ما هي القرابين وأبرز أنواعها عبر التاريخ
يمكن تعريف القربان بأنه التضحية بشيء مادي وتقديمه للإله تعبيرًا عن الخضوع والإجلال
يمكن تعريف القربان بأنه التضحية بشيء مادي وتقديمه للإله تعبيرًا عن الخضوع والإجلال. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف على ما هي القرابين؟ وأبرز أنواعها المختلفة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي القرابين؟
يمكن تعريف القربان بأنه التضحية بشيء مادي وتقديمه للإله تعبيرًا عن الخضوع والإجلال، فمثلًا ظن البشر أن تقديم القرابين البشرية إلى الآلهة تجعلهم أقرب منها وبالتالي يكسبون ودها. القربان لفظًا هو كل ما يتقرب به الإنسان من معبوده، وأصل كلمة "قربان" سرياني أصلها "كوربونو"، وهي التقدمة التي يقدمها الإنسان للإله.
يتم تقديم القربان من خلال طقوس وشعائر تختلف باختلاف المكان والوقت والحضارة السائدة. كانت فكرة القرابين حاضرة بقوة خلال الحضارة الرومانية القديمة، وكذلك، في الحضارات السومرية والبابلية والفينيقية وغيرها من الحضارات الأخرى، التي تقربت إلى الآلهة من خلال تقديم القرابين.
القرابين والحضارات القديمة
تنوعت واختلفت القرابين على مدار التاريخ الإنساني بتنوع الحضارات والثقافات الدينية المنتشرة في العالم كله.
كانت فكرة تقديم القرابين للآلهة ظاهرة شائعة بشكل عام من الصين شرقًا إلى المكسيك غربًا، مثلًا حرص القدماء المصريين على تقديم القربان للوفاء بالنذور والشكر على النعم.
أيضًا، عرفت الحضارات القديمة مثل الحضارة السومرية والبابلية والفينيقية واليونانية والرومانية القرابين، وكانت تقدم لتحقيق بعض الأغراض منها: إرضاء الآلهة، أو الوفاء بالنذور أو الشكر على النعم أو لمباركة الماشية أو المزروعات أو العائلة.
أبرز أنواع القرابين
من أبرز أنواع القرابين ما يلي:
- القرابين البشرية: في كتاب "قصة الحضارة" رأى ويل ديورانت في أن الإنسان القديم في وقت الحاجة التي يقل خلالها وجود الطعام قد لجأ لأكل أخيه الإنسان، وظن أن لحم الإنسان هو قمة أطايب الطعام، وظل ذلك التصور لدى القبائل الآكلة للحوم البشر. وبما أن فكرة القربان تقوم على تقديم أفضل شيء للآلهة، فربما رأى الإنسان أن أفضل ما يقدم للإله من الطعام هو الإنسان نفسه، وبذلك ظهر مفهوم الأضحية البشرية. مثلًا، في مدينة أور القديمة في العراق في أحد المقابر الملكية والتي أُطلق عليها اسم "حفرة الموت الكبيرة" تم اكتشاف بقايا تعود إلى 68 امرأة و6 رجال بالإضافة إلى العديد من الكنوز والتماثيل التي تعود إلى حوالي أربعة آلاف سنة. وقد أكد العلماء أن هذه البقايا البشرية هي عبارة عن قرابين بشرية تم تقديمها قديمًا للإله. ظلت فكرة الأضحية البشرية متلازمة مع الأضحية الحيوانية لفترة طويلة على الرغم من أن البشر كانوا قد كفوا عن أكل بعضهم البعض.
- القرابين الحيوانية: القرابين الحيوانية كانت من أبرز طقوس العبادة في الحضارات القديمة. خلال طقوس تقديم القرابين الحيوانية كان يؤتى بالحيوانات إلى المذبح ويتم ذبحها، ثم يتم ملء إناء من دمائها، ثم يتم حرق الحيوان إما بشكل كلي أو جزئي. من الحيوانات التي كان يتم تقديمها كقرابين: الخرفان، العجول، الخنازير، الحمام.
- القرابين النباتية: النباتات أيضًا كان يتم تقديمها كقربان في معابد الآلهة، وذلك على اعتبار أن الإله هو المالك الأساسي للأرض وحقولها لذلك قامت بعض الحضارات مثل السامية في بلاد مابين النهرين بتقديم مختلف أنواع الخضروات والفاكهة بشكل يومي إلى الإله كسداد دين لمالك الأرض الأصلي. قدّم العرب أيضًا القرابين النباتية لآلهتهم ولأصنامهم كغيرهم من الشعوب السامية، وقد تمثلت هذه القرابين النباتية ببواكير المحاصيل والنخيل.
- التماثيل أو الدمى: مع مرور الوقت تم إعفاء عامة الناس من تقديم القرابين، وصارت الدمى بديلة عن القرابين البشرية والحيوانية. عرف السامريون والساميون في بلاد ما بين النهرين هذه الظاهرة، وهي ما تسمى بظاهرة البدل. العرب أيضًا قدّموا التماثيل كقربان للآلهة، كان التمثال يختلف باختلاف القربان، فإذا كان القربان بشريًا كان التمثال على هيئة بشرية، وإذا كان حيوانًا قُدّم تمثالًا على هيئة حيوانية.