لماذا تختلف أعراض كورونا من شخص إلى آخر؟
منذ ظهور فيروس كورونا المستجد حول العالم، وإصابة الملايين منه، تسائل الكثيرون عن سبب اختلاف تأثير الإصابة من شخص إلى آخر، حيث يُصاب بعض الناس بأعراض خفيفة من المرض، فيما يتعرض آخرون لأعراض أكثر شدة، فما السر وراء هذا الأمر؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
علماء يتوصلون إلى سبب اختلاف أعراض كورونا بين البشر
وفقاً لما ذكرته دراسة طبية حديثة، فإن السبب الرئيسي لوجود اختلاف في شدة الأعراض وحالات الإصابة بمرض كورونا، يعود إلى ما يُعرف باسم الذاكرة المناعية، والتي تختلف من شخص إلى آخر.
العلماء القائمون على الدراسة قاموا بجمع وتحليل عينات دم لمجموعة واسعة من الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا، وكانت حالات إصابتهم بالمرض تتراوح ما بين أعراض خفيفة وشديدة.
ما هي الذاكرة المناعية وكيف تعمل لمكافحة كورونا؟
وخلص الخبراء إلى أن سبب اختلاف أعراض مرض كورونا من شخص إلى آخر يرجع إلى وجود الذاكرة المناعية، وهي عبارة عن خلايا تائية لديها القدرة على تذكر اللقاءات السابقة التي جمعت الجسم مع فيروسات كورونا الموسمية.
وأوضح الخبراء أن هذه الخلايا تعتبر هي المكون الرئيسي للمناعة التي يكونها جسم الإنسان ضد الفيروسات، حيث أنها تكون قاتلة بالنسبة للخلايا المصابة بالمرض بفضل نشاطها، وبالتالي فهي تمنع انتشار العدوى إلى باقي خلايا الجسم.
ووجدت العلماء أن عينات الخلايا التائية التي تم أخذها من مرضى كورونا الذين كانت لديهم أعراض شديدة من المرض، أظهرت علامات أقل على إصابتهم بفيروسات كورونا التي تسببت في إصابتهم بنزلات البرد والإنفلونزا في السنوات الماضية.
وأوضحوا أن فيروس كورونا المستجد الذي تسبب في إثارة حالة هلع حول العالم منذ انتشاره قبل أكثر من عام، ليس هو النوع الوحيد من هذه السلالة من الفيروسات، حيث أن لديه العديد من الأقران من الفيروسات التاجية المنتشرة بين الجنس البشري، والتي اقتصرت أغلبها على التسبب في أعراض مرضية، دون أن تشكل خطورة كبيرة للوفاة مثلما فعل كوفيد- 19.
لماذا تكون إصابة البعض بكورونا أقل حدة من الآخرين؟
ويعتقد فريق العلماء المسؤول عن هذه الدراسة أن الأشخاص الذين أصيبوا بإحدي سلالات الفيروسات التاجية خلال السنوات الماضية، كانت أعراض فيروس كوفيد- 19 عليهم أخف وأقل حدة، نظراً لأن أجسامهم أنتجت بالفعل الخلايا التي يقوم جهازهم المناعي بتنشيطها من الذاكرة.
وأوضح الخبراء أن الجهاز المناعي للإنسان لديه العديد من الطرق لمحاربة الفيروسات، ومن ضمنها العودة إلى الجسم مرة أخرى، حيث تقوم وقتها الخلايا التائية بدوريات في الجسم، تبحث خلالها عن الخلايا المصابة، وتقوم بتدميرها، مما يجعل الفيروس غير قادر على التكاثر داخل الجسم، لافتين إلى أن هذه الخلايا المناعية القاتلة يمكنها أن تعيش بداخل جسم الإسنان لعدة سنوات.
كما أشاروا إلى أن مسببات الأمراض لديها القدرة على التطور والتحسن بشكل سريع، للدرجة التي تجعلها قادرة على تجاوز الأجسام المضادة، ولكن على الرغم من هذا، فإن الخلايا التائية مازالت محتفظة بقدرتها على التعرف على هذه المسببات بعدة طرق، ولا يمكن خداعها بسهولة، حيث أنه مزودة بآلية تسهل انتقالها بشكل سريع من أجل حماية جسم الإنسان من العدوى.
فيروس كورونا حول العالم
جدير بالذكر أن فيروس كورونا المستجد ظهر لأول مرة أواخر ديسمبر 2019 في مدينة ووهان الصينية، لينتشر بعدها حول العالم، مما جعل منظمة الصحة العالمية تقوم بتصنيفه كوباء عالمي في مارس 2020.
ووفقاً لآخر الاحصاءات الطبية، فقد وصل عدد المصابين بكوفيد-19 حتى الآن أكثر من 189 مليون و334 ألف شخص حول العالم، فيما بلغ إجمالي عدد المتعافين من المرض أكثر من 172 مليون و893 ألف شخص، أما عدد الوفيات الإجمالي فقد بلغ أكثر من 4 مليون و77 ألف شخص.
الوقاية من فيروس كورونا المستجد
ونصحت منظمات الصحة حول العالم في وقت سابق بأهم الطرق الاحترازية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، وأهمها غسل الأيدي كثيراً بالماء والصابون، مع استخدام معقم اليدين في حال عدم توفر الصابون والماء، بالإضافة إلى ارتداء الكمامات في حال التواجد في الخارج، وتجنب التجمعات الكبيرة والبقاء في الأماكن المغلقة، والبقاء في المنزل بقدر الإمكان.
أعراض فيروس كورونا
وقد قامت منظمات الصحة العالمية بنشر الأعراض الرئيسية التي تصاحب هذا المرض القاتل، وأبرزها: الحمى، السعال، ضيق التنفس، فقدان حاستي الشم والتذوق، ألم الحلق، الصداع، الإسهال.