لقاحات مضادة لفيروس كورونا ملأت قلوب سكان العالم بالأمل في 2020
بعد انتظار طويل استمر لنحو عام، شهدت الأشهر الأخيرة من عام 2020 إعلان عدداً من شركات الأدوية العالمية عن نتائج مبشرة للقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد، تعمل على تطويرها في معاملها منذ فترة، والتي أثبتت فعالية كبيرة في مكافحة الفيروس الذي يعاني منه العالم منذ أواخر عام 2019.
ونستعرض معكم فيما يلي معلومات عن أبرز اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، والتي أحرزت نتائج مبشرة في عام 2020، وينتظر سكان العالم على أحر من الجمر الحصول عليها خلال الأسابيع القادمة:
لقاح سبوتنيك V
وكانت روسيا قد أعلنت عن تسجيل أول لقاح في العالم ضد فيروس كورونا المستجد في شهر أغسطس الماضي، والذي أطلق عليه اسم سبوتنيك V، وهو من تطوير مركز غامالي لأبحاث الأوبئة والأحياء الدقيقة.
ووفقاً لما أعلنه الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، فإن نتائج التحاليل المؤقتة الأولية لبيانات المرحلة الثالثة من تجارب لقاح فيروس كورونا "سبوتنيك V" في روسيا قد أظهرت أن فعالية اللقاح بلغت نسبة 92%.
وجاء في بيان رسمي للصندوق تداولته مواقع إخبارية: "بلغت فعالية استخدام لقاح "سبوتنيك V" نسبة 92%، حيث استندت العملية الحسابية إلى توزيع 20 حالة مؤكدة، تم تحديدها من المجموعة التي تتناول الدواء الوهمي والمجموعة التي تلقت اللقاح)."
وأشارت التقاربر إلى أنه تم إثبات فعالية هذا اللقاح المضاد لكورونا على أساس أول تحليل مؤقت للبيانات بعد 21 يوماً من تلقي المتطوعين أول تطعيم.
وقد أكدت مديرة المركز الوطني للبحوث الطبية للعلاج والطب الوقائي في وزارة الصحة الروسية، أوكسانا درابكينا، أن مراقبة لقاح "سبوتنيك V" لدى المواطنين، الذين تم تطعيمهم، أظهرت أن فعاليته ضد فيروس كورونا المستجد تزيد عن 90%.
لقاح فايزر
أعلنت شركتا فايزر وبيونتيك في أوائل نوفمبر الماضي أن اللقاح المضاد لفيروس كوفيد-19 الذي تعملان عليه، قد أثبت فعاليته بنسبة 90%، وذلك بعد التحليل الأول لنتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية.
وجاء في البيان المشترك الذي أصدرته الشركتان، أنه تم قياس فعالية اللقاح المضاد لكوفيد-19 من خلال المقارنة بين عدد المشاركين الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد في المجموعة التي تلقت اللقاح، وعدد المصابين في مجموعة أخرى تلقت لقاحاً وهمياً، بعد 7 أيام من تلقي الجرعة الثانية، و28 يوماً من تلقي الجرعة الأولى.
ويعمل اللقاح الجديد على تخليق أحماض نووية تقوم بتحفيز خلايا جسم الإنسان على إنتاج بروتينات مشابهة لتلك الموجودة في الفيروس، حيث أن هذه البروتينات قادرة على إثارة الاستجابة المناعية للجسم البشري ضد فيروس كورونا المستجد.
وبحسب ما ذكرته تقارير علمية، فإن هذه المرحلة تعتبر الأخيرة قبل أن تقدم الشركتين طلباً لترخيص اللقاح الجديد، مضيفة أن بروتوكول الاختبارات ينص على إجراء تحليل للمعطيات سريع نسبياً.
وأضافت التقارير أن اللقاح يتعين شحنه وتخزينه في درجة حرارة 70 درجة مئوية تحت الصفر، وهي نفس درجة الحرارة في فصل الشتاء في القطب الجنوبي، لافتة إلى أنه بالنسبة لدرجات حرارة المبرد العادية، فيمكن حينها تخزينه لمدة تصل إلى 5 أيام فقط.
وقد نصح علماء وخبراء في مجالات البيولوجيا والاختبارات السريرية بعدم التسرع في منح اعتماد متسرع للقاح الجديد، مُفضلين اختباره لعدة أشهر إضافية، حتى يتم التأكد من فعاليته وآثاره الجانبية المحتملة.
لقاح موديرنا
وفي منتصف نوفمبر الماضي، أعلنت شركة موديرنا الأمريكية أن لقاحها التجريبي المضاد لكوفيد-19، أثبت فعاليته بنسبة 94.5%، بناء على بيانات مؤقتة من تجربة سريرية في مرحلة متأخرة.
وبحسب ما ذكرته تقارير علمية، فقد استند تحليل شركة موديرنا المؤقت إلى 95 إصابة من بين المشاركين في التجربة، الذين تلقوا إما علاجاً وهمياً أو لقاحاً ضد المرض، لافتة إلى أنه من بين تلك الحالات، تم تسجيل 5 أصابات فقط بين الأشخاص الذين تلقوا اللقاح الذي يتم التطعيم به على جرعتين بفارق 28 يوماً.
وقالت شركة موديرنا أن اللقاح الجديد يمكنه إيقاف مرض كوفيد-19. وأضافت شركة موديرنا أنها سيكون لديها ما يكفي من بيانات السلامة للحصول على تصريح باستخدام اللقاح في الولايات المتحدة الأمريكية، فيما تتوقع أن يتم تقديم طلب لاستخدامه في حالات الطوارئ خلال الأسابيع المقبلة.
ويتميز لقاح موديرنا الجديد المضاد لفيروس كورونا بأنه لا يحتاج إلى التخزين في درجات حرارة شديدة البرودة، مما يجعل توزيعه أكثر سهولة، حيث تتوقع الشركة الأمريكية أن يكون لقاحها مستقراً في درجات حرارة المبرد العادية، من 2 إلى 8 درجات مئوية، لمدة 30 يوماً، مع إمكانية تخزينه لمدة تصل إلى 6 أشهر عند درجة حرارة 20 درجة مئوية تحت الصفر.
وقد أعربت المفوضية الأوروبية عن تفاؤلها بشأن لقاح موديرنا المضاد لكورونا، وقالت أن الاتحاد الأوروبي يعمل على إبرام المزيد من صفقات الإمداد مع الشركات المنتجة للقاحات.
لقاح أسترازينيكا
كما أعلنت شركة أسترازينيكا أواخر شهر نوفمبر الماضي عن نتائج مبشرة تخص لقاحها الجديد المضاد لفيروس كورونا المستجد، حيث قالت أن فاعلية اللقاح قد تصل إلى 90%، وأنه لا توجد له أي أثار جانبية خطيرة.
وبحسب ما ذكرته تقارير علمية، فقد أظهرت بيانات تجارب مراحل متقدمة أجرتها شركة الأدوية أسترازينيكا في بريطانيا والبرازيل، أن اللقاح الذي تم تطويره بالاشتراك مع جامعة أكسفورد، قد تصل فاعليته للوقاية من كوفيد-19 إلى نحو 90%، وذلك في حال تم التطعيم بنصف جرعة في البداية، ثم جرعة كاملة، وبينهما شهر على الأقل.
وأشارت التقارير إلى أن هناك طريقة أخرى في التطعيم أثبتت فعاليتها بنسبة 62%، حيث تعتمد على التطعيم بجرعتين كاملتين، يفصلهما شهر على الأقل، لافتة إلى أن التحليل المجمع للبيانات من طريقتي التطعيم أظهر متوسط فعالية بنسبة 70% للحماية من فيروس كورونا.
كما ذكرت شركة الأدوية أن تجاربها لم تكشف عن أي وقائع خطيرة متعلقة بالسلامة، مؤكدة أن تحمل المشاركين للقاح كان جيداً، وذلك في طريقتي التطعيم المختلفتين.
وقد تحدث رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، عن هذه النتائج التي سجلتها شركة أسترازينيكا، حيث وصفها بأنها أخباراً جيداً، وأعرب عن تفاؤله بما حققه لقاح أوسكفورد من فعالية كبيرة في التجارب.
فيروس كورونا حول العالم
جدير بالذكر أن فيروس كورونا المستجد ظهر لأول مرة أواخر ديسمبر الماضي في مدينة ووهان الصينية، لينتشر بعدها حول العالم، مما جعل منظمة الصحة العالمية تقوم بتصنيفه كوباء عالمي في مارس الماضي.
ووفقاً لآخر الاحصاءات الطبية، فقد وصل عدد المصابين بكوفيد-19 حتى الآن أكثر من 67 مليون و230 ألف شخص حول العالم، فيما بلغ إجمالي عدد المتعافين من المرض أكثر من 43 مليون و224 ألف شخص، أما عدد الوفيات الإجمالي فقد بلغ أكثر من مليون و538 ألف شخص.
شاهد أيضاً: كم ستجني شركات الأدوية من بيع لقاح فيروس كورونا؟
كما اتخذت العديد من الدول حول العالم عدة إجراءات احترازية كمحاولة للسيطرة على الفيروس الخطير، والتي تتضمن: تعليق الطيران، فرض حظر التجول.
الوقاية من فيروس كورونا المستجد
ونصحت منظمات الصحة حول العالم في وقت سابق بأهم الطرق الاحترازية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، وأهمها غسل الأيدي كثيراً بالماء والصابون، مع استخدام معقم اليدين في حال عدم توفر الصابون والماء، بالإضافة إلى ارتداء الكمامات في حال التواجد في الخارج، وتجنب التجمعات الكبيرة والبقاء في الأماكن المغلقة، والبقاء في المنزل بقدر الإمكان.
أعراض فيروس كورونا
وقد قامت منظمات الصحة العالمية بنشر الأعراض الرئيسية التي تصاحب هذا المرض القاتل، وأبرزها: الحمى، السعال، ضيق التنفس، فقدان حاستي الشم والتذوق، ألم الحلق، الصداع، الإسهال.