ماذا لو ذاب كل الجليد على سطح الكرة الأرضية؟

  • تاريخ النشر: السبت، 10 فبراير 2024
مقالات ذات صلة
بالصور: أكثر الأماكن غرابةً على سطح الكرة الأرضية
بقع نشطة تنتشر على سطح الشمس
اكتشاف معادن جديدة على سطح القمر

ماذا لو ذاب كل الجليد على سطح الكرة الأرضية؟ كارثة تنتظر كوكب الأرض ستغير من معالمه التي نعرفه عليها الآن، فهي ليست مجرد ثلوج ستنهار بل تغير كبير سيحول المسطحات المائية إلى أشكال جديدة وسيقضي على العديد من المدن في طريقه، فماذا سيحدث بالتفصيل وهل هناك إيجابيات للأمر.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ماذا يحدث لو ذاب الجليد على سطح الكرة الارضية؟

تخيل أن يذوب الجليد المتراكم على حافتي الكرة الأرضية ليتحول إلى مياه؟ تعتبر مشكلة الاحتباس الحراري من أقوى المشكلات التي تسببت في التفكير في هذا الأمر، ويعمل العلماء على حلها بأسرع وقت ممكن، حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه وتعم الكارثة على الأجيال القادمة.

بالتأكيد لن يحد الذوبان بين ليلة وضحاها فوفقا للعلماء قد يستغرق الأمر آلاف السنين ليقع، لكن على اعتبار التخيل، سيكون الأمر كارثة محققة لم يمر مثلها على الكوكب.

ستكون الحاجة إلى الهجرة من البلدان الساحلية هي المطلب الأول للشعوب مما ينذر بوقوع كارثة حقيقية.

ذوبان الجليد في القطبين يعني وقوع كارثة حقيقية أولها زيادة ارتفاع المياه في البحار والمحيطات نتيجة للثلوج الذائبة التي تتحرك بسرعة كبيرة منذرة بوقوع فيضان كبير.

ارتفاع المحيطات والبحار سيؤدي إلى إفساد مصادر المياه العذبة القريبة منها مما يؤدي إلى مشكلة جفاف لن يكون هذا الأمر طرفها الوحيد، بل سترتفع إمدادات المياه العذبة كذلك وتصب بدورها في المحيطات مما يؤثر على الطقس بشكل عام وتحركات الأمواج في المحيطات.

تأتي كل تلك الاستطلاعات وفقا إلى موقع ساينس إنسايدر، الذي أشار إلى احتمالية عودة العصر الجليدي من جديد ولكن بشكل أقل مما عرف عنه بالماضي.

ما النتائج المترتبة على ذوبان الجليد؟

سيبدأ الأمر من ذوبان الجبال العذبة في جرينلاند وأنتاركتيكا، وعندما يتحول الأمر إلى حقيقة سيحدث ما يلي:

  • 40% من سكان العالم خاصة المدن الساحلية المطلة على مصادر المياه العذبة والمالحة أيضا سيضطرون إلى الانتقال إلى خارج المدن خشية التعرض للغرق.
  • ستعمل المياه المالحة التي تهاجم كل شيء أمامها إلى إفساد مصادر المياه العذبة تحت الأرض.
  • ستعاني دول شمال أوروبا من التجمد وستنخفض درجات الحرارة لديهم أكثر من غيرهم.
  • الكارثة الكبرى تتعلق بتسمم كل ما هو جار من مياه بسبب المواد الكيميائية السامة التي تختزنها الجبال الجليدية خاصة الموجودة في جبال الهيمالايا.
  • 15 مليون جالون من الزئبق محاصر في المناطق الجليدية سيزحف نحو سكان الكرة الأرضية بدون عائق، أما المواد السامة الأخرى فستصب في الأنهار والمحيطات لتجعل مياهها غير صالحة للشرب.
  • لن يشبه الطقس الحار الذي ستشهده الكرة الأرضية أي طقس قد مضى، فعلى الرغم من انخفاض درجات الحرارة في بعض المناطق إلا أن بقية الأماكن ستزداد درجة حرارتها بما يزيد عن 3.5 درجة مئوية.
  • سيقع ذلك بفضل الاحتباس الحراري وزيادة الغازات الدفيئة في طبقة الغلاف الجوي.

ايجابيات وسلبيات ذوبان الجليد

يقول البعض أن لذوبان الجليد بعض الإيجابيات والتي سيكون منها ما يلي:

  • الحصول على ممرات مائية جديدة قد تفيد بعد سنوات في الأمور التجارية بين الدول بعضها البعض.
  • الحصول على أماكن لاستكشاف النفط والمعادن لم تكن موجودة من قبل، حيث كانت الثلوج تغطي أماكنها.
  • تنشيط السياحة في بعض المناطق.
  • الحصول على سواحل جديدة ومن ثم ظهور مدن ساحلية جديدة.

أما عن سلبيات إذابة جليد القطبين:

  • ارتفاع مستوى سطح البحر: تهديد الأماكن ذات السواحل بالغرق، بسبب ذوبان الثلج.
  • تغيرات في أشكال الطقس: يمكن أن يؤدي ذوبان الجليد إلى تغيرات في درجات الحرارة بالانخفاض أو الارتفاع الطقس، مما قد يُسبب المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الجفاف والفيضانات والأعاصير.
  • فقدان التنوع البيولوجي بموت الكائنات الحية التي تعيش في المناطق الجليدية وظهور كائنات أخرى بسبب تغيرات الطقس في أماكن لم تكن تعيش بها.
  • انتقال السكان من أماكن سكنهم بسبب غرقها أو تعرضها للاختفاء تماما بفعل الماء الذي سيغطي مساحات شاسعة من الأراضي.

أسباب ذوبان الجليد في القطب الشمالي

تتعدد الأسباب وراء ذوبان الجليد في القطب الشمالي وأهمها ما يلي:

الاحتباس الحراري

هو أول سبب يطرأ على دماغ الكثيرين عند التحدث عن ذوبان الجليد، فهو أصل المشكلة ويعود إلى تراكم الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، ومن أبرز تلك الغازات ثاني أكسيد الكربون والميثان.

وتعمل الشمس على حبس تلك الغازات في طبقة الغلاف الجوي وهو ما يتسبب في الارتفاعات الملحوظة لدرجة الحرارة.

تيارات المحيط

تلعب تيارات المحيط الدور الأساسي كذلك في نقل درجات الحرارة المرتفعة عبر العالم، حيث تحمل الماء الدافيء الموجود عند خط الاستواء إلى القطب الشمالي، وهو ما يساعد على سرعة ذوبان الجليد كما لم نره من قبل.

الأنشطة البشرية

لا يمل البشر من تدمير الكوكب، وبعض التصرفات تكون عن غير قصد مثل استخدام الوقود الأحفوري وحرقه والتخلص من الغابات، واستخدام الأشياء التي تساعد على زيادة الغازات الدفيئة في الجو وخاصة ثاني أكسيد الكربون.

تغير المناخ

إذا تغير المناخ تتغير الأشياء المترتبة عليه مثل تغير قوة هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وبالتالي ينتج عنه ذوبان الجليد الخطر بالقطب الشمالي.

ذوبان الجليد البحري

ذوبان الجليد البحري من أهم العوامل التي تُساهم في ذوبان الجليد في القطب الشمالي فهذا النوع من الجليد يعكس ضوء الشمس عن القطب الشمالي فيحافظ على القطب باردا ولا يذوب، ولكن مع ذوبانه يقضي بذلك على عامل الحماية الوحيد المتوفر مما يؤدي إلى انهييار الجليد وذوبانه بالقطبين.

التغذية الراجعة

وتُعني إذابة الجليد بفعل ذوبانه نفسه فالجليد المتساقط يساعد لون الأرض على التغير للون قاتم مثل لون المياه وهو ما يجذب أشعة الشمس ويحتفظ بها مما يؤدي إلى المزيد من ذوبان الجليد.

بشكل عام، فإن ذوبان الجليد في القطب الشمالي هو ظاهرة معقدة لها العديد من الأسباب.

وبعد أن عرفت ماذا لو ذاب كل الجليد على سطح الكرة الأرضية يجب أن تعلم أن ذلك كله أمامه الآلاف من السنوات ليحدث، ولكن يجب العمل على حماية الكوكب من حدث كهذا، حتى لا تقع الكارثة على الأجيال القادمة وتؤدي إلى تدمير جزء كبير من الكوكب، أو محو جزء من البشرية.