ما هو العطر وما مفهومه وكيف تطورت صناعته
فهرس الصفحة
يستخدم الكثير منا العطور بشكل يومي دون أن يعرف مكوناتها أو ما هو العطر وما مفهومه وكيف تطورت صناعته، وبما أنه من الأشياء التي نستخدمها باستمرار، سنأخذك في جولة للتعرف على أسرار العطور وكيف تؤثر على حياتنا وكيفية استخراجها وصناعة توليفتها التي توقعنا في حبها كل يوم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو مفهوم العطور؟
يرتبط ذكر العطور بالنباتات، ويمكن أن نلخص مفهوم العطر في أنه المستخلص الذي يتم إخراجه بصورة ما من أفضل النباتات ذات الروائح العطرة والنفحات القوية الجذابة، وتشمل تلك النباتات الزهور والأخشاب أيضًا.
لا يتكون العطر عادة من مادة واحدة، بل يتم مزج عدد من الروائح المستخرجة من أكثر من نبات معًا بنسب محددة للوصول إلى العطر برائحته الأخيرة التي يكون عليها.
ويطلق العطر على كافة الروائح المستخدمة سواء للإنسان أو تلك المستخدمة في الصناعات المختلفة من مواد تنظيف ومعطرات للملابس والأثاث.
ما أهمية العطور في حياتنا؟
قد يكون التأثير التي يتركه العطر على حياتك أكبر مما تتوقع، فكم من مرة ذكرك عطر ما بموقف أو بشخص أو بذكرى جيدة كانت أم سيئة، ولهذا التأثير بعض الفوائد أيضًا.
الرائحة المميزة
بالتأكيد سيعود العطر عليك برائحة لطيفة ومنعشة وفي الكثير من الأحيان تكون جذابة وعميقة، وهو الاستخدام الأول الذي يلجأ الكثيرين إلى العطور من أجله، وتتنوع درجة قوة العطر وفقًا لتفضيلاتك الشخصية.
تحسين الحالة المزاجية
يمكنك استخدام العطور من أجل تحسين حالتك المزاجية والشعور بالاسترخاء، وكما تفعل العطور ذلك يمكنها أيضًا أن تعكس ما تشعر به للآخرين، فهناك عطور تمنح إحساسًا بأنك مرح أو في حالة جيدة وأخرى قد تشعر من حولك بالغموض وبعضها قد يمنحك انطباعًا خجولًا.
الثقة بالنفس
يزيد وضع العطر من ثقتك بنفسك، حيث يجعلك تسير بثقة متأكدًا من أن رائحتك الجيدة هي أفضل عنوان لك، كما أن الأشخاص الذين يضعون العطر يعلنون للآخرين أنهم لا يخشون الظهور والتألق، وبالإضافة إلى الثقة يمنح العطر صاحبه الكثير من الجاذبية.
يحسن الصحة النفسية
لم يتم تأكيد تلك المعلومة بدليل علمي، لكن يمكن للعطور أن تعمل على تخليصك من التوتر والقلق، ومنحك الكثير من السلام النفسي.
الذكريات
هل تريد استحضار ذكرياتك السعيدة على الفور؟ قم بشم العطر الذي ارتبط بتلك اللحظة لتشعر بذكرياتك متجسدة أمامك وكأنها تحدث الآن، وهو الأمر المفيد للغاية في حالة الذكريات السعيدة.
ما هو سبب اختراع العطور
تعددت الأسباب التي ذكرت وراء ابتكار العطور وجعلها جزء من حياة الشعوب منذ الكثير من القرون الماضية، وعادة ما كانت ترتبط بقصص مثيرة واستخدامات غريبة إليك بعضها:
الطقوس الدينية
عرف سكان بلاد ما بين النهرين أول أشكال العطر وهو البخور، وكانوا يستخدمونه بكثرة حتى انتقل إلى مصر، وهناك لم يكن يستخدم سوى من قبل الكهنة لإقامة الشعائر الدينية، ثم بدأ العامة في استخدامه شيئًا فشيئًا، ثم تعرفوا على الزيوت العطرية واستخدموها على بشرتهم.
كان الإله رع هو أهم آلهة القدماء المصريين وله مكانة خاصة وذلك لاعتقادهم أن العرق المنصب منه هو تلك العطور التي يستخدمونها.
الروائح الكريهة
كانت الرائحة الكريهة دائمًا الدافع الأكبر لاستخدام العطر لدى الفرنسيين، وهو أمر قد يثير دهشتك عن أفضل صناع العطور في العالم، ولكنهم في الحقيقة كانوا الأقذر رائحة في التاريخ، ولكن في إحدى سنوات القرن السابع عشر قرروا التخلص من ذلك.
فمع انتشار الرائحة الكريهة للأبدان وتطورها بشكل سريع لانعدام النظافة، لجأ الكثيرين إلى استخدام العطور لإخفاء رائحة الجسد والظهور بشكل أفضل.
استخدمت الملكة إليزابيث الأولى العطور لرشها بالأماكن العامة لعدم قدرتها على تحمل الرائحة الكريهة، ويذكر أن أكبر منطقة لإنتاج العطور في العالم وهي الريفيرا الفرنسية بدأت في استخدام العطور للتخلص من رائحة البلدة الكريهة بسبب صناعة الجلود.
ما هي مكونات العطر؟
يعتبر عالم العطور من العوالم المعقدة، فكل عطر يمر بعدة مراحل حتى يصل للتكوين الأخير لهويتم ذلك بأدق النسب الممكنة.
الزيت العطري
النبات هو الجزء الأساسي في صناعة العطور، ولكن أي أجزاء النباتات يمكن استخدامها لإنتاج أفضل عطر؟ في الحقيقة يمكن أن يستهلك عطرًا ما أجزاء النبات كاملة لتدخل في صناعته، وآخر يستخدم الزهور أو الأخشاب.
تدخل جذور النباتات أحيانًا في عملية التصنيع لرائحتها الدافئة والعميقة، ومن أهم أنواع الزيوت العطرية هي المستخرجة من اللافندر وخشب الصندل وزهور البرتقال والورود بأنواعها.
الكحول
يعتبر الكحول المكون الرئيسي للكثير من العطور، والذي لا يمكن التغافل عنه، ومن أفضل أنواعه الكحول الإيثيلي والإيزوبروبيلي، وعندما يدخل هذان النوعان في صناعة العطر ينقلانه إلى مستوى آخر من الرقي، فبعد صناعته يُخزن لمدة 18 شهرًا على الأقل قبل الاستخدام ثم يبدأون في بيعه بأغلى الأسعار نظرًا لثباته ورائحته المتألقة.
مستخرجات حيوانية
تدخل بعض أجزاء الحيوانات في تركيبة عطرك المفضل صدق هذا أو لا تصدقه فهو الحقيقة، ومن الممكن أن يكون هذا المكون هو دهون حيوان القندس أو عنبر الحوت، ولكنها تتواجد بنسب قليلة.
مواد مصنعة
إذا كنت تعاني من التحسس من بعض العطور قد يكون السبب المواد الصناعية التي تدخل في تكوين بعض العطور، ومنها بنزوات البنزيل، والصمغ والجلسرين.
الهدف من تلك المواد هو تثبيت الروائح لأكبر قدر ممكن من الوقت.
الأنف
ربما لا يدخل هذا المكون في صناعة العطر ذاته لكونه شخصاً يطلق عليه الأنف، ولكنه من أهم المهن التي تقدر وزنها ذهبًا لدى مصنعي العطور، وذلك لأنه المبتكر الأول لمزج الروائح وبفضل حاسة الشم القوية يتمكن من التعرف على مدى دقة النسب الموضوعة في العطر لجعلها مناسبة.
القواعد
يحتار الكثيرين عندما يعرفون مكونات عطرهم المفضل والتي تكون كثيرة ومتناقضة في بعض الأحيان، لكن ما لا يعرفونه هو أن تلك الروائح تخرج بشكل تدريجي على هيئة ثلاثة أجزاء تعرف بالقواعد.
القاعدة الأولى الأطراف:
تحصل القاعدة الأولى على النسبة الأكبر من الروائح اللطيفة التي تشعرك بالانتعاش بفضل تكونها عادة من الفاكهة والأعشاب الخفيفة، ويمكنك التعرف عليها من أول رشة عطر لكنها ليست الرائحة التي تدوم معك طوال فترة وضعك للعطر.
القاعدة الثانية القلب:
يمتلك كل عطر شخصيته الخاصة والتي تتمثل في القلب، حيث تبرز تلك المكونات ماهية العطر وتجعله فريدًا بوجودها، ومن أشهر مكوناتها الزهور والتوابل.
القاعدة الثالثة "قاعدة العطر":
هي تلك الرائحة التي تشمها بعد وضعك العطر لساعات طويلة، فهي الأساس الثابت الذي يدوم طويلًا معك، وعادة ما يتم تكوينها من الزيوت العطرية العميقة.
من أين يتم استخراج العطور؟
يتم استخراج العطر من خلال أكثر من مصدر ولكن يمكن مزج تلك المصادر معًا للحصول على إنتاج فريد من العطور.
النباتات
ترتكز صناعة العطور على الكثير من أنواع النباتات وتشمل الزهور والأوراق والسيقان وحتى الجذور والجذوع والبذور، إلى جانب الثمار وتحديدًا ثمار الفاكهة.
إليك بعض الأمثلة على ذلك، بذور الحبهان، وأوراق النعناع، وعشب الزعتر، وفاكهة البرتقال، وزهور الورد.
الحيوانات
كما ذكرنا يمكن أن يتم استخلاص بعض المواد من الحيوانات لدعم العطور وتثبيتها أو تغيير رائحتها مثل ما يفرزه عنبر الحوت، ولكن للحشرات أيضًا دور في صناعة العطر كالنحلة والفراشة.
كيف تطورت صناعة العطور؟
كانت العطور قديمًا يتم تصنيعها بعدد من الطرق البسيطة، والتي ازدادت تعقيدًا مع الوقت وسنتعرف على كل تلك الطرق.
كيف كان يصنع العطر قديمًا:
المزج
بداية كان بعض القبطيين يستخدمون المزج فقط لصنع العطر من خلال استخراج السوائل من بعض الأشجار ووضعها مع نتاج الماء المنقوع به التوابل وبعض العصائر، ثم تطور الأمر لمراحل تصنيع بسيطة.
العصر
يحضر الشخص الزهور المراد استخراج العطور منها ويقوم بعصرها لأخذ ما بها من قطرات عطرية.
التسامي
طريقة تعتمد على تبخر الزيوت أولا من النبات ثم جمعها.
الانحلال
يستخدم الماء أو الكحول هنا كمذيب للنبات المراد استخلاص عطره، ويتم تسخين المحلول بغرض خروج الروائح منه.
التبخير
هو المرحلة التالية في التصنيع حيث يتم جمع الأبخرة الناتجة عن عملية تسخين النبات والمذيب.
الترشيح
يتم ترشيح الروائح من النبات بما يعرف بأوراق الترشيح، ولكن لا بد من سحق النبات أولًا.
الطريقة الحديثة لصناعة العطور:
التشريب
يستعمل هنا الدهن الحيواني أو النباتي لاستخراج مكنون الزهور العطرية وذلك من خلال تسخين تلك الدهون أو استخدامها باردة لإذابة ما بداخل الزهور أو النباتات بشكل عام.
المذيبات المتطايرة
يتم استخدام المذيبات المصنعة لاستخلاص أكبر قدر ممكن من العطر من الزهرة ويفضل استخدام الهكسان في تلك العملية بفضل سرعة تطايره.
التخلص من الشوائب
تستخدم كذلك إحدى المواد المذيبة والمتطايرة للتخلص من الشوائب، وبعدها تحصل على الزيت العطري النقي، وتكون تلك المادة عادة الكحول.
التقطير بالماء
تُنقع الزهور في المياه، ثم تأتي مرحلة الغليان وتصاعد الأبخرة التي تُبرد مرة ثانية للحصول على الزيت العطري.
الضغط البارد
بعض المواد المستخلص منها العطر كالفاكهة لا تخضع لعملية التقطير، لذلك يمكن ضغط قشورها لاستخلاص الرائحة.
ثاني أكسيد الكربون
من أحدث سُبل استخراج العطور، لكنها مرتفعة الثمن لذلك لا تستخدم كثيرًا، ويكون ثاني أكسيد الكربون فيما يعرف بالحالة الحرجة ما بين السوائل والغازات مما يمكنه من جذب أجزاء العطر وانتزاعها من مصدرها.
ووصولًا إلى هنا نكون قد تعرفنا على الكثير من الأسرار حول ما هو العطر وما مفهومه وكيف تطورت صناعته مع أدق التفاصيل والقصص حول تلك الصناعة المثيرة.