ماذا يعني تحقيق الذات.. وكيفية إنجازه
هل سمعت من قبل عن مصطلح "تحقيق الذات"؟ هل قابلت هذا المصطلح سابقاً في كتب علم النفس ومواد الفيديو التي تتحدث حول التنمية البشرية؟ أدخل مصطلح تحقيق الذات عالم النفس أبراهام ماسلو عندما قدم "التسلسل الهرمي للاحتياجات". واليوم، أصبح تحقيق الذات معروفاً ومُستخدماً على نطاق واسع.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما معنى تحقيق الذات؟
إن إدراك الذات، المعروف أيضاً باسم تحقيق الذات، هو مفهوم قديم قدم الجنس البشري. إنه جزء من جميع الثقافات والأديان والفلسفات بطريقة أو بأخرى. هذا المفهوم رئيسي في كل من الثقافات الشرقية والغربية.
يُعرف تحقيق الذات بأنه قدرة الفرد على إدراك إمكاناته الإبداعية أو الفكرية أو الاجتماعية، فهو طريقة لمعرفة نوع الذكاء الذي يتمتع به الفرد وطبيعة تميزه، سواء أكان ذكاء اجتماعي أو حركي أو عاطفي أو غيره.
يشمل تحقيق الذات الوصول إلى أقصى ما يمكن للفرد تحقيقه من إمكانات وقدرات بقصد إشباع حاجاته، واستخدام تلك الإمكانات والقدرات في تلبية احتياجات وتحقيق أهداف الفرد والمجتمع ومساعدة الفرد على القيام بأدواره ومسؤولياته وواجباته المعتادة.
الهدف من تحقيق الذات هو التمتع بحياة رغدة. إذا حقق المرء نفسه، فإن هذا يُحقق له العديد من الفوائد. من الفوائد التي يُحققها تحقيق الذات الثقة العالية واحترام الذات، فيرتبط الأفراد الذين هم على طريق تحقيق الذات ارتباطًا وثيقًا بأنفسهم الداخلية والعالم من حولهم. عمق وقوة الاتصال سيحررهم من الهموم والمخاوف ومشاعر الإهانة. كما يتيح لهم الاستفادة من إمكاناتهم الكاملة.
أيضاً يساعد تحقيق الذات على التركيز بشكل أكثر حدة، فأولئك الذين في طريق تحقيق الذات هم على اتصال مع ذواتهم الحقيقية. ووفقًا لمعتقداتهم وقيمهم العميقة، سيستطيعون تحديد أولوياتهم ويتبعونها بشكل أكثر قوة وصرامة. يزيل الأشخاص الذين يدركون أنفسهم القوى السلبية بسهولة من حياتهم، ويفتحون مساحة للأشياء الإيجابية.
كذلك، يسمح إدراك الذات للأشخاص بمراقبة عواطفهم ومواجهتها وقهرها. فهو يُعلم الناس كيفية اكتساب نظرة ثاقبة لمشاعرهم والنجاح في التعامل مع الرعب والقلق والعزلة وغيرها من المشاعر التي تعيقهم.
تعريف تحقيق الذات في علم النفس
على الرغم من أن تحقيق الذات غالباً ما يرتبط بماسلو، إلا أن المصطلح صاغه لأول مرة عالم نفس آخر هو كيرت غولدشتاين. وصف غولدشتاين تحقيق الذات بأنه تفرد، أو عملية التحول إلى "الذات"، وهي عملية شاملة، يُدرك خلالها الفرد ذاته وبيئته ويعي أنهما قطعتان من كل أكبر، وأن الذات تعمل كقوة دافعة أساسية للسلوك في البشر.
خلال تعريفات أخرى، تم وصف تحقيق الذات على النحو التالي: العملية النفسية التي تهدف إلى تعظيم استخدام قدرات وموارد الشخص، والتي قد تختلف من شخص لآخر. بعبارة أخرى، يمكن اعتبار تحقيق الذات عموماً بمثابة الإدراك الكامل للإمكانات الإبداعية والفكرية والاجتماعية للفرد من خلال الدافع الداخلي وليس من خلال المكافآت الخارجية مثل المال أو المكانة أو القوة.
يعتمد تحقيق الذات على الاستفادة من قدرات الفرد للوصول إلى إمكاناته، لذلك فهي عملية فردية للغاية ومن المحتمل أن تختلف بشكل كبير من شخص لآخر.
أهم العوامل التي تساهم في تحقيق الذات
إذا كنت تعيش حياتك بهدف وأصالة وتهتم بالآخرين، فأنت تسير على الطريق الصحيح تجاه تحقيق الذات، من أهم العوامل التي تساهم في تحقيق الذات ما يلي:
- ممارسة القبول: يمكن أن يساعدك تعلم قبول ما يحدث بالحياة من أحداث على تحقيق الذات. قد يعني هذا أنك تتعامل مع المواقف فقط عند حدوثها، مثل تقبل يوم ممطر عندما كنت تخطط للتنزه في الهواء الطلق، عليك هنا التقبل بدلاً من أن تتمنى أن تحدث الأشياء بطريقة مختلفة. قد يعني هذا أيضاً أن تشعر براحة أكبر في قبول الأشياء المجهولة في حياتك. أو ربما يعني أنك تحاول تجنب التمني والنظر إلى الأشياء بطرق أكثر واقعية.
- عش بشكل عفوي: لتعيش بعفوية، حاول الاستمتاع بكل لحظة كما تأتي، دون محاولة القلق بشأن ما يجب عليك فعله. قد يكون من السهل والأمان التمسك بما تعرفه، لكن حارب هذا الإلحاح. اغتنم الفرص في حدود المعقول وكن منفتحًا على تجربة أشياء جديدة.
- اقترب أكثر من نفسك: تلعب علاقاتك مع الأصدقاء والعائلة والشركاء الرومانسيين دورًا مهمًا في حياتك. لكن من المهم أيضًا رعاية علاقتك بنفسك. يشعر الأشخاص المحققون لذاتهم عادةً بالهدوء والسلام بمفردهم، لذا حاول إعادة التواصل مع نفسك حتى تستمتع باللحظات التي تقضيها بمفردك بقدر الوقت الذي تقضيه مع الآخرين أو أكثر.
- قدّر الأشياء الصغيرة في الحياة: من الخطوات الأساسية لتحقيق الذات، أن تأخذ وقتًا لتقدير جوانب حياتك اليومية التي غالبًا ما يتم تجاهلها في انشغال الحياة. فكر في أشياء مثل: وجبة لذيذة، طقس جيد، وظيفة تستمتع بها.
- تنمية التعاطف: يتمتع الأشخاص المحققون لذواتهم بشعور عميق تجاه الكائنات الحية الأخرى. يمتد تعاطفهم إلى ما وراء دائرتهم الاجتماعية المباشرة وأولئك الذين يعرفونهم في حياتهم اليومية إلى الإنسانية والعالم ككل. إذا كنت تحاول التعاطف مع الآخرين، فحاول معرفة المزيد عن الأشخاص الذين لديهم تجارب حياة مختلفة من خلال قراءة الكتب أو استخدام الوسائط الأخرى التي ينتجها أشخاص من خلفيات مختلفة، يُمكنك أيضاً التطوع للجمعيات الخيرية أو مشاريع المصلحة الإنسانية.
الفرق بين تحقيق الذات وتقدير الذات
كما سبق الذكر، فإن تحقيق الذات الوصول إلى أقصى ما يمكن للفرد تحقيقه من إمكانات وقدرات بقصد إشباع حاجاته. أما تقدير الذات فيمكن تعريفه بأنه تقدير الفرد لنفسه، وهو مفهوم يستند إلى تقييم المرء بشكل إيجابي لقدراته الخاصة ومهاراته. تقدير الذات هذا هو عامل أساسي في تحقيق الوصول إلى الثقة العالية بالنفس، وعدم قدرة الشخص على تقدير ذاته يؤثر بالسلب على احترام الذات .