للبيع بالمزاد.. رسالة لرئيس وزراء بريطانيا تشرشل يبحث فيها عن عمل
خلال مزاد سيُقام في لندن الأسبوع المقبل، ستُعرض رسالة كُتبت في 1929 قال خلالها ونستون تشرشل أن مجلس العموم البريطاني هو "مسرحه" لكنه يفكر في ترك السياسة.
الرسالة كتبها تشرشل إلى صديقه السير فريدريك بونسونبي، وتعرض الرسالة أفكار رئيس الوزراء المستقبلي في زمن الحرب عن ممارسة مهن "أكثر إرضاءً وربحاً" من كونه عضواً في البرلمان.
سيتم عرض الرسالة في مزاد في بونهام يوم 15 سبتمبر، ومن المتوقع أن تجلب ما بين 4000 و 6000 جنيه إسترليني.
تفاصيل الرسالة التي كتبها ونستون تشرشل لصديقه
كان بونسونبي، المعروف باسم "فريتز"، أحد رموز المحكمة الذي كان مساوياً للملكة فيكتوريا وسكرتيراً خاصاً مشتركاً لإدوارد السابع وجورج الخامس.
قبل كتابة هذه الرسالة بأشهر، في مايو 1929، فقد المحافظون السلطة خلال الانتخابات واستبدلت بحكومة الأقلية العمالية، على الرغم من احتفاظ تشرشل بمقعده كعضو في البرلمان.
قال ماثيو هالي، رئيس قسم الكتب والمخطوطات في دار مزادات بونهام: "تشرشل كان يفكر في خطواته التالية، فقد كان على وشك الانطلاق في جولة في أمريكا، عطلة رائعة مع العائلة ويكتب إلى صديقه العظيم بونسونبي"كان مجلس العموم دائماً مسرحاً لي ". لذا فهو لم يكن قد قرر التخلي عن السياسة بعد."
ينظر العديد من المؤرخين إلى العقد بين عامي 1929 و 1939 على أنه "سنوات الحياة البرية" لتشرشل، على الرغم من أنه ظل منخرطاً في العديد من القضايا، بما في ذلك الهند والتهديد من ألمانيا وأدولف هتلر، قبل أن يصبح رئيساً للوزراء في عام 1940.
كتب تشرشل الرسالة في 8 أغسطس عام 1929 أثناء عبور المحيط الأطلسي، وقال خلالها: "يجب أن تتذكر أن مجلس العموم كان دائماً مسرحاً لي، وإذا لم أتمكن من لعب دور فعّال هناك، فقد حان الوقت بالفعل للتخلي عن الجهد السياسي المرهق والبحث عن المهن الممتعة والمربحة الموجودة في الخارج".
رست السفينة، سفينة إمبراطورة أستراليا، في كيبيك بعد يوم واحد وذهب تشرشل في رحلة عبر كندا قبل زيارة الولايات المتحدة. هناك، تناول العشاء مع تشارلي شابلن وقطب الصحف ويليام راندولف هيرست.
الحياة الشخصية والعامة لونستون تشرشل
ولد ونستون تشرشل لأب بريطاني وأم كانت ابنة مليونير أميركي في 30 نوفمبر 1874 قبل شهرين من ميعاده الطبيعي، بغرفة نوم في قصر عائلته بمقاطعة "أكسفوردشاير" في جنوب إنجلترا، تزوج عام 1908 وأصبح أباً لأربعة أبناء، هم: ديانا بعد عام، وراندولف بعدها بعامين، ثم سارة في 1918 وبعدها بأربعة أعوام ولدت ماري، التي توفيت بالإنفلونزا وهي رضيعة، ثم ولدت له طفلة في 1922 سماها ماري أيضاً.
خدم ونستون في الجيش البريطاني وعمل كاتباً. انضم لسلاح الفرسان وشهد أول معركة وهي أم درمان في عام 1898. وأثناء وجوده في الجيش كان يكتب تقارير عسكرية للصحف، كما كتب كتابين عن تجاربه، ثم في عام 1899 ترك الجيش وعمل كمراسل حرب.
في عام 1900 أصبح عضواً في البرلمان عن حزب المحافظين. وبعدها أصبح رئيساً للوزراء في عام 1940 حتى عام 1945. ساعد ونستون في قيادة استراتيجية الحلفاء مع الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي خلال الحرب العالمية الثانية لهزيمة قوى المحور وصياغة السلام بعد الحرب.
اُنتخب رئيساً للوزراء مرة أخرى في عام 1951، وقام بالإصلاحات المحلية الرئيسية. وتوفي عن عمر يناهز الـ 90 في عام 1965.
غاب تشرشل عن الدنيا، تاركا ذكرى شخصية تم تمثيلها في 16 فيلماً ومسلسلاً، ومنحوه 7 دكتوراه فخرية، وفاز بجائزة نوبل في الأدب عن أعمال عدّة، أهمها مجموعة ألفها من 6 مجلدات عن الحرب العالمية الثانية.
كما اختاروه الأول بين "أعظم 100 بريطاني" في استطلاع شمل أكثر من مليون أدلوا بأصواتهم. وفي 1963 منحته الولايات المتحدة المواطنة الفخرية، وسمت إحدى مدمراتها باسمه.