للمرة الأولى: عقوبات على منصة لتداول العملات المشفرة.. تعرّف على السبب
كشفت وزارة الخزانة الأمريكية، أمس الثلاثاء، عن أنها ستفرض عقوبات على شركة Suex المملوكة لروسيا لدورها في إجراء عمليات غسل الأموال لممثلي برامج الفدية، وهي المرة الأولى التي تضع فيها الوكالة على الإطلاق قائمة سوداء لتبادل العملات المشفرة.
عقوبات على منصة سوكس
فرضت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الثلاثاء، عقوبات على تبادل العملات المشفرة في خطوة تُمثل جزء من الجهود الأمريكية المباشرة حتى الآن لقطع عائدات مجموعات برامج الفدية، تُعدّ برامج الفدية نوعاً محدداً من الهجمات الإلكترونية حيث يقوم المتسللون بحظر الوصول إلى نظام الكمبيوتر أو البيانات حتى يتم تلبية مطالبهم. عادةً ما يتم طلب المدفوعات المطلوبة كفدية بالعملات المشفرة، نظراً لحرص المتسللين على إخفاء هويتهم. هذه البرامج الضارة كلفت الاقتصاد مئات الملايين من الدولارات.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قطعت العقوبات الوصول إلى الأسواق الأمريكية لـ Suex، وهي بورصة للعملات المشفرة اتهمها المسؤولون الأمريكيون بالتعامل مع قراصنة هم المُحركين لثمانية أنواع من برامج الفدية. كما قامت وزارة الخزانة بتحديث إرشاداتها المتعلقة بالعقوبات للشركات الأمريكية، بهدف منع الشركات عن دفع فدية لمجرمي الإنترنت.
يشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق من أن عمليات الابتزاز التي تُقدّر بملايين الدولارات من الشركات الأمريكية الكبرى قد أدت فقط إلى المزيد من هجمات برامج الفدية من مجموعات مقرها في أوروبا الشرقية وروسيا.
في صباح أول أمس الاثنين، أصبحت جمعية تعاونية للحبوب في ولاية أيوا أحدث شركة أمريكية تعاني من اختراق برامج الفدية على أيدي قراصنة يشتبه في أنهم يتحدثون الروسية.
رفضت الجمعية التعاونية الإعلان عن حجم الفدية التي طلبها المتسللون. لكن ريكورد فيوتشر، وهي شركة استخبارات حول التهديدات مقرها بوسطن، قالت إن المتسللين طلبوا 5.9 مليون دولار.
سوكس بورصة للعملات المُشفرة
تُقدّم Suex نفسها على أنها طريقة سهلة لشراء العملات المشفرة، لكن المنصة تُعتبر غامضة نسبياً في سوق العملات المشفرة، قدّرت وزارة الخزانة أن 40% من سجل معاملات Suex مرتبط بنشاط غير مشروع. ولم ترد البورصة على طلب للتعليق يوم الثلاثاء.
قال توم روبنسون، المؤسس المشارك لشركة تحليل العملات المشفرة Elliptic، خلال تصريحات صحافية أن تأثير العقوبات على سوكس سيكون شديداً، فقد قطعت الخزانة فعلياً البورصة عن الوصول إلى الدولار الأمريكي. كما سيتم بشكل عام حظر جميع المواطنين الأمريكيين من الدخول في معاملات مع شركة Suex.
برامج الفدية وخطورتها على الاقتصاد
اكتسب تهديد برامج الفدية اهتماماً وطنياً في الولايات المتحدة في مايو الماضي، عندما أجبر مجرمو الإنترنت الروس المزعومون خط أنابيب كولونيال، الذي ينقل حوالي 45٪ من إجمالي الوقود المستهلك على الساحل الشرقي، على الإغلاق لأيام.
دفعت شركة كولونيال بايبلاين للقراصنة 4.4 مليون دولار في شكل عملة مشفرة لاستعادة بيانات الشركة. صادرت وزارة العدل حوالي 2.3 مليون دولار من تلك الفدية من المتسللين.
قالت وزارة الخزانة الأمريكية: "لقد زاد انتشار مدفوعات برامج الفدية خلال انتشار جائحة فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، حيث يستهدف الفاعلون السيبرانيون أنظمة الإنترنت التي يعتمد عليها الأشخاص الأمريكيون لمواصلة إدارة الأعمال".
تُضيف الوزارة: "تحث الحكومة الأمريكية بشدة جميع الشركات الخاصة والمواطنين على عدم دفع الفدية أو الخضوع للابتزاز وتوصي بالتركيز على تعزيز الإجراءات الدفاعية."
وصلت مدفوعات برامج الفدية إلى أكثر من 400 مليون دولار في عام 2020، أي أكثر من أربعة أضعاف مستواها مقارنة بالعام السابق، حسبما قالت نائبة مستشار الأمن القومي للتكنولوجيا الإلكترونية والناشئة.
تُظهر البيانات الصادرة عن مكتب التحقيقات الفيدرالي زيادة بنسبة 21% في حالات برامج الفدية المبلغ عنها من 2019 إلى 2020.
نظراً لأن برامج الفدية يُمثل تهديداً للأمن القومي والاقتصاد، حث الرئيس الأمريكي في يونيو الرئيس الروسي على اتخاذ إجراءات صارمة ضد مجرمي الإنترنت العاملين من روسيا. ومع ذلك، قال نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي بول أباتي الأسبوع الماضي إنه "لا يوجد مؤشر" على قيام بوتين بذلك.