لماذا نرى أنفسنا بشكل مختلف عما يراه الآخرون؟
ليست الصور فقط ما تعطينا تصورا خاطئا عن شكلنا، بل كذلك المرآة التي لا تنقل إلينا الواقع كما يراه شخص آخر، هي حقيقة مؤكدة تدفعنا للكشف عن تلك الأسباب التي تؤكد في كل الأحوال، أننا نرى أنفسنا بشكل مغاير عما يراه البشر الآخرون.
المرآة وعكس الصورة
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
يتمثل العامل الأول الذي يدفعنا إلى أن نرى أنفسنا بعكس ما يراه الآخرون، في أن المرآة تقدم للشخص صورة معكوسة للواقع، فبينما يتطلب الأمر رفع اليد اليمنى أمام المرآة لتجد نفسك ترفع اليد اليسرى في الواقع، فإن كل شيء يمكن تطبيقه على تلك القاعدة، لتبدو ابتسامتك مختلفة عما تعتقد وكذلك ملامح الوجه الذي لا يبدو متماثلا كما تقنعنا المرآة.
زوايا التصوير الخادعة
بإمكان عقل الإنسان أن يكون مثل الفوتوشوب عند التقاط الصور، حيث يسارع الشخص حينها إلى فتح أو إغلاق عينيه بالدرجة المطلوبة قبل الضغط على زر التصوير مع انتقاء الزاوية المناسبة والإضاءة الجيدة، لتكشف لك الكاميرا في النهاية عن شخص آخر مختلف عن الواقع، الأمر الذي يفسر اختلاف مظهر الكثيرين من المشاهير أو حتى غير المشاهير في اللقطات المصورة عن الحياة العادية، مع الوضع في الاعتبار أن الإنسان يرى الآخرين بتركيز أكبر في الواقع، لكنه يفتقد إلى نسبة كبيرة من هذا التركيز عند النظر للصور، كونها تحمل أحيانا بعض التفاصيل المشتتة.
المقارنات الظالمة
تؤكد دراسة نشرت بجريدة علم النفس الاسكندنافية، أن الشخص غير الجذاب شكلا غالبا ما يرى الآخرين أقل منه جاذبية، بعكس الشخص الجذاب الذي يقلل من أمر وسامته، كذلك يبدو الشخص غير الوسيم قادرا على اكتساب ثقته بنفسه عندما يقارن نفسه دوما بالأشخاص غير الجذابين، بعكس الوسيم الذي يقارن نفسه بمن هم مثله، وهي أمور تؤكد في كل الأحوال أننا نرى أنفسنا متأثرين بالأشخاص المحيطين بنا، نظرا لتلك المقارنات التي تبدو ظالمة في كثير من الأوقات.
فقدان الثقة
ليس هناك ما هو أسوأ من فقدان الثقة بالنفس وسيطرة الأفكار السلبية على العقل لأغلب فترات اليوم، فيما يخص الطريقة التي نرى أنفسنا بها بشكل سلبي، حيث يؤدي ذلك إلى رسم صورة شخصية في الذهن غير واقعية، وهو أمر غالبا ما يحدث عن عقد المقارنات طوال الوقت بالأشخاص الآخرين.
الخوف
تعتبر مشاعر الخوف والقلق شأنها شأن فقدان الثقة، حيث لا تؤدي بنا إلا لرسم صورة ذهنية سلبية عن النفس والمظهر العام، لذا إن وُجد شخص تنتابه الشكوك أو يشعر بالقلق من احتمالية ظهور البثور على وجهه أو من بدء اكتشاف الآخرين وجود علامات التقدم في العمر على مظهره، فإنه سيلاحظ بنفسه كل تلك الأمور في كل مرة ينظر فيها للمرآة، رغم أنها غالبا لا تكون ظاهرة إلى هذا الحد الذي يعتقده في الواقع.
الظروف النفسية
تعتبر التقلبات المزاجية والحرمان من النوم ومن الطعام الصحي وكذلك عدم اتزان الهرمونات في الجسم، من العوامل التي تؤثر بالسلب على تصور الإنسان لنفسه، حينها يمكن أن يرى الآخرون شخصا عبوس الوجه رغم أن هذا الشخص في الواقع لا يعاني إلا من عدم الراحة والحاجة إلى النوم.
في الختام، إن كنت مهتما حقا بمعرفة كيف تبدو بالنسبة للآخرين، وبعيدا عن الطريقة التي نرى أنفسنا بها في الصور أو المرايا، فلا عليك إلا بالاستعانة بمرآة إضافية لمقاومة تأثير المرآة الأصلية، حينها تشاهد الانعكاس الصحيح الذي يشاهده المحيطون بك طوال الوقت، وهي الخدمة التي تقدمها بعض الشركات فعليا تحت اسم المرآة الحقيقية.