ما هو تأثير الحرب على البيئة؟ كوارث لا تقدر بثمن
كيف أثرت الحرب العالمية الأولى على البيئة؟
ما هو تأثير الحرب على البيئة؟ لا تقتصر أهوال الحرب على البشر فقط، بل تمتد لتشمل البيئة والتي تتأثر بشكل مباشر وغير مباشر بما يحدث على ظهر الكوكب، وقد يصل الأمر إلى تغير معالم الأرض التي نعرفها ويشكل خطرًا كبيرًا على مصادر الطاقة المستدامة والموارد الطبيعية التي لا يمكن تعويضها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو تأثير الحرب على البيئة؟
تعتبر الحروب من أسوأ الكوارث البشرية على المجتمعات، فبخلاف المصائب الإنسانية التي تخلفها، هناك جانبًا آخر لها وهو التأثير على البيئة والذي يعتبر من التأثيرات القوية، فكيف تؤثر الحروب على البيئة؟
تلوث الماء والهواء والتربة
يتلوث كلا من الماء والهواء والتربة بفعل الحروب بشكل أساسي وذلك لأن بعض الأسلحة المستخدمة يمكن أن تصل إلى الأسلحة الكيميائية والنووية، وهو ما يجعل مصادر المياه تصبح غير صالحة للاستخدام مع تشبع الهواء لمسافات كبيرة بمخلفات تلك الأسلحة.
أثر التلوث على التربة كبير حيث تتضرر التربة بالضرر الأكبر من خلال القنابل والمتفجرات التي تلقى عليها، ويتم حرق الكثير من الوقود خلال عمليات الهجوم مما يدمر البنية التحتية البيئية للمنطقة.
القضاء على الغابات
إذا كانت المنطقة المستهدفة تشمل غابات كثيفة، فيجب أن تعلم أن الحروب قادرة على القضاء على تلك الغابات بالكامل بل ومنعها من النمو مرة أخرى بسبب التفجيرات والمواد المستخدمة من أجل ذلك.
قد يستخدم البعض الأشجار ستار من العدو ويبنون من خلالها التحصينات مما يعرضها للإزالة، ومن أسباب إزالتها كذلك توفير مساحة للمعدات المستخدمة للحروب.
تلجأ بعض الجيوش إلى حرق الغابات للتمويه أو الحماية أو كوسيلة من ضمن خدع الحرب.
خلل في التنوع البيولوجي
تصاب المناطق التي تعرضت للحروب إلى خلل كبير في التنوع البيئي بسبب فقدان عدد كبير من الحيوانات والنباتات سواء عن قصد أو غير قصد.
إضافة إلى ذلك يتم فقدان الموارد البيئية الطبيعية والتي تعتبر من المصادر التي يجب المحافظة عليها.
ما هي مخاطر الحروب؟
تتعدد المخاطر التي تخلفها الحرب والتي تؤثر على البيئة بشكل غير مباشر ومنها:
نزوح السكان
يتم إخلاء المناطق الخاصة بالحروب من السكان والذي يصل عددهم إلى ملايين في بعض الأحيان، كما تتأثر الموارد الطبيعية الموجودة في هذه الأماكن بشكل غير مستدام.
القضاء على البنية التحتية
تحتاج البنية التحتية التي يتم تدميرها إلى سنوات من الإعداد لتعود صالحة للاستخدام، والتي تدمر بالكامل بفعل الحرب مثل تدمير محطات المياه وشبكات الكهرباء والاتصالات والطرق والكباري، وكل تلك الموارد تحتاج إلى أخرى طبيعية للمساهمة في تشييدها من جديد.
الأزمات الاقتصادية
تتسبب الحروب في أزمات اقتصادية ومعها لا يتم التركيز على البيئة بل على الكثير من الأشياء الأخرى، كما أنه لا يتم الاحتياط عند التعامل مع البيئة من البداية مما يخلف هذا الدمار الذي يستنزف أموال الدول.
كيف أثرت الحرب العالمية الأولى على البيئة؟
تعتبر الحرب العالمية الأولى من أبشع الحروب تأثيرًا على البيئة، لأنها دمرت الكثير من العوامل البيئية وقضت عليها تمامًا.
من أبرز الأشياء التي دمرتها الحرب العالمية الأولى كانت التربة، فالاعتماد الأكبر لها كان على الأرض، فقد حفروا في الأرض للاختباء أو مداهمة العدو من تلك الأماكن، لذلك فقط تم حفر آلاف الخنادق لأمتار كبيرة تحت الأرض، ومنذ تم ذلك الوقت أصبحت الكثير من الأراضي غير قادرة على الإنتاج أو العودة لما كانت عليه.
انتشرت بعض الأمراض بين السكان خلال تلك الحرب مما أدى إلى تلوث مناطق كاملة بالفيروسات، بالإضافة إلى القضاء على عدد كبير من الغابات مما تسبب في قتل وتشريد الآلاف من الحيوانات البرية.
ثم يأتي دور الحديث عن الألغام، ففي قديم الزمان وخلال الحرب العالمية الأولى تم استخدام الكثير والكثير من الألغام لتفخيخ الأراضي، وإذا كنت تعتقد أن تلك الألغام ربما زرعت في مناطق صحراوية ونائية أو أماكن قليلة، فستمون مخطئًا للغاية.
تم زراعة ملايين الألغام في كافة أنواع الأراضي، وليس بمكان واحد فقط بل انتشر الأمر حول العالم وفي مناطق متفرقة أصبحت بورًا لأنه لن يغامر أحدهم لاستصلاحها أو زراعتها وهي حقل ألغام.
قضت الألغام كذلك على الحيوانات البرية التي لا تجيد الهرب منها، وإذا كانت هذه المناطق من أماكن المياه الجوفية فتأكد أنه قد تم الاستغناء عنها أو تدميرها بفعل انفجار الألغام.
ما هي الآثار التي تخلفها الحروب على المجتمعات؟
قد لا تتمكن من رصد الآثار التي تخلفها الحروب على المجتمعات بسبب وجود آثارًا بعيدة المدى والتي تجعل من الصعب الحياة في ظل الحروب وبعد أن تنتهي.
يصاب الأفراد بمشكلات صحية لا نهاية لبعضها وقد تنتشر الأوبئة والأمراض المستعصية لسنوات طويلة.
قد تدمر الكثير من المناطق ولا يتم إعادتها إلى ما كانت عليه من قبل، بالإضافة إلى التخلص من الأسر التي تعد عنوان المجتمع والعمود المتحكم في نهضته.
أثر الحروب على المناخ
تؤثر الحروب على البيئة في كثير من النواحي كما ذكرنا، ولكنها أيضًا قد تؤثر على المناخ من خلال ما يلي:
زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري
تعتبر غازات الاحتباس الحراري من أسوأ المصائب التي تصيب البيئة لأنها تتلاعب بالمناخ العام للكوكب، حيث إن استخدام الأسلحة والمعدات العسكرية التي تعمل بالوقود الأحفوري يزيد من حبس تلك الانبعاثات التي ترفع من حرارة الكوكب وتهدد بكوارث كثيرة.
تدمير الغابات والأراضي الرطبة التي تمتص ثاني أكسيد الكربون يزيد من وجود هذا الغاز.
حرق الوقود الأحفوري بشكل مكثف لإنتاج الأسلحة والذخيرة يرفع من تلك الانبعاثات ايضًا ويؤثر بشكل مباشر على المناخ.
تدمير النظم البيئية
تُسبب الحروب أضرارًا جسيمة للنظم البيئية، مثل الغابات والأراضي الرطبة والشعاب المرجانية، وهو ما يهدد التوازن البيئي الذي يزيد من مشكلة الاحتباس الحراري.
ما هو تأثير الحرب على البيئة؟ تعرفنا على إجابة السؤال السابق بالتفاصيل، فأيًا كانت أسباب الحروب التي خاضتها البشرية، يجب أن يعلموا أن الدمار الذي ينتج عن ذلك يكون أكبر من أي مكسب خاصة إذا تعلق الأمر بالطبيعة والبيئة من حولنا وقضى على منافذنا الطبيعية للحياة.