفقودون عبر الزمن من خلال مثلث برمودا
هناك من يعتقد أيضاً أنَّ مثلث برمودا "مفرق كوني" ينتقل من خلاله المفقودون إلى أبعاد أخرى من المكان والزمان، وفي سياق متصل هناك من يعتقد أن حضارة قديمة (Atlantis) ما زالت تقبع تحت المحيط لها علاقة مباشرة باختفاء الطائرات والسفن، لكن أي من هذه النظريات لم يتم إثباتها أبداً.
لا يتميز مثلث برمودا عن أي مكان آخر في المحيط
ارتبط اسم لاري كوش (Larry Kusche) بالتشكِّيك بخرافة مثلث برمودا ، حيث قام كوش وهو أمين مكتبة جامعة أريزونا الأمركية (Arizona State University) بتأليف كتاب بعنوان (The Bermuda Triangle Mystery-Solved) سرد فيه نتائج أبحاثه التي استندت بشكل أساسي إلى المقارنة بين ظروف حوادث الاختفاء في المثلث وبين ما تم تناقله عنها لاحقاً، ليجد أن معظم المعلومات التي نقلت عن حوادث برمودا كانت منقوصة حيث تم إخفاء العوامل التي من شأنها أن تجعل من الأمر طبيعياً.
ويؤكد كوش في كتابه أن جميع الحوادث وقعت أثناء العواصف والطقس السيء، وهو ما حاول الكتَّاب إخفاءه حتَّى أن بعضهم أكد أنَّ الجو كان صحواً! بل يعتقد كوش أن بعض الحوادث تم تأليفها بشكل كامل ولا وجود لها من الأساس، فيما يشير إلى أن واحدة من هذه الحوادث تم ضمّها إلى حوادث برمودا على الرغم من أنَّ السفينة فقدت في المحيط الهادئ وليس في الأطلسي.
إضافة إلى بعض الحوادث التي حدثت في منطقة المثلث لكن فرق الإنقاذ تمكنت من العثور على الجثث والحطام إلَّا أن الصحافة تناولت الأمر من زاوية الغموض وقالت أنَّ السفن والطائرات اختفت دون أي أثر، وحتَّى السفن التي لم يتم العثور على حطامها يمكن تفسير ذلك بالنظر إلى سرعة التيار المائي في منطقة المثلث خاصة في أوقات العواصف التي هي أوقات حصول الحوادث، حيث سيكون التيار كفيلاً بسحب أي آثار للحادثة إلى أماكن بعيدة جداً خلال دقائق قليلة.
ما يحاول كوش قوله أنَّ الكتَّاب والمؤلفين لم يدَّخروا فرصة لتعزيز نظرية الغموض والحوادث الغريبة حتَّى أنَّهم لم يتحملوا عناء البحث الدقيق في مكان وقوع الحوادث أو أخفوا معلومات يعرفونها للحفاظ على هالة الغموض، كما أنَّ كوش أكَّد عدم فرادة مثلث برمودا فالحوادث التي وقعت فيه لا تختلف عن الحوادث التي تقع في أي جزء من المحيط، إضافة إلى أنَّ الحوادث التي وقعت قبل سرب القاذفات الأمريكية لم تكن غامضة في وقتها، وتم التعامل معها باعتبارها حوادث طبيعية قد تحصل في أي مكان من المحيط، لكن الباحثين أعادوا نسب هذه الحوادث إلى المثلث بعد تضخيم أسطورة مثلث الموت.
البحرية الأمريكية أجرت تجارب عسكرية تسببت باختفاء الطائرات والسفن
هناك نظرية تقول أنَّ البحرية الأمريكية كانت تجري تجارب عسكرية في منطقة المثلث أدَّت إلى معظم أو جميع حوادث الاختفاء الغامض، على الأقل هناك من يؤمن أن الرحلة 19 اختفت نتيجة تجارب عسكرية أجرتها البحرية الأمريكية، ومما جعل الأمر أكثر غموضاً أنَّ عائلة أحد الطيارين استلمت رسالة تلغراف بعد الحادثة بثلاثة أسابيع من ابنها جورج بيونيسا جاء فيها:
"لقد تلقيتم معلوماتٍ خاطئة أنا ما أزال حيَّاً... جورجي"
تعتقد عائلة جورجي أنَّ هذا التلغراف إمَّا أن يكون مجرد مزحة سخيفة أو أنَّه يدل على مؤامرة من قبل البحرية الأمريكية، وأن الطيارين تم إخفاؤهم ولم يغرقوا أو يسافروا عبر الزمن وفق ما يذكر فرانك ابن أخ الطيار في الفيلم الوثائقي المذكور، ويؤكد مؤيدو هذه النظرية أنَّ منطقة المثلث من المناطق النشيطة عسكرياً بالنسبة لبحرية الولايات المتحدة.
ختاماً... لم تعد ظاهرة مثلث برمودا تتمتع بالزخم القديم ذاته، حيث لم تعد تحصل في منطقة المثلث حوادث مخيفة أو بالغة الغموض كما كان الأمر في العقود القليلة التي تلت انتهاء الحرب العالمية الثانية، لكن إلى الآن ما زال هناك أشخاص مهتمون بالكشف عن هذا اللغز والوصول إلى الحقيقة، فيما يعتقد مؤيدو نظرية التجارب العسكرية أنَّ سرَّ المثلث سيبقى مدفوناً في خزائن أمريكا إلى أجل غير معلوم.