لمن يدين أردوغان بالفضل في احباط الانقلاب العسكري في تركيا؟
أحدثت محاولة الانقلاب العسكري التي وقعت مساء الجمعة الماضي في تركيا، حالة كبيرة من الجدل في مختلف أنحاء العالم وخاصة بعد نجاح الحكومة التركية في عبور هذه الأزمة بسلام.
وفور انتشار الأخبار عن وقوع الانقلاب بتركيا، كان السؤال الذي يشغل بال الكقيرين حول العالم هو «أين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هذه اللحظات العصيبة؟» ولم تتأخر إجابة هذا السؤال فترة كبيرة، حيث أذاعت قناة تركية مقابلة عبر الهاتف لأردوغان من مخبأه يتوعد خلالها بدحر هذه التحركات.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وخرجت معظم وسائل الإعلام لتؤكد أن أردوغان تحدث مع هذه القناة عبر برنامج «سكايب» الشهير للمحادثات الفيديو، وهو ما اتضح خطأه بعد ذلك.
والحقيقة أن أردوغان ظهر عبر برنامج «فيس تايم» التابع لشركة «أبل» من خلال جهازه «آيفون 6 بلس»، بعد أن سيطرت القوات المشاركة في الانقلاب العسكري على التلفزيون الرسمي للدولة وفور إعلان القنوات الفضائية عن أن أردوغان سيظهر بالصوت والصورة، توقع المتابعون بأن خطابه سيبث عبر إحدى القنوات التلفزيونية، كما هي العادة في خطابات الزعماء.
وفاجأ الرئيس التركي، الجميع باستغلاله لهاتفه الذكي، والذي أتاح له الظهور في وقت قياسي بعد أن ترددت الأخبار عن احتجازه، وسمح له برنامج «فيس تايم» والمتاح فقط عبر أجهزة «آيفون» بالتحدث صوتا وصورة على الهواء من مقر تواجده، مع قناة «سي إن إن» النسخة التركية، مطالبا المواطنين الخروج للشارع والتظاهر ضد الحركة العسكرية الانقلابية.
وبرنامج «فيس تايم» عبارة عن خدمة تسمح لجميع مستخدمي آيفون، ممن يمتلكونها على هواتفهم، من التواصل مع بعضهم البعض، بالصوت والصورة، وتعتمد الخدمة فقط على أرقام الاتصال، كي يتواصل طرفان مع بعضهما، مثل برنامج «واتس آب»، وتتطلب تشغيل الإنترنت، سواء عن طريق الـ«واي فاي» أو الشريحة، وهي متاحة لهواتف «آيفون»، وحواسيب «آيباد» اللوحية، بالإضافة إلى أجهزة كمبيوتر «ماكنتوش» من خلال استخدام البريد الإلكتروني.
وتتوافر هذه الخدمة في بعض نسخ هواتف «آيفون» منذ عام 2010، حيث تعمل على تواصل المستخدمين عبر هواتفها.
ولا يمكن تحميل تطبيق «فيس تايم» على هواتف «آيفون» التي لا تزود به مسبقا، بطريقة سهلة وطبيعية، حيث يتطلب الأمر كسر حماية نظام التشغيل «iOS»، فيما يعرف باسم «جيل بريك»، وهي عملية يزيل فيها المستخدم القيود التي تفرضها أبل على نظام التشغيل لجهازه، من أجل التحكم فيه كليا، بما يسمح له تثبيت تطبيقات خارج متجر أبل ستور.
ولا يعمل البرنامج على الأجهزة الخاصة بشركة الاتصالات السعودية حيث تم حجبه، وتوقع متخصصون في التقنية أن الحجب جاء كي لا يكبد شركات الاتصالات خسائر بعد اعتماد المستخدمين عليه في عملية الاتصال والاستغناء عن الاتصال عبر الجوال.
وهاتف أردوغان من نوع «آي فون 6 بلس»، وهو باللون الفضى وقد تم إطلاق مخصص يحمل صورة الرئيس التركى مطلى بذهب عيار 24، محلى بحجر الألماس داخل النجوم الموجودة، يحمل صورة أردوغان على ظهره، وتوفر هواتف آيفون الخصوصية لمستخدميه، لذلك يصعب اختراقه أو الحصول على البيانات من عليه.