ما الذي يريده المستثمرون في مصر؟
قامت مصر مؤخّراً بوضع عناوينٍ رئيسيّةٍ لجذب مجموعةٍ من الاستثمارات المُخاطرة على مستوى عالٍ من مستثمرين خارجيين، إلّا أنّ المستثمرين المحلّيين لا يزالون بمثابة المحطّة الأولى بالنسبة لروّاد الأعمال المحليّين.
في هذا الإطار، تحدّثت "ومضة" مع بعض المستثمرين المحلّيّين المصريين الأساسيين، لمناقشة ما يسعون إليه في الشركة الناشئة، ولإطلاعنا على استثماراتهم الحاليّة، وإلى أين سيوّجهون إليه أموالهم في العام المقبل.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما الذي يبحثون عنه؟
المستثمِر التأسيسي: قام صندوق "كاي آي اينجلز" KI Angels منذ إطلاقه عام 2011 ، باستثمار ما يقارب 1.5 مليون دولار، ويُتوقّع زيادة هذا المبلغ بمليون دولار آخر في نهاية هذا العام. كافة استثمارات الشركة تتمّ في الشركات المصريّة العاملة في مصر، ولكنّها تجني الأرباح من خلال تقديم الخدمات في الولايات المتّحدة وأوروبا والخليج.
يقول خالد إسماعيل، مؤسِس صندوق الاستثمار التأسيسي "كاي آي أينجلز" ورئيس مجلس إدارته: "يجب على الفكرة أن تناسب السوق والكميّة التي يمكنها أن تباع فيه، كما أنّ وجود عقودٍ سابقة هو أيضاً من العوامل نسعى إليها."
ويشرح إسماعيل أنّ رؤية تمويليّة واضحة يمكنها إثبات فرص إنتاجيّة الفكرة، من شأنها تشجيع المستثمرين الـتأسيسيّين على الإستثمار.
رأس المال المخاطر: يقول طارق أسعد، الشريك الإداري في "آيديافلوبرز" Ideavelopers، إنّ هذا الأخير كان ولا يزال المشروع المؤسَّساتي الوحيد في مصر (على الرغم من أنّ الصناديق الأخرى كصندوق التمويل الجديد لـ"سواري فنتشرز" Sawari Ventures، تنتشر بسرعةٍ في مصر). ويضيف أنّ الشركاء آمنوا بقوّة التكنولوجيا، وبالتالي تمّ تركيز الإستثمارات عليها.
وبخصوص الإستثمارات، يقول أسعد إنّ الشركة الناشئة يجب أن تكون قد عملت سابقاً في سوقٍ كبيرة، كما أن تكون الفرقِ قد عمِلت سويّاً بشكلٍ جيّد. وشدّدَ على أنّ المُنتَج يجب أن يختلف عن أيّ شيءٍ آخر في السوق، وعلى نقطةٍ أساسيّة تتمثّل في قدرة هذا الأخير على جني الأرباح.
المموّل الجماعي: يقول محمّد عز الدين، مؤسِس منصّة "تينرا" Tennra للتمويل الجماعي ومديرها التنفيذيّ، إنّ مصالح الشركة كانت في مشاريع مبتكرة يمكنها أن تجذب انتباه المجتمع وتجد حلولاً للتحدّيات الاجتماعيّة.
تعمل "تينرا" على دعم الشركات الناشئة المبتكرة والأفكار من خلال "نظام يعتمد على التمويل بطريقة الألعاب" gamified system للصناديق التمويليّة.
ويقدّم المشروع الأخير للشركة المُسمّى بـ"الرحلة" ElRe7la، "تجربة تخييمٍ غير تقليديّة" لجمع روّاد الأعمال والأشخاص الفاعلين سويّاً من أجل التواصل.
ويقول عزّ الدين إنّ "مشاريع "التسويق بين المؤسّسة والمستهلك B2C هي أكثر فاعليّة في التمويل الجماعي، كما نرغب برؤية أثر اجتماعي إيجابي في المشروع بما أنّنا نؤمن بقدرة ريادة الأعمال على تخطّي الكثير من التحدّيات الإجتماعيّة، ونرغب بتعزيز هذه المشاريع".
الاستثمارات في مصر
المستثمر التأسيسيّ: عمل صندوق "كاي آينجلز" منذ مطلع العام 2015 على استثمار ما بين 300 و400 ألف دولار في متابعٍة على تمويل الجولتين الثانية والثالثة للشركات التي سبق وتلقّتها.
لم يرغب في الكشف عن أيٍّ من الاستثمارات التي قام بها صندوقه، إلّا أنّ هذا الأخير كان قد استثمر سابقاً بشكلٍ علنيّ في "جوبزيلا" Jobzella عام 2013. وقال إنّ الصندوق يمتلك خططاً لاستثماراتٍ إضافيّةٍ بقيمة 500 ألف إلى 600 ألف دولار في الكثير من الشركات الناشئة، بحلول نهاية العام.
وبشكلٍ مستقلًّ عن"كاي آينجلز"، يعمل إسماعيل مع "صندوق المشاريع المصري- الأمريكي" American-Egyptian Entreprise Fund لإتمام ثلاث صفقاتٍ مع شركات ناشئة جديدة.
"لا تزال جميع هذه الصفقات في مرحلة إعداد دفتر الشروط، لذا لا يمكننا الكشف عن المزيد من التفاصيل،" حسبما قال إسماعيل كاشفاً عن أنّ حجم الاستثمار في هذه الصفقات سيكون بحوالي 5 مليون دولار.
رأس المال المخاطر: بدأت "آيديا فلوبرز" أوّل صندوق تمويلٍ لها عام 2004 مع قيمة إجماليّة تبلغ 6.4 ملايين دولار، وقامت باستثماره بالكامل. أمّا صندوق التمويل الثاني فبلغت قيمته 27.6 مليون دولار، وقد استُثمِرَت أغلبيّة أمواله بالفعل.
يقول أسعد" [نقوم حالياً بالاستثمار] في محفظتنا الاستثماريّة ولسنا نقوم بأيّ استثمارات خارحيّة [جديدة]،" مضيفاً أنّهم وضعوا خططاً لعام 2016، ولكنّه لم يصرّح عن أيّ شيءٍ آخر.
المموّل الجماعي: قامت "تينرا" مؤخّراً بتوفير تمويلٍ جماعيٍّ لمشروعٍ يُدعى "أوراق"Awraq، أسّسه أحمد جمال البالغ 16 عاماً، يهدف إلى إنشاء التحاليل الماليّة البسيطة للشركات الأخرى كما وخطّة العمل، من خلال الإجابة على أسئلةٍ موجودة على 50 بطاقة. وبحسب موقع "تنرا" الرسمي، تمّ التعهّد حتّى الآن بحوالي 2700 دولار لهذا المشروع.
يقول عزّ الدين إنّ آمال شركته لعام 2016 تكمن في رؤية مشاريع في مصر، تستحقّ تمويلاً بقيمة مليون دولار تقريباً. من جهةٍ ثانية، فإنّ الحملات المقبلة لـ"تينرا" ستشمل مشاريع إنارة بواسطة الأشعّة الشمسيّة، ولوحاتٍ منتَجةً محليّاً للفنانين، بالإضافة إلى سلسلة فيديو على موقع "يوتيوب" YouTube تهدف إلى تغيير السلوكيّات المؤذية.
تحدّيات السوق
المستثمِر التأسيسي: يقول إسماعيل إنّ بعض الشركات الناشئة افتقرَت إلى معادلة المنتَج-السوق، شارحاً أنّه يمكن أن يكون المُنتَج المعروض مُبتكَراً ولكن لا بدَّ للسوق أن تتبنّى هذا المُنتَج من أجل نجاحه؛ وعندما وُجِد نقصٌ في هذه المعادلة، دلَّ ذلك على أنّ بعض الشركات الناشئة عانت خلال عملية التسويق وجني الأرباح.
وبهذا الشأن، يضيف إسماعيل أنّ "الخطّة كانت تُظهِر أنّ الشركة ستصل إلى نقطة التعادل خلال عامَين ولكنّ ذلك لم يحدث"، مضيفاً أنّ شركات الإستثمار المخاطر تواجه تحدّياً يتمثّل في "كيفيّة تمويل شركةٍ لا تربح".
ومن الأمور التي قد تخفّض التمويل، هي فكرةٌ لا يقدِّرُها مؤسّسو الشركات الناشئة.
رأس المال المخاطر: يقول أسعد إنّ البيئة التنظيميّة في مصر يمكن أن تكون "صعبة"، شارحاً من وجهة نظر تنظيميّة أنّ "إدارة تمويلٍ محليٍّ قد لا تخلو من الصعوبات".
المموّل الجماعي: يتمثّل التحدّي الأساسي لمنصّات التمويل الجماعي مثل "تينرا"، بعدم وجود الوعي الكافي حول ما يمكن لمنصّاتٍ كهذه أن تفعله.
"أما التحدي الآخر فيتمثّل في النقص في المهارات المطلوبة لإنشاء حملاتٍ نوعية،" كما يقول عزالدين مضيفاً: "لذا نقوم بالكثير من العمل لدعم المشاريع في أمورٍ مثل إنشاء حملات التمويل الجماعي، وذلك للتاّكّد من حصولهم على أكبر فرصةٍ ممكنة لتحقيق النجاح".
ويشير عزّالدين إلى أنّه رغم التحدّيات، فقد شهِدَوا موجةً مختلفة من المبادرات لبناء البيئة الرياديّة خلال السنوات الماضية، ولتثقيف روّاد الأعمال المحتملين، ودعم الذين اختاروا المُضيّ قدماً في هذا الطريق.
ويختم قائلاً: "رأينا أيضاً أنّ هذه الموجة انتشرَت لتطال فئاتٍ عمريّةً أصغر وأصغر، من خلال الكثير من برامج التدريب الريادية التي تركّز حالياً على المراهقين".