لماذا تفشل المتاجر الإلكترونية؟ 8 أسباب توصلك إلى طريق مسدود
يرى الكثير من الأفراد أن العمل عبر المتاجر الإلكترونية من أنجح الأعمال الحالية، ولكن لماذا تفشل المتاجر الإلكترونية؟ وما هي أسباب فشل العديد من المشروعات التي تعتمد عليها بعد وقت قصير، فيما يتمكن البعض من النجاح في هذا المجال مع تشابه المنتجات بين الطرفين في الكثير من الأوقات؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لماذا تفشل المتاجر الإلكترونية؟
إذا كنت تريد أن تبدأ مشروعًا جديدًا فيمكنك اعتبار الأمر مغامرة كبيرة، حيث إن عالم الإنترنت والبيع من خلاله من أكبر الساحات التي يمكنك التعامل معها، وعلى الرغم من نجاح الكثير من الشركات في مجال التجارة الإلكترونية، إلا أن الكثير منها قد يصاب بالفشل والتراجع، فما هو السبب الذي يؤدي إلى ذلك؟
نقص أبحاث السوق
تفقد العديد من الشركات قدرتها على مواصلة المشوار في مجال التجارة الإلكترونية فقط بسبب عدم التزامها بالبحث المقام حول السوق الذي تنوي اقتحامه، وذلك لأن التعرف على نوعية العملاء الذين تنوي استقطابهم وجمع المعلومات عن الشركات الأخرى من الأمور المهمة لوضع خطة العمل الخاصة بك.
إذا أهملت الخطوة السابقة فسوف تنهار تدريجيًا، وذلك لاختيارك المنتجات الخاطئة ووضع الأسعار غير المناسبة وعمل حملات تسويق لا تتماشى مع السوق الذي تتواجد به.
بالطبع لن تتعلم أي شيء حول المنافسين في السوق، وبالتالي ستتلقى ضربات متتالية منهم تجعلك تنهار في النهاية، فعدم وجود أبحاث عن السوق يعني أن تنفق الكثير من المال في دون مردود.
عمليات التسويق الخاطئة
تمتلك بعض الشركات المنتجات الجيدة والاستعداد لتسديد الطلبات المطلوبة من العملاء، لكنهم لا يبذلون قصارى جهدهم في عملية التسويق، والأمر هنا بسيط فإن لم يعلم الآخرين عن وجود علامتك التجارية أو منتجاتك الجيدة فالحصيلة تكون صفر مبيعات، صفر نجاح، لذلك ستحتاج إلى خطة جيدة للتعامل مع الأمر ودراسته بشكل جيد.
في البداية يجب أن تستهدف فئة محددة من الأشخاص وتكون على معرفة برغبتهم في منتجك أو احتياجهم له، ثم تعثر على أفضل الطرق التي يمكنك التواصل معهم من خلالها سواء كانت تلك الوسيلة هي البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلانات الممولة وغيرها من أساليب التسويق المتعارف عليها.
يجب أن تبرز رسائلك الإلكترونية مدى فهمك لطلبات الأفراد الذين تستهدفهم، فيجب أن تظهر كل ذلك في حديثك إليهم وأساليب الإعلان عن منتجاتك.
لا يقتصر الأمر على وصول معلومة وجود المنتج الحالي لديك ولكن يجب أن تتمتع بالإبداع في لفت أنظار العملاء إلى ذلك المنتج.
انعدام الثقة والأمان
تفشل العديد من المشروعات المتعلقة بالتجارة الإلكترونية بسبب عدم وجود الأمان فالعميل لا يمكنه مشاركة معلوماته الشخصية وبياناته الائتمانية وغيرها من الأشياء المتعلقة بالشراء بسهولة على أي موقع للتجارة عبر الإنترنت، فمن يضمن له أن معلوماته لن تتسرب أو تستخدم ضده؟
يجب أن تعمل المتاجر الإلكترونية على تطوير عملها بالأسلوب الصحيح، وذلك من خلال توفير الأمان بصورة كبيرة لكل الأطراف وإظهار ذلك للعملاء، وهو ما يعني الحصول على سبل حديثة ومتطورة لحماية الموقع الخاص بك من التسلل الإلكتروني وعمليات الاختراق، وإخبار العملاء عن سبل الأمان المتوفرة عبر الموقع والعديد من التحذيرات لسير العملية بأمان مما يشعر العميل بمدى اهتمامك بأمنه وسلامته ويدفعه للشراء منك لا النفور والهرب.
يمكنك إبراز بعض آراء العملاء حول أمان الموقع عبر منصاتك الإلكترونية، مما يعطي نبذة عن أعمالك وسيرها للمشتريين المحتملين أيضًا.
خدمة العملاء السيئة
إن كنت تمتلك أفضل منتجات في العالم مع خدمة عملاء سيئة، سوف يترفع الكثيرين عن الشراء من خلالك، وذلك لأنهم يعلمون جيدًا أنك لست أهلًا للثقة وأن تعرضهم لأي مشكلة مهما كانت صغيرة سوف يتم التعامل معها بأسلوب لا يرحب به العميل، والذي سيُفضل حينها الابتعاد وبقوة.
إن كانت خدمة العملاء تعاني من البطء وعدم الود في الحديث فسيشعر العميل بالإحباط، فهو دائمًا ما يتوقع الرد السريع على أسئلته وسعة الصدر لاستقبال استفساراته، وعندما يحدث عكس ذلك لا يرى أنه يجب عليه الاستمرار في عملية الشراء بأي حال من الأحوال.
يعتبر بعض العملاء أن خدمة العملاء وردودهم جزء لا يتجزأ من رحلة التسوق التي يقصدونها، وفشلها يعني فشل العملية ككل.
التصميم السيء للموقع
يقف عمل البعض عائقًا أمام استمرار نجاحه، فبعد إجراء كافة التطويرات الممكنة ينسى البعض تطوير الموقع الإلكتروني ومدى سهولة استخدامه مع منحه التصاميم السيئة، وهو ما يكتب شهادة وفاة هذا العمل من قبل أن يبدأ.
لماذا تفشل أعمال التجارة الإلكترونية؟ تخيل أن تحاول تصفح أحد المواقع لشراء شيء ما، ثم لا تتمكن من الوصول إليه، فتحاول أكثر من مرة وكل ما تقابله هو اللوجو المزعج والألوان المنفرة والبطء الشديد في العمل، بالطبع لن تستمر في تصفح الموقع، بل ستلجأ إلى الخروج منه وتغيير وجهتك إلى مكان آخر.
يقع الكثير من العاملين في التجارة الإلكترونية في هذا الفخ، فيظنون أن العميل يجب أن يمتلك الصبر للتعامل معهم، والحقيقة عكس ذلك، فهو يريد طلبه على طبق من فضة.
يجب أن يُشعر الموقع الخاص بك العملاء بالثقة والراحة منذ الدخول إلى الانتقال إلى سلة الشراء ووضع البيانات والحصول على المنتج الذي يريدونه، لذلك يجب أن يكون هدفك الأول هو كسب الثقة وتوفير الراحة.
تسعير المنتجات
تفشل بعض الشركات بسبب التسعير الخاطئ للمنتجات، لأن المنافسة بين الشركات عبر الإنترنت تعتمد بشكل كبير على السعر المقدم من كل شركة، وهو أمر لا يمكنك أن تنكره، لكن في الوقت نفسه لا تسمح لسياسة التسعير التي تتبعها أن تفسد أرباحك أو تجعلك لا تحصل على حقك في المنتج.
يجب أن تُغطي الأسعار المطروحة تكلفة المنتج وتكاليف نقله والتسويق له وكذلك المال المخصص لخدمة العملاء والصيانة وأي خدمات أخرى تساهم في وصول المنتج إليك في صورته النهائية.
ومع فهم السوق بشكل جيد وطرح الأسعار المناسبة ستحقق ما يعرف بالتوازن الجذاب للعميل الذي يسعى للحصول على أقل سعر وأعلى جودة في الكثير من الأحيان.
ارتفاع أسعار الشحن
يصل الكثير من العملاء إلى خطوة الشراء وإتمام العملية بنجاح، لكنهم يتراجعون بسبب ارتفاع تكاليف الشحن الموضوعة، وهو ما يعني أن تخسر صفقتك على آخر لحظة.
إذا كنت تمتلك مصاريف شحن مرتفعة، يجب أن يكون العميل على علم بذلك منذ اللحظة الأولى ليحدد عدد المنتجات التي يريدها منذ البداية، فالمشكلة الرئيسية لا تتعلق بارتفاع أسعار الشحن فقط، بل بالمفاجأة بالأمر التي يحصل عليها في النهاية.
يجب أن تضع في الاعتبار أيضًا أن الشحن المجاني وتثبيت أسعار الشحن من أفضل سبل جذب العملاء للشراء لذلك يمكنك وضع بعض عروض الشحن المجاني لمن يشتري عدد محدد من القطع أو يدفع مبلغًا محددًا من المال.
محاولات التطور السريع
لا يجب أن تتسرع في تطوير تجارتك الإلكترونية من حيث التوسع دون أن تقف على أرض صلبة في الوقت الحالي، وذلك لأنك ستواجه مشكلة في التمويل والإنفاق، لأنك ستكون بحاجة إلى ملأ المخزن الخاص بك أو توفير آخر بمساحة أكبر مما يسبب في الكثير من الضغط على أعمالك، ويؤدي إلى خطوات للوراء بدلًا من تحقيق المزيد من النجاح.
كم نسبة نجاح متجر إلكتروني؟
يود الكثير من المستثمرين الجدد في مجال التجارة الإلكترونية الحصول على إجابة عن هذا السؤال بالتحديد، والحقيقة أن آخر الإحصائيات قد كشفت وصول نسب نجاح المتاجر الإلكترونية تخطى 300% في بعض المتاجر، ولكن هل ينطبق هذا الأمر على كافة العاملين في مجال التجارة الإلكترونية؟
إذا تمكنت من تخطي عوامل الفشل السابق ذكرها ربما تتمكن من الوقوف أمام تقلبات السوق والحصول على حصتك من خلاله.
كم عدد متاجر التجارة الإلكترونية التي تفشل؟
على الرغم من النجاح الكبير الذي يتحقق لدى الكثير من المتاجر، إلا أن عدد المتاجر التي تفشل وتنهي عملها في هذا الطريق وصل إلى 90% وهي نسبة كبيرة ناتجة عن سوء الإدارة وعدم التخطيط الجيد لمشروعات التجارة الإلكترونية بشكل عام.
ما هي معوقات التجارة الإلكترونية؟
هناك العديد من المعوقات التي تقف أمام مشروعات التجارة الإلكترونية وقد تُنهي مسيرة العمل بالكامل، ومن هذه المعوقات ما يلي:
ترك سلة المشتريات
تتعدد الأسباب التي تجعل المشتري يتخلى عن سلة المشتريات في اللحظة الأخيرة، ويعتبر هذا الأمر من المعوقات الكثيرة التي تقف في وجه تجارتك الإلكترونية ومن هذه الأسباب عدم وجود عدد كافي من سبل الدفع الإلكتروني أو عدم وضوح سياسة الاسترجاع الخاصة بالمتجر مما يترك العميل في حيرة ثم يرجح كفة التخلي عن فكرة الشراء ككل.
للحصول على عمليات شراء ناجحة، يجب أن توفر كل سبل الراحة والأمان للعميل كي تجبره على استكمال عملية الشراء.
ولاء العملاء
إذا لم تتمكن من الحصول على ولاء العملاء لك، يجب أن تعلم إنك في خطر حقيقي، فالعبرة ليست بكثرة العملاء المترددين على متجرك، ولكن بكم عدد العملاء الذين سيعودون مرة ثانية للشراء منك وذلك لولائهم لمتجرك وتفضيله على الأماكن الأخرى.
يجب أن يوفر الموقع الكثير من الخصوصية للعميل ويجذبه بسبل التسويق، لكن إذا أردت ولاء بعض العملاء سيكون عليك اختيار تمييزهم عن الآخرين من خلال تكرار العروض للعملاء المتكررين أو عمل خصم على الشراء للمرة الثانية مما يدفع العميل إلى العودة إليك مرة ثانية.
تحول الموردين إلى منافسين
يعتبر التاجر هو حلقة الوصل بين المورد والعميل، لكن بعض الموردين يجدون طرقهم الخاصة للوصول مباشرة إلى العميل، وهو ما يقف عائقًا بين التجار وعملائهم بسبب تفوق الموردين في الأسعار والكميات التي يوفرونها وعدد المنتجات وتنوعها.
يجب أن تستهدف الأماكن التي لا تتحول في وقت لاحق إلى تجار أو كبديل للتاجر، حتى تظل المنافسة مقتصرة عليك وعلى بقية المتاجر الإلكترونية التي تشبهك، وذلك دون وجود للمورد في الصورة.
عدم تفضيل الدفع الإلكتروني
لا يفضل العملاء الدفع قبل استلام المنتج، بل يلغون فكرة الدفع بالبطاقة نهائيًا ويلجأون إلى الدفع بالمال عند الاستلام، وهو ما يعد عائقًا كبيرًا أمام التاجر، الذي عليه انتظار وصول المنتج إلى شركة الشحن ومنها إلى العميل، ثم توريد المال إلى شركة الشحن وإعادتها مرة أخرى إلى التاجر، وهو ما يتسبب في الكثير من التأخير في عملية شراء المنتجات الجديدة.
يمكن للتجار تقديم بعض الخصومات للدفع بالبطاقة حتى يقوم العميل باعتماد تلك العملية للدفع أكثر من غيرها.
الأزمات المالية
تمر الكثير من المتاجر الإلكترونية بالأزمات المالية، فبعضها يمكن تجاوزها والبعض الآخر لا يمكنك تخطيه، مما يؤدي إلى فشل المشروع ككل، وتتضمن تلك المشكلات الأخطاء التي تتم من قبل محاسبي الشركة وتراكم الديون سواء للمورد أو لشركات الشحن.
يجب أن تقوم بعمل حساباتك المالية بالكامل بشكل صحيح حتى لا تقع في مثل هذه الأخطاء، وذلك عن طريق مراجعة الفواتير التي تصل أولًا بأول لتدارك الخطأ في بدايته، وتحديد مواعيد دفع المستحقات وفقًا للأولوية.
عدم العثور على المنتج المثالي
يعتبر اختيار المنتج الذي ستقوم ببيعه من أهم الخطوات التي يجب أن تهتم بها، فنوع المنتج المعروض أهم من توفيره وكميته وما إلى ذلك، ومن المعوقات التي تقف أمام التاجر عبر الإنترنت هو فشله في اختيار ما سيبيعه ومدى ملاءمته مع السوق المطروح.
يجب أن تختار المنتج الذي يكثر عليه الطلب، مع الاهتمام بجودة المنتج وسعره، وبهذا تكون قد حققت المعادلة الكاملة، وأيضًا يجب أن تعلم أن الأرباح التي تنتظرها من المنتج لا يجب أن تحدث بين يوم وليلة، ولكنها تعتمد على استراتيجية طويلة تعمل من خلالها على تطوير هذا المنتج وليس فقط اختياره بشكل صحيح.
تعرفنا اليوم على إجابة السؤال الذي حير الكثيرين وهو لماذا تفشل المتاجر الإلكترونية، وما هي المعايير التي يجب أن تلتفت إليها حتى لا تخسر عملك وعملاءك، وكيف يمكنك الوقوف في وجه معوقات التجارة الإلكترونية في الأسواق.