ما هي مهارات وطرق حل المشكلات وأنواعها
يُعدّ حل المشكلات أمراً هاماً لكل من الأفراد والمؤسسات لأنها تُمكننا من السيطرة على بيئتنا أكثر وتطويعها لمزيد من تحقيق الأهداف والإنجازات. يُمكنك هنا التعرّف أكثر على مهارة حل المشكلات.
مهارة حل المشكلات
يمكن اعتبار أن مهارة حل المشكلات هي جوهر التطور البشري، فهي الأساليب التي نستخدمها لفهم ما يحدث في بيئتنا، وتحديد الأشياء التي نريد تغييرها ثم معرفة الأشياء التي يجب القيام بها لتحقيق النتيجة المرجوة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تُعتبر مهارة حل المشكلات هي أساس جميع الاختراعات الجديدة، والتطور الاجتماعي والثقافي، وأساس الاقتصادات القائمة على السوق. فهي أساس التحسين المستمر والتواصل والتعلم.
يمكن تعريف حل المشكلات بأنه عملية مراقبة ما يجري في بيئتك؛ تحديد الأشياء التي يمكن تغييرها أو تحسينها؛ تشخيص سبب كون الوضع الحالي على ما هو عليه والعوامل والقوى التي تؤثر عليه؛ تطوير المناهج والبدائل لإحداث التغيير؛ اتخاذ القرارات بشأن البديل الذي يجب اختياره؛ اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ التغييرات؛ مراقبة تأثير تلك الإجراءات في البيئة.
تستخدم كل خطوة في عملية حل المشكلات المهارات والأساليب التي تساهم في الفعالية الشاملة للإحداث التغيير وتحديد مستوى تعقيد المشكلة الذي يمكن معالجته.
أهمية مهارة حل المشكلات
يُعدّ حل المشكلات أمراً هاماً لكل من الأفراد والمؤسسات لأنها تُمكننا من السيطرة على بيئتنا أكثر وتطويعها لمزيد من تحقيق الأهداف والإنجازات، من جوانب أهمية مهارة حل المشكلات ما يلي:
- إصلاح الأشياء المكسورة: بعض الأشياء تبلى وتنكسر بمرور الوقت، تمتلئ البيئات الشخصية والتجارية بالأشياء والأنشطة والتفاعلات والعمليات التي تم كسرها أو التي لا تعمل بالطريقة المرغوبة للعمل. يمنحنا حل المشكلات آلية لتحديد هذه الأشياء، ومعرفة سبب كسرها وتحديد مسار العمل لإصلاحها.
- معالجة المخاطر: لقد تعلم البشر كيفية تحديد المخاطر وطوروا وعياً بعلاقات السبب والنتيجة في بيئتهم. هذه المهارات لا تمكننا فقط من إصلاح الأشياء عند كسرها ولكن أيضاً توقع ما قد يحدث في المستقبل، بناءً على الخبرة السابقة والأحداث الجارية. يمكن تطبيق حل المشكلات على الأحداث المستقبلية المتوقعة واستخدامها لتطوير العمل في الوقت الحاضر.
- تحسين الأداء: لا يتواجد الأفراد والمنظمات في عزلة عن البيئة المُحيطة بهم. توجد شبكة علاقات معقدة ومتغيرة باستمرار ونتيجة لذلك، غالباً ما يكون لأفعال شخص ما تأثير مباشر على الآخرين أو تأثير غير مباشر من خلال تغيير ديناميكيات البيئة. تمكن هذه الترابطات البشر من العمل معاً لحل المشكلات الأكثر تعقيداً، وهذا الأمر يخلق قوة تتطلب من الجميع تحسين الأداء باستمرار للتكيف مع التحسينات التي يقوم بها الآخرون. يساعدنا حل المشكلات على فهم العلاقات وتنفيذ التغييرات والتحسينات اللازمة للتنافس والبقاء في بيئة متغيرة باستمرار.
- اغتنام الفرصة: حل المشكلات يرتبط أيضاً بالابتكار وخلق أشياء جديدة وتغيير البيئة لتكون مرغوبة أكثر. يمكّننا حل المشكلات من تحديد واستغلال الفرص في البيئة وممارسة مستوى معين من السيطرة على المستقبل.
خطوات حل المشكلات
هناك خطوات أساسية لمساعدتك في حل المشاكل، وهي:
- تحديد وتعريف المشكلة: عليك أن تُحدد وتُعرف المشكلة بأكبر قدر ممكن من الوضوح. على سبيل المثال: "ليس لدي ما يكفي من المال لدفع الفواتير". كن محددًا بشأن السلوك والموقف والتوقيت والظروف التي تجعل من هذا الأمر مشكلة.
- حاول التوصل إلى الحلول الممكنة: خلال هذه الخطوة عليك أن تضع قائمة بكل الحلول الممكنة؛ لا تقلق بشأن جودة الحلول في هذه المرحلة. حاول فقط سرد 15 حلاً على الأقل، وكن مبدعًا وتناسى جودة الحل. إذا سمحت لنفسك بأن تكون مبدعًا، فقد تتوصل إلى بعض الحلول التي لم تكن لتفكر فيها من قبل.
- تقييم البدائل: في هذه الخطوة يُمكنك أن تزيل الحلول الأقل استحسانًا أو غير المعقولة، ثم قم بترتيب الحلول المتبقية حسب الأفضلية. سيكون عليك هنا تقييم الحلول المتبقية من حيث مزاياها وعيوبها.
- تحديد الحل وتنفيذه: الآن يمكنك أن تُحدد حل المشكلة، حدد من سيتخذ الإجراء، وحدد كيف ومتى سيتم تنفيذ الحل. ثم قم بتنفيذ الحل كما هو مخطط.
- تقييم النتيجة: هناك خطوة تالية لخطوة تنفيذ الحل، وهي تقييم مدى فعالية الحل. فكر ما إذا كانت الخطة الحالية بحاجة إلى مراجعة، أو ما إذا كانت هناك حاجة إلى خطة جديدة لمعالجة المشكلة بشكل أفضل. إذا لم تكن راضيًا عن النتيجة ، فارجع إلى الخطوة 2 لتحديد حل جديد أو مراجعة الحل الحالي، وكرر الخطوات المتبقية.
طرق حل المشكلات
من طرق حل المشكلات ما يلي:
- العصف الذهني: قم ببعض العصف الذهني المكثف للمساعدة في حل المشكلات، تُعدّ جلسة العصف الذهني واحدة من أكثر الطرق فعالية لحل أي مشكلة. يتمثل جوهرها في توليد أكبر عدد ممكن من الأفكار التي يُمثل كلاً منها حلاً للمشكلة ولا يُشترط أن تكون كل الحلول التي سيخرج بها الشخص من جلسة العصف الذهني فعّالة بنفس الدرجة. بالطبع، الشرط المسبق لأي جلسة عصف ذهني هو بيئة هادئة وودية. ابدأ الجلسة بسؤال مثل "كيف يمكننا..." لإلهام الإبداع بين فريقك. يجب أن يكون السؤال مفتوحاً بما يكفي لإلهام الإبداع وتعزيزه. لكن من ناحية أخرى، يجب أيضاً أن يكون السؤال مركزاً وضيقاً بما يكفي للحفاظ على تركيز المشاركين في الجلسة على المشكلة المطروحة.
- تقنية Round-Robin: إذا كان العصف الذهني التقليدي لا يناسبك، فهناك أشياء أخرى يمكنك تجربتها. إذا كان أعضاء فريقك يجلسون ويستمعون ويأملون أن يقوم شخص آخر بإصلاح الأشياء لهم، فأنت بحاجة إلى تجربة طريقة Round-Robin لحل المشكلات. بعبارات بسيطة، ستتطلب هذه التقنية من كل مشارك أن يشارك بنشاط في جلسة العصف الذهني. وتنتهي جلسة العصف الذهني بمجرد أن يُشارك الجميع.
- تقنية العصف الذهني الصامت: تكمن المشكلة في معظم جلسات العصف الذهني في أن الأشخاص الأعلى صوتاً هم الأكثر احتمالاً للتحدث واختيار فكرتهم كحل. قد يكون لدى الشخص الهادئ الصامت فكرة ممتازة لكنهم يجلس فقط ولا تتاح له فرصة الاستماع إليه.
إذا كنت ترى أن هذا يحدث كثيراً خلال اجتماعات فريقك، فربما حان الوقت لجلسة عصف ذهني صامتة. يمكنك تحقيق ذلك عبر الإنترنت أو في المكتب، فالعملية هي نفسها. يقوم الفريق بأكمله بتطوير الأفكار بمفردهم ومشاركتها دون الجلوس على طاولة واحدة. الفكرة الرئيسية هنا هي أن رأي الجميع له نفس الأهمية.
- ارتداء قبعات التفكير الست: هذه التقنية ابتكرها إدوارد دي بونو، من خلال استخدام هذه التقنية، يمكنك ارتداء ست قبعات مختلفة بستة مناظير مختلفة. وهي:
- القبعة البيضاء: هذه هي القبعة المحايدة التي تستخدم الحقائق والأرقام المطلوبة لحل المشكلة. عندما تظهر المشكلة للتو، فهذه هي القبعة التي يجب أن ترتديها.
- القبعة الحمراء: هذه القبعة تدور حول العاطفة والحدس. عندما ترتدي هذه القبعة، يمكنك إظهار ردود أفعالك الغريزية تجاه الأفكار والتعبير بحرية عما تشعر به بالضبط.
- القبعة السوداء: عندما تريد إظهار الحذر والتعبير عن وجهة نظر نقدية، فهذه هي القبعة التي يجب ارتداؤها.
- القبعة الصفراء: إذا أردت أن تكون إيجابياً، فهذه القبعة هي التي يجب أن تختارها. تساعدك القبعة الصفراء على تحديد الجوانب الإيجابية للفكرة وتمثل موازن ممتاز للقبعة السوداء.
- القبعة الخضراء: تُستخدم هذه القبعة لاستكشاف الإبداع والإمكانيات والبدائل والأفكار الجديدة.
- القبعة الزرقاء: هذه القبعة هي التي تتولى تنظيم كل القبعات الأخرى. هذا هو الشخص الذي يدير عملية صنع القرار بأكملها ويتأكد من أن جميع القبعات الأخرى تتبع القواعد والإرشادات.
تُتيح لك طريقة القبعات الست لحل المشكلات رؤية نفس المشكلة من عدة زوايا مختلفة، بسرعة وسهولة.
- تقنية تحليل التأثيرات: يمكن استخدام هذه التقنية لتحليل كل عنصر من عناصر استراتيجيتك لترى كيف يمكن أن تفشل ومتى. من خلال النظر في تأثير كل فشل ومدى احتمالية حدوثه، ستحصل على أفضل حل لمشكلتك. في النهاية، ضع قائمة بالإجراءات التي يجب اتخاذها لمنع كل من الإخفاقات التي قمت بإدراجها في الخطوات السابقة.
- تقنية wanderer لحل المشكلات: إذا لم تجد حلاً فعّالاً للمشكلة، فيمكنك الابتعاد لمُدّة يوم مثلاً دون التفكير في أي شيء يخص المشكلة، ثم العودة في اليوم التالي والنظر في المشكلة من جديد بنظرة جديدة. كل ما عليك في هذه التقنية هو أن تأخذ خطوة للوراء وأن تبتعد عن المشكلة. احصل على قسط من الراحة، وامشِ في الخارج قليلاً، وشاهد بعض مقاطع الفيديو على شبكة الإنترنت. الهدف هنا هو أن تُخرج نفسك من الموقف. قد تجد الإجابة على مشكلتك في اللحظة التي يرتاح فيها عقلك.