ما الفرق بين المحاماة في مصر وأمريكا؟
تم طرح السؤال على موقع Quora بالعربية والإجابة أخذت من بروفايل أحمد أشرف
القوانين والإطار الحاكم
الجانب الأسهل في السؤال هو اختلاف القوانين والإطار الحاكم. وهذا أمر سهل تميزه وفهمه، حيث أن كل بلد لها نظام قانوني وقضاء مختلف عن الأخرى، وبذلك تختلف طبيعة المهنة. يجب أن أقول أن طبيعة القوانين الأمريكية متشعبة جداً، فهناك قوانين وإجراءات تحكم البلديات، وهناك قوانين تحكم كل ولاية منفصلة من الخمسين ولاية داخل الاتحاد، وبالطبع هناك القوانين الاتحادية (الفدرالية) التي تطبق في المحاكم الفدرالية. بجانب هذا، لكل ولاية دستور منفصل عن الولايات الأخرى، وهناك دستور فدرالي يحكم الاتحاد. قوات الأمن وحفظ النظام مختلفة ومتشعبة ولها اختصاصات متداخلة، فمثلاً هناك أمن الولاية، وهناك أمن في كل مقاطعة، وهناك مكتب تحقيقات فدرالي. وكذلك هناك أجهزة متشعبة تقوم بتخصصات معينة كمكتب التحقيقات في مخالفات الضرائب وغيرها. أما في مصر، وعلى الرغم من التنوع بين القضاء الاداري والقضاء العادي، فإن مصر لها نظام مركزي في الحكم والإدارة ودستور واحد، وهذا يسهل المهنة بطريقة ما على المحامين.
النقابات
بالنسبة للنشاط النقابي: أعتقد أن نظام النقابات في أمريكا أفضل بكثر مما يوجد في مصر. في الولايات المتحدة، يُسمح بالنقابات الخاصة ولا تحتاج موافقة من الحكومة ولا تديرها الحكومة! يوجد في كل ولاية كيان واحد يمنح التراخيص لمزاولة المهنة، لكن لا تقتصر النقابات على النقابة الحكومية فقط، فمن حق المحامون ان يؤسسوا نقابات خاصة لهم ويكون لها انشطة يختارونها، فمثلاً هناك نقابة للمحامين العاملين في مجال الملكية الفكرية مثلاً أو في مجال الطاقة. هناك نقابات للمحامين من أصول إفريفية أو المحامون العرب العاملون في الولايات المتحدة! وأهم خاصية في مهنة المحاماة في الولايات المتحدة أنها مهنة تنظم نفسها ولها استقلالها، بمعني أن النقابة هي التي تضع شروط مزاولة المهنة، وكذلك تضع آداب واخلاق المهنة وتحاسب المحامين المقصرين بدون تدخل من الدولة. وأخيراً هناك انتخابات نزيهة وحرة لكل نقابة واستقلال مالي وإداري. أما الوضع في مصر فهو مختلف كثيراً عن هذا، هناك نقابة واحدة، حيث تضع الدولة قانون المحاماة ولا يجوز تأسيس نقابات مستقلة لتمثيل المحامين.
أخلاق المهنة
كما ذكرت من قبل، فإن كل نقابة تقوم بنشر قواعد ممارسة المهنة وأخلاق وأدبيات المهنة. وتبذل النقابات في الولايات المتحدة جهداً كبيراً جداً في هذا الموضوع، فمثلاً عليك كل عام، وكشرط لاستمرار تسجيلك كمحام، أن تأخذ مجموعة من الدورات التدريبية في أدبيات وأخلاق المهنة، وكذلك هناك متابعة صارمة للمحامين خلال ممارستهم المهنة. وأدى هذا النهج إلى خلق صورة وانطباع جيد جداً عن المحامين والمحاماة كمهنة شريفة. الوضع في مصر يحتاج إلي تطوير وتركيز على أخلاقيات المهنة، حيث يخاف الناس من التعامل مع المحامين في مصر ولا يأمنوا لهم بسهولة.
التخصص
كثير من المحامين في مصر لا يتخصصوا، بمعني أدق (محامي شامل) من الممكن ان يترافع في قضايا جنائية وقضايا الأسرة وتسجيل العقارات وخلافه، وهذا بالطبع يؤدي إلى أن كثير من المحامين في مصر يعرفوا الكثير من القوانين، لكن بدون تعمق. بالطبع هناك استثناءات، وهناك محامين مصريين متخصصين، لكن الأغلب الأعم يعملون في كافة المجالات. أما في الولايات المتحدة، فالأغلب الأعم من المحامين متخصصون وذلك لكثرة القوانين وتطورها الدائم، فتجد محام متخصص في شؤون الاسرة وحضانة الأطفال وخلافه، وتجد آخرون متخصصون في قوانين الإدراج والبورصة وغيرها في شؤون الجنايات أو الضرائب، وهذا التخصص يتيح للمحامي معرفة القوانين بدقة وكفاءة أعلى.
سهولة الدخول إلى المهنة
الوضع في مصر أسهل بكثير من الولايات المتحدة، فبعد التخرج من كلية الحقوق يتم إدراجك في قوائم النقابة بشكل شبة أوتوماتيكي (بالطبع عليك ملئ بعض الاستمارات) لكن بنسبة 100% كل خريجي الحقوق في مصر يدرجوا في النقابة. الوضع في الولايات المتحدة أكثر تعقيداً من ذلك، أولاً عليك استكمال أربع سنوات في الدراسة الجامعية، وبعدها عليك المذاكرة واجتيار اختبار القدرات لكليات القانون، وهي كليات تدرس فقط لخريجي الجامعات، أي تعتبر دراسات عليا. بعد اجتياز الاختبارات ودخولك الجامعة لمدة 3 سنوات إضافية والتخرج، عليك التقديم في امتحانات النقابة، وهي امتحانات صعبة على الخريجين ونسبة النجاح في امتحان النقابة حوالي 65%، وبعد اجتياز الامتحانات والتجاح، يتم عمل كشف هيئة (مثل المقبلين على التعيين في النيابة في مصر) حيث يتم سؤالك عن عائلتك، أين سكنت في آخر 10 اعوام، يتم سؤال كافة أصدقاءك ومديريك السابقين في العمل، وكذلك عليك أن تجد على الأقل 2 محامين مقيدين في النقابة لدعم طلبك بالالتحاق!
تابعوا موقع Quora بالعربية على صفحات التواصل الاجتماعي: صفحة Quora بالعربية على فيس بوك وصفحة Quora بالعربية على تويتر