لماذا يرغب بايرن ميونخ بالشاب كومباني مدربا؟
هل حصل بايرن ميونخ على مدرب جديد؟
لا، لكن يبدو أن الأمر لن يستغرق وقتًا طويلاً حتى يقرر الفريق تعيين مدرب جديد. فمنذ الإعلان أعن انفصال بايرن عن المدرب الحالي توماس توخيل في نهاية الموسم، يحاول بايرن ميونخ بشكل يائس العثور على مدرب جديد.
كان كل من تشابي ألونسو، ويوليان ناغلسمان، ورالف رانجنيك، وهانسي فليك، وأوناي إيمري، وإريك تن هاغ، وأوليفر غلاسنر، وروبرتو دي زيربي من بين الأهداف التي طرحت في الإعلام، ولم يصل بايرن إلى توقيع عقد مع أي منهم. كانت هناك حتى محادثات في نهاية الموسم لمحاولة إبقاء توخيل، لكن في النهاية، لم يحققوا أي نجاح.
الآن، يبدو أن البحث قد انتهى، إذ تشير التقارير إلى أنهم على وشك الإعلان عن تعيين البلجيكي البالغ من العمر 38 عامًا، فينسنت كومباني، كمدرب الفريق الرئيسي.
من هو فينسنت كومباني؟
كومباني هو لاعب سابق متميز فاز بالدوري الإنجليزي أربع مرات مع مانشستر سيتي. بدأ مسيرته في نادي أندرلخت في بلجيكا ثم قضى عامين في هامبورغ، حيث تعلم اللغة الألمانية. لعب مع منتخب بلجيكا 89 مرة ولعب في بطولتين لكأس العالم.
كمدرب، بدأ كومباني مسيرته التدريبية في نادي أندرلخت، حيث قاد الفريق إلى نهائي الكأس في عام 2022. ثم عين مدربًا لفريق بيرنلي الإنجليزي في الدرجة الثانية. قاد كومباني بيرنلي إلى حملة فوز رائعة في الدوري برصيد 101 نقطة، مما عزز سمعته كمدرب.
ومع ذلك، بعد الفوز بالصعود إلى الدوري الإنجليزي، واجه كومباني وبيرنلي صعوبات وهبط الفريق بعد حصوله على 24 نقطة فقط.
هل هو اختيار مفاجئ؟
باختصار، نعم. أي مدرب تعرض فريقه للهبوط لا يحتفظ عادةً بوظيفته، فما بالك بتعيينه مدربًا رئيسيًا لبايرن ميونخ .
بالنظر إلى تاريخ المدربين في النادي، فإن تعيين مدرب شاب ونامٍ ليس من أسلوب بايرن ميونخ. يمكن القول إن نيكو كوفاتش ويوليان ناغلسمان كانا حالتين استثنائيتين ولم يستمرا طويلا في تدريب الفريق.
ومع ذلك، فإن غالبية مدربي بايرن هم أسماء معروفة مثل يوب هاينكس، بيب غوارديولا، لويس فان خال، أوتمار هيتسفيلد، فيليكس ماغات، جيوفاني تراباتوني أو فرانز بيكنباور.
ربما آخر مرة قام فيها النادي الألماني بتعيين مفاجئ لمدرب شاب كانت مع المدرب المجري بال تشيرناي قبل 45 عامًا. تشيرناي، الذي كان مدربًا غير معروف نسبيًا وأحبّه اللاعبون، قام بتفكيك الهياكل الهرمية وخلق حقبة جديدة من الوحدة في النادي، وفاز بلقبين في الدوري الألماني وكأس ألمانيا. كما قاد الفريق إلى نهائي كأس أوروبا عام 1982.
نظرًا لعدم قدرة بايرن على توقيع عقود مع أي من المرشحين المفضلين لديه، ربما شعرت إدارة النادي إلى أن الوقت قد حان للاتجاه نحو مدرب شاب. من المؤكد أنهم يأملون أن يتمكن كومباني من تحقيق ما فعله تشيرناي وخلق حقبة جديدة لنادٍ كان يعاني من تجميع شتاته هذا الموسم.
هل سيكون مناسبًا؟
بفضل مسيرته الكروية اللامعة وشخصيته المهذبة، يُعتبر كومباني واحدًا من المدربين الشباب الأكثر شهرة في كرة القدم اليوم. ومن الأهمية بمكان أنه يمكنه التحدث بالألمانية بالإضافة إلى الإنجليزية والفرنسية والهولندية.
تحت إدارة كومباني، لعب فريق بيرنلي بأسلوب مثير وهجومي. كان هذا غير فعال في الدوري الإنجليزي الممتاز وتم كشف ضعف الفريق في بعض الأحيان، لكن كومباني تكيف مع تقدم الموسم، مما جلب للفريق مزيدًا من الاستقرار. وعلى الرغم من أن أداءهم تحسن بشكل متأخر جدًا لإنقاذهم من الهبوط، إلا أن التطور يمكن اعتباره مشجعًا.
يتأثر كومباني بشكل كبير بغوارديولا، مدربه السابق في مانشستر سيتي. يُفضل البلجيكي كرة القدم المعتمدة على الاستحواذ، وعلى الرغم من موقعهم المتدني في الدوري، إلا أنهم كانوا من بين أفضل الفرق في النصف السفلي من الجدول عندما يتعلق الأمر بالتمرير.
افتقر فريق كومباني في بيرنلي إلى الحسم، حيث أنهى الموسم بأسوأ نسبة تضييع الفرص بين جميع فرق الدوري الإنجليزي الممتاز. ربما يشعر بايرن ميونخ أن نهجه المعتمد على الاستحواذ مع لاعبين أفضل سيغير ذلك.
هل ينفع بايرن؟
هذا ما ستظهره الأيام والأسابيع المقبلة، لكن لا يمكن إنكار أن البلجيكي يحمل هالة معينة عند دخوله الغرفة. فهو لاعب يمتلك مسيرة لامعة، تعامل مع شخصيات صعبة، وكقائد سابق، لديه خبرة في التعامل مع ديناميكيات غرفة الملابس والمواقف ذات الضغط العالي في أعلى مستويات الرياضة.
بطل الدوري الألماني وحامل الرقم القياسي يشعر بوضوح أن هذا الأمر، إلى جانب أسلوب لعبه، يمكن أن يكون فعالًا مع المجموعة الحالية.
بعد بضع سنوات من الاضطرابات التي بلغت ذروتها في أول موسم بدون ألقاب منذ عام 2012، يجد بايرن ميونخ نفسه في مياه غير مألوفة. بالنسبة لكومباني، يوفر هذا فرصة من النوع الذي يمكن لمعظم المدربين أن يحلموا به فقط عند تولي قيادة حامل الرقم القياسي الألماني في الألقاب، وأحد أهم الفرق الأوروبية والعالمية.
الأسطورة لوثار ماتيوس دعا فريقه السابق بايرن ميونخ إلى التوصل لاتفاق سريع مع فينسنت كومباني لتولي منصب المدير الفني للفريق خلفا لتوماس توخيل. وحث ماتيوس نادي بايرن ميونخ على عدم تضييع الوقت وحسم التعاقد مع كومباني.
وقال القائد السابق لمنتخب ألمانيا وبايرن ميونخ: "إذا كنتم على قناعة به كمدرب، ينبغي عليكم التوقيع معه وإحضاره". وأضاف: "بخلاف ذلك، لن يكون هناك مدرب في بايرن العام المقبل وعليكم تقديم مدربكم في أسرع وقت ممكن بهدف المضي قدما في عملية التخطيط".
أعده للعربية: عباس الخشالي