تعرف على قصة حب الأديب ألبير كامو والممثلة ماريا كازاريس
"كنت أعتقد اني سأجد صعوبة في العيش بعيداً عنك، ولكن هذا ليس صحيحاً، لأني لا أستطيع العيش أبداً بعيداً عنك."
هكذا كتب الأديب والمفكر الفرنسي الشهير ألبير كامو لمحبوبته ماريا كازاريس في إحدى رسائله التي تجاوز عددها 865 رسالة مشتعلة بالحب الذي لم ينطفئ إلا بانطفاء حياته في حادث السيارة الذي أودى بها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
في هذه الحلقة من حكايا الأحبة، نتعرف على قصة الأديب ألبير كامو مع الممثلة ماريا كازاريس.
اللقاء الأول
جاء االلقاء الأول في 19 مارس 1944 أثناء عرض قرائي لمسرحية "الرغبة ممسوكة من ذيلها: لبابلو بيكاسو، واقترح كامو على الممثلة الشابة أنْ تؤدي دور مارتا في مسرحيته "سوء تفاهم".
كانت الممثلة الشابة ابنة رئيس الحكومة للجمهورية الإسبانية الثانية، منفية في باريس مع والدتها منذ عام 1936، وقد قامت بأداء العديد من الأدوار التي لفتت الأنظار إلى موهبتها المبكرة.
الوقوع في الحب
خلال البروفات، وقع كامو في حبها، وتصارحا بالحب للمرة الأولى في ليلة 6 يونيو 1944.
كان كامو يعيش بمفرده في باريس منذ أكتوبر 1942، وقد فرقت الحرب بينه وبين زوجته فرانسين فور، المعلمة في وهران، والتي لم تتمكن من الانضمام إليه بعد احتلال الألمان للمنطقة الجنوبية.
وفي أكتوبر 1944، عادت الزوجة إلى باريس، ليضطر كامو للانفصال عن ماريا.
اللقاء الثاني
لكن وبعد 4 أعوام، وتحديداً في 6 يونيو 1948، وبينما يعبران جادة سان جيرمان، التقى ألبير كامو مع ماريا كازاريس مصادفة، ومنذ ذلك اليوم لم يفترقا.
865 رسالة
ومنذ ذلك العام وحتى وفاته، لم تنقطع رسائلهما التي بلغت 865 رسالة مليئة بالمشاعر والتفاصيل.. وقد جمعت ابنته هذه الرسائل لتصدر في كتاب عن دار غاليمار الفرنسية، والذي تُرجم إلى العربية.
وتكشف الرسائل عن تاريخ سياسي وأدبي وفني في تلك الحقبة، كما تعبر عن الكثير من جوانبه.. فالرسائل لم تقتصر على الحب والعواطف الملتهبة بينهما، لكنهما عبرا فيها أيضاً عن أفكارهما ومواقفهما، فالرسائل شكلت مزيجاً بين الرسائل التقليدية والمذكرات الشخصية التي يبعث بها كل منهما للآخر.
رسائل الحب
يصف كامو مشاعرهما في إحدى رسائله قائلاً: "واضحان، ويقظان بالقدر ذاته، وقادران على فهم كل شيء ومِن ثَمَّ قادران على التغلب على كل شيء، قويان بما يكفي للعيش دون أوهام، ويرتبطان بعضهما ببعض، بروابط الأرض، الذكاء والقلب والجسد، لا شيء يمكنه، وأنا أعلم ذلك، أن يباغتنا أو يُباعد بيننا."