لين هياردمال تكشف عن تحديات تواجه المرأة في مجال التكنولوجيا

  • تاريخ النشر: الجمعة، 08 مارس 2024
مقالات ذات صلة
بعض المجالات التي غيرت فيها التكنولوجيا حياتنا.
تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على مجال التصنيع
فرص عمل للأردنيين في مجال تكنولوجيا المعلومات في الكويت

تحدثت لين هياردمال، مديرة المبيعات، الأسواق النامية وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، في شركة مايلستون سيستمز  (شركة رائدة في مجال توفير منصة مفتوحة لبرمجيات إدارة الفيديو)، عن التحديات التي تواجهها المرأة في عالم التكنولوجيا، وكيف يمكنها التغلب عليها.

س1: هل يمكنك مشاركة رحلتك في قطاع التكنولوجيا؟ ما الذي ألهمك لمتابعة مسار مهني في عالم التكنولوجيا؟ 

ج1: لقد كنت دائماً معجبة بالقوة التحويلية للتكنولوجيا وقدرتها على تسهيل الأمور وتسريعها وجعلها أكثر كفاءة. يعد التغيير والاختلاف حافزاً قوياً بالنسبة لي، وأن أكون محاطة بأشخاص يشاركونني الرؤى في عالم التكنولوجيا الديناميكي ما هو إلا أمر يُثير الحماس لدي.

وبالتعرف على التكنولوجيا كقوة حاسمة في تشكيل حياتنا، انضممت إلى مايلستون سيستمز على الرغم من الخلفية التجارية والتعليمية والأدوار السابقة في مجال الاتصالات والتمويل، إلا أنني كنت مصممة على دخول قطاع التكنولوجيا. وهنا كانت بداية رحلتي في هذا العالم، منطلقة لإشباع شغفي بالتعلم. كان العمل في شركة برمجيات يتطلب التكيف السريع لفهم المنتجات والمنافسة وديناميكيات الصناعة. 

س2: ما التحديات التي واجهتها كامرأة في مجال التكنولوجيا، وكيف تغلبت عليها؟

ج2: أعتقد أن التحديات التي تواجهها النساء في مجال التكنولوجيا غالباً ما تنبع من التصورات الداخلية. فالتمثيل المحدود للنساء في مجال التكنولوجيا قد يؤدي بشكل غير مقصود إلى الاعتقاد بأنه ليس مساراً جديراً بالاهتمام بالنسبة لنا. اختيار دخول والنجاح في قطاع التكنولوجيا كامرأة يتطلب اتخاذ قرارات مدروسة ووعي دقيق بالفرص المتاحة.

طوال مسيرتي المهنية، واجهت تحديات مختلفة، واحدة من أبرزها كانت عمل مايلستون سيستمز في التكنولوجيا المسؤولة. ضمان تطوير منتجاتنا وبيعها واستخدامها بشكل أخلاقي كان أمراً مطلوباً ومجزياً. يتطلب قطاع التكنولوجيا مجموعة فريدة من المسؤوليات، وقد أعطيت الأولوية للعمل لصالح شركة تتقاسم قيمي وتقود بنشاط عن طريق المثال.

غياب النماذج القدوة والمعلومات المحدودة حول الخيارات المهنية المتنوعة غالباً ما يوجه النساء نحو مجالات بديلة. على الرغم من هذه التحديات، فإن اعتماد التكنولوجيا المسؤولة قدم لي فرصاً تتماشى مع قيمي. أنا من أشد المدافعين عن التنوع في التكنولوجيا، مدركة لحاجة القطاع إلى تمثيل أكبر.

س3: كيف تعتقدين أن مشهد ودور المرأة في التكنولوجيا تطور منذ بدء مسيرتك؟

ج3: منذ بداية مسيرتي المهنية، لاحظت تطوراً إيجابياً في مشهد المرأة في التكنولوجيا. وأنا متفائلة بشأن هذا التغير، حيث أنني لاحظت تحول كبير مع مشاركة المزيد من الأفراد الشباب، بغض النظر عن الجنس، في المشهد التكنولوجي. يشير هذا التحول إلى اتجاه مشجع نحو قدر أكبر من الشمولية.

يتطلب التغلب على التحديات التي تواجهها النساء في قطاع التكنولوجيا جهوداً متواصلة لتعزيز الوعي وكسر الصور النمطية. إن تشجيع النساء على السعي والازدهار في التكنولوجيا أمر حاسم لدفع هذا التغيير الإيجابي. ومع ازدياد إدراك القطاع بضرورة التنوع، هناك التزام متزايد بخلق بيئة يمكن للنساء فيها ليس فقط دخول بل أيضاً التفوق في الأدوار المتعلقة بالتكنولوجيا. يعكس المشهد المتطور جهداً جماعياً لإزالة الحواجز وتعزيز مستقبل أكثر شمولية وإنصاف للنساء في التكنولوجيا.

س4: في رأيك، ما هي الآراء أو المهارات الفريدة التي تضيفها النساء إلى قطاع التكنولوجيا؟

ج4: في رأيي، القيمة التي تضيفها النساء إلى قطاع التكنولوجيا ليست مبنية فقط على الجنس بل على قوة التنوع. يعمل الفريق المتنوع، بما في ذلك النساء، على تعزيز الابتكار من خلال تضمين مجموعة أوسع من الآراء. يزيد هذا التنوع من الإبداع ويحسن من صنع القرارات ويعزز قدرات حل المشكلات.

تساهم مجموعة الآراء المتنوعة في زيادة المرونة والقابلية للتكيف ضمن الفريق. أعتقد أن هذه المرونة هي أساس لتعزيز مشاركة ورضا الموظفين، مما يدفع في نهاية المطاف لنجاح العمل. التأكيد على أهمية وجهات النظر المتنوعة، بغض النظر عن الجنس، أمر حاسم لخلق قطاع تكنولوجي ديناميكي ومزدهر يمكنه التعامل بفعالية مع تحديات المشهد سريع التطور في الوقت الحالي.

س5: كرائدة في مجال التكنولوجيا، كيف تعززين التنوع والاندماج داخل فريقك أو منظمتك؟

ج5: كقائدة في هذا القطاع، تعزيز التنوع والاندماج داخل فريقي ومنظمتي يعد أولوية قصوى بالنسبة لي. أثناء عملية التوظيف، أؤكد على مؤهلات المرشحين وتوافقهم مع قيمنا التنظيمية والتزامنا بالتنوع. يعد بناء فريق متماسك أمر أساسي، وأؤكد بشدة على فهم الديناميكيات بين أعضاء الفريق.

من الضروري خلق بيئة يشعر فيها الجميع بالتقدير ويمكنهم المساهمة بآرائهم الفريدة. إن تقييم ومعالجة أي تحيزات محتملة في عمليات اتخاذ القرار بانتظام يضمن إتاحة الفرص للجميع. بالإضافة إلى ذلك، توفير تدريبات حول التنوع والاندماج، وتعزيز التواصل، والاحتفال بالإنجازات المتنوعة تسهم جميعها في غرس ثقافة تقبل الاختلافات، مما يؤدي إلى بيئة عمل أكثر ابتكاراً وانسجاماً.

س6: ما هي التكنولوجيا الناشئة التي تعتبرينها مميزة بشكل خاص، وكيف برأيك أنها ستشكل المستقبل؟

ج6: بالنسبة لي، الذكاء الاصطناعي يثير الحماس بشكل خاص، حيث من المتوقع أن تصل قيمة الصناعة إلى 90 مليار دولار في العام المقبل ومن المتوقع أن يصل الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى 22 مليار دولار بحلول عام 2025. لقد وضع ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي معياراً جديداً، ليس فقط من الناحية التكنولوجية ولكن أيضاً عبر مختلف الجوانب الاجتماعية. في صناعتنا، الإمكانيات للذكاء الاصطناعي التوليدي هائلة.

بالإضافة إلى ذلك، إن التقارب بين التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية، وتحليل الفيديو، ورؤية الكمبيوتر هو اتجاه جذاب. هذا التقارب يعزز التجارب الموحدة ويؤدي إلى نظم بيئية جديدة. مع المضي قدماً، أتوقع تأثيراً كبيراً على مستقبلنا الذي يشكله التكامل والتفاعل السلس بين هذه التقنيات الرائدة، مما يمهد الطريق لحلول مبتكرة وإمكانيات تحولية.

س7: ما مدى أهمية التوجيه في مسارك المهني، وهل كان لديك مرشد أثر بشكل خاص في رحلتك؟

ج7: لعب التوجيه دوراً حاسماً في تطور مساري المهني. طوال رحلتي، كنت محظوظة بأن لدي العديد من المرشدين الذين قدموا مساهمات كبيرة في تشكيل القائدة التي أنا عليها اليوم. وقد قدم كل مرشد رؤى وجهات نظر فريدة من نوعها. بعضهم كانوا أمثلة إيجابية، يجسدون سلوكيات أطمح لدمجها في أسلوبي الخاص بالقيادة، بينما سلط آخرون، من خلال نهجهم، الضوء على أساليب قيادية لم تكن تتلاءم معي.

أرى نفسي كشخص دائم التعلم، وكان التوجيه الذي تلقيته من المرشدين مفيداً جداً في تطوري. وسأبقى منفتحة على طلب الإرشاد في المستقبل، مدركة لأهميته المستمرة في صقل مهاراتي القيادية وتجاوز تعقيدات المشهد المهني.

س8: ما النصيحة التي تقدميها للنساء الشابات الطامحات لمتابعة مسار مهني في التكنولوجيا؟

ج8: أشجع شخصيا النساء على استغلال الفرص في مجال التكنولوجيا. على الرغم من عدم تحديد نفسي في البداية كشخص في مجال التكنولوجيا بسبب خلفيتي التجارية، اكتشفت مساحة ملهمة تتماشى مع شغفي بالناس والابتكار. العديد من النساء يشتركن في هذا الشغف، وتقدم صناعة التكنولوجيا منصة لكليهما.

أحث النساء على الاعتماد على قدراتهن والاعتراف بالفرص الوفيرة داخل هذا المجال الديناميكي. فالترحيب بالتنوع يعود بالفائدة على الجميع، ومن خلال وجود المزيد من الرائدات، يمكننا أن نمهد الطريق للآخرين ليحذوا حذونا.

س9: كيف تحققين التوازن بين العمل والحياة الشخصية في مجال متطلب مثل التكنولوجيا؟

ج9: كأم لثلاثة أطفال رائعين، من الصعب دائماً تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية. يمكن أن تكون بعض الفترات صعبة جداً، خاصة أنني أسافر كثيراً. عائلتي، التي تدير كل شيء في غيابي، كانت المفتاح للنجاح في تلك الفترات. أنا محظوظة لأنني في عائلة ندعم فيها اختيارات الحياة المهنية لبعضنا البعض.