ما هو الفرق بين الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء؟

  • تاريخ النشر: منذ 4 أيام
مقالات ذات صلة
قريباً: مزايا الذكاء الاصطناعي على الآيفون بدون إنترنت
متصفح إنترنت جديد من Opera مدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ما هو الذكاء الاصطناعي

هل تساءلت يومًا ما هو الفرق بين الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء؟ في عالم التكنولوجيا، انتشرت عدة مصطلحات تقنية تتكرر في مجالات مختلفة، منها مصطلح الذكاء الاصطناعي، ومصطلح إنترنت الأشياء، وهو ما يثير التساؤلات حول طبيعة كل منهما، ومدى ارتباطهما ببعضهما البعض.

وعلى الرغم من أن كلا المفهومين يعتمدان بشكل أساسي على التكنولوجيا الذكية والبيانات، إلا أن هناك فرقًا جوهريًا بينهما، ولكل منهما دور مميز في تشكيل مستقبلنا الرقمي، وفي هذا المقال سنستكشف معًا معنى المصطلحين والفروقات بينهما.

ما هو إنترنت الأشياء IOT؟

تقنية إنترنت الأشياء هي عبارة عن شبكة مترابطة من الأجهزة الذكية المتصلة عبر الإنترنت، والتي تتيح نقل البيانات بين الأجهزة المختلفة، وهو ما يجعل التفاعل بينها أكثر كفاءة وسهولة.

ومن خلال تقنية إنترنت الأشياء، أصبح الاتصال بالإنترنت يشمل العديد من الأجهزة، مثل الأجهزة المنزلية والمركبات والبنية التحتية للمدن، ولم يعد يقتصر فقط على الهواتف وأجهزة الكمبيوتر فحسب.

والأمثلة على ذلك كثيرة، فاليوم يمكن للثلاجات والمصابيح وأجهزة التكييف أن تتصل بشبكة الإنترنت، مما يسمح التحكم فيها عن بعد وجمع البيانات لتعزيز الكفاءة التشغيلية.

وتعتمد تقنية إنترنت الأشياء على أجهزة استشعار متطورة تجمع البيانات من البيئة المحيطة، مثل مستويات الإضاءة، أو درجة الحرارة، أو حركة الأشخاص، وترسل هذه البيانات إلى أنظمة مركزية لتحليلها واتخاذ الإجراءات المناسبة.

ومثال على ذلك إضاءة الشوارع الذكية، والتي تتفاعل مع التغيرات في مستوى الإضاءة الطبيعية أو حركة المرور، وتضيء تلقائيًا عند الحاجة، أو تخفض شدة الإضاءة عند عدم وجود حركة حولها، وهو ما يساعد على ترشيد استهلاك الطاقة.

وتتجلى تطبيقات إنترنت الأشياء في عدة مجالات، ومنها التالي:

  • إدارة المرور: حيث يتم  استخدام أجهزة استشعار في مواقف السيارات لتحديد الأماكن الشاغرة لتقليل الازدحام وزيادة كفاءة النقل داخل المدن.
  • مراقبة جودة الهواء: تعمل أجهزة الاستشعار على قياس مستوى التلوث وإرسال البيانات إلى الجهات المختصة لاتخاذ التدابير اللازمة.

وبعبارة أخرى، فإن تقنية إنترنت الأشياء تقنية تسمع بجمع البيانات وتحليل لإنشاء بيئات أكثر ذكاء واستجابة لاحتياجات الإنسان.

اقرأ أيضًا:  إنترنت الأشياء The Internet of Things

ما هو الذكاء الاصطناعي AI؟

الذكاء الاصطناعي واحد من أكثر التطورات التقنية تأثيرًا في العصر الحديث، فهو يمنح الآلات القدرة على التعلم والتحليل واتخاذ القرارت بطريقة تحاكي ذكاء البشر، وذلك عبر خوارزميات متقدمة التي تسمح له بتنفيذ مهام تتطلب عادة مهارات عقلية بشرية، مثل التعرف على الصوت والصورة والإبداع أو حتى اتخاذ القرارات.

ويعتمد الذكاء الاصطناعي على عدة تقنيات رئيسية تجعله قادرًا على أداء وظائفه بكفاءة، ومنها التالي:

  • التعلم الآلي أو Machine Learning: وهو أحد فروع الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن للأنظمة تحسين أدائها تلقائيًا من خلال التعلم من البيانات دون الحاجة إلى إعادة برمجتها يدويا.
  • معالجة اللغة الطبيعية NLP: وهي تقنية تمكّن الذكاء الاصطناعي من فهم اللغات البشرية والتفاعل معها، ويظهر ذلك جليًا في المساعد الصوتي مثل سيري وأليكسا، أو في برامج الدردشة التفاعلية Chatbots.
  • رؤية الكمبيوتر Computer Vision: وهي تقنية تتيح للأنظمة الذكية التعرف على الصور والفيديوهات وتحليلها، كما تستخدم تطبيقات مثل التعرف على الوجه، والمراقبة الأمنية، وحتى السيارات ذاتية القيادة.

وتمكن قدرة الذكاء الاصطناعي في قدرته على التعامل مع كميات هائلة من البيانات وتحليلها بسرعة فائقة تفوق قدرات البشر، وهو ما يجعله أداة لا غنى عنها في العديد من المجالات، بداية من الخدمات المالية، وصولًا إلى الطب وغيرها من المجالات.

اقرأ أيضًا:  كيف يساهم "إنترنت الأشياء" في تغيير حياتنا؟

ما هو الفرق بين الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء؟

وبعد أن شرحنا معنى مصطلح الذكاء الاصطناعي ومعنى مصطلح إنترنت الأشياء، من المهم أن نعرف ما هو الفرق بين الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء؟

لا بد أن نعلم أن إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي يستخدمان معًا في العديد من التطبيقات، ولكن لكل منهما دور مميز ووظيفة مختلفة تميزه عن الآخر، ويمكن تلخيص الفروقات الأساسية بينهما كما يلي:

  • يركز إنترنت الأشياء على ربط الأجهزة وجمع البيانات من العالم الحقيقي.
  • يهتم الذكاء الاصطناعي بتحليل البيانات المستخرجة من إنترنت الأشياء واتخاذ القرارات بناء عليها.

وهذا يعني أن إنترنت الأشياء يجمع المعلومات التي يحتاجها الذكاء الاصطناعي لاستخدامه في تحسين العمليات واتخاذ القرارات.

اقرأ أيضًا: ما هو إنترنت الأشياء الذي يشكّل سوقاً واعدةً في المنطقة؟

العلاقة بين الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء

بعد أن ذكرنا ما هو الفرق بين الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء؟ جاء الوقت للحديث عن العلاقة بينهما، فرغم الاختلافات الجوهرية بين الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، إلا أنهما يتكاملان بشكل مذهل عند العمل معًا.

يمكن تشبيه العلاقة بينهما بعلاقة الجسم والعقل البشري، فإنترنت الأشياء يقوم بدور الجسم الذي يلتقط المعلومات من البيئة المحيطة، فيما يقوم الذكاء الاصطناعي بدور العقل الذي يحلل هذه المعلومات، ويقرر الإجراءات المناسبة.

ومثال على ذلك المنازل الذكية، التي تضم مجموعة من أجهزة إنترنت الأشياء، مثل كاميرات المراقبة وأجهزة تنظيم الحرارة والمصابيح الذكية، والتي تجمع البيانات عن درجة الحرارة أو مستويات الإضاءة أو حركة السكان داخل المنزل.

ثم يأتي دور الذكاء الاصطناعي لتحليل هذه البيانات واتخاذ قرارات تلقائية، مثل تعديل درجة الحرارة بناء على تفضيلات السكان، أو تشغيل الإضاءة في حالة وجود حركة في الغرفة، وبالتالي جعل المنزل أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة.

في الختام، حين يتم الحديث عن ما هو الفرق بين الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء؟ فلا يجب أن يتم اعتبارهما أنهما تقنيتان متنافستان، بل هما يعدان وجهين لعملة واحدة في عالم التكنولوجيا، فكل منهما يكمل الآخر، ويقوم بدور أساسي في بناء أنظمة ذكية وأكثر تطورًا.

إنترنت الأشياء يوفر معلومات ضخمة، لكن بدون الذكاء الاصطناعي تظل هذه البيانات غير مستغلة، وفي المقابل، يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى كميات هائلة من المعلومات للتعلم واتخاذ القرارات، ولا يمكنه القيام بذلك بدون إنترنت الأشياء.