ماذا سيحدث لو احترقت جميع الأشجار على الأرض؟
لا يشُك أحد أن تلك المخلوقات الجميلة التي تُعطي للحياة على كوكبنا رونق وجمال. لها دور وفوائد لا تُعد ولا تُحصى، تبدأ بالأكسجين الذي نتنفسه، ولا تنتهي عند تأميننا لغذائنا.
لطالما أساء الإنسان للأشجار، سواء بالقطع الجائر للغابات من أجل البناء أو استغلال أخشابها، وأدت نشاطاته السيئة للكثير من حرائق الغابات.
لنفرض أن جميع الأشجار في العالم اشتعلت ولم تبقى شجرة واحدة، ما الذي سيحصُل لعالمنا؟
الأثر الأول لحرق الأشجار سيكون على المخلوقات التي تعيش على الأشجار أو بينها الحيوانات والطيور إما ستحترق أو تُهاجر والحشرات ويجزم العلماء أن تلك المخلوقات ستنقرض باستثناء تلك التي تعيش مع البشر أو في الصحراء
أيضاً البشر الذين يعيشون في أماكن تحيطها الغابات سيضطرون لمغادرتها إلى أماكن أخرى آمنة لأن مدنهم وبلداتهم ستحترق طبعاً هذا لا يعني أن من سيعيشون خارج الغابات سيكونون بأمان لأن الغلاف الجوي سيتلوث ب35 بليون طن من ثاني أكسيد الكربون الناتج عن احتراق الأشجار. وهي كمية تفوق بكثير التلوث الناجم عن النشاطات البشرية.
هذا التلوث سيقتُل أعداد هائلة من البشر فبالأحوال الطبيعية يموت أكثر من 6 ملايين سنوياً بسبب تلوث الهواء
نأتي للتأثير الأهم الأكسجين الأشجار مسؤولة عن إنتاج نصف أكسجيننا النقي، والنصف الآخر يأتي من البحار والحيطات.
ومع فقدانها سينخفض الأكسجين للنصف.
نقص الأكسجين للنصف سيترافق عن ازدياد كمية الغازات السامة في الهواء، فهكتار واحد من الأشجار يُنقي طنين ونصف من ثاني أكسيد الكربون.
يعني أننا سنفقد نصف أكسجيننا ، والنصف الباقي قد لا نشعر به لأن الهواء ملوث، وقد تنقرض الحياة تماماً.
بدون الأشجار سيتسارع الاحتباس الحراري ويزيد، وترتفع حرارة الأرض نتيجة، لأن الأشجار مسؤولة عن ترطيب الأشجار من خلال عملية البناء الضوئي، حيث تلتقط الماء من التُربة وتطلقه في الهواء.
ويعني ذلك نقص الأمطار، وفي بعض الأماكن ستقل الأمطار بنسبة كبيرة وتجف الأنهار والبحيرات.
الأمطار ستقل دون أشجار، ولكن حين تهطُل فإنها ستسبب كوارث، فجذور الأشجار هي التي تُحافظ على تماسك التُربة أثناء سقوط المطر، وبغيابها ستزيد الفيضانات.
حتى النباتات الأخرى ستموت بدون أشجار، لأن الأشجار مسؤولة عن تنقية التربة من الكثير من المواد السامة، والتي بدون الأشجار ستمتلئ بالسموم وبالتالي لا تعود التربة صالحة لنمو النباتات.
طبعاً هنالك الكثير من الأمور البديهية التي سنفقدها مع اختفاء الأشجار كالأثاث الخشبي، والأوراق كالورق الصحي، والكثير من أصناف الطعام، والصمغ.
وبالتأكيد لا يحتاج الأمر لشرح كم سيكون عالمناً بشعاً دون أن تزينه الأشجار الجميلة.
الأشجار نعمة، ووجودنا على هذا الكوكب غير ممكن بدونها، فالنحافظ عليها لنضمن أن نعيش بهناء وسعادة.