لقاح سينوفارم المضاد لفيروس كورونا: كيف تم تطويره وما هي آلية عمله؟
قامت الصين مؤخراً باعتماد لقاحها الجديد سينوفارم المضاد لفيروس كورونا المستجد، ليخرج من المرحلة التجريبية، وينضم رسمياً إلى قائمة اللقاحات الرئيسية المُعتمدة بمكافحة الجائحة العالمية، ليبدأ الكثيرون في التساؤل عن آلية عمل اللقاح الجديد، وكيف يقوم بمحاربة الفيروس الخطير؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لقاح سينوفارم المضاد لفيروس كورونا
بحسب ما ذكرته تقارير علمية، فقد قام معهد بكين للمنتجات البيولوجية في أوائل العام الماضي بتطوير لقاحاً مضاداً لفيروس كورونا باسم BBIBP-CorV، والذي تم وضعه في وقت لاحق في التجارب السريرية من قبل شركة سينوفارم الصينية المملوكة للصين.
وقد تمت الموافقة رسمياً على هذا اللقاح يوم الخميس الماضي، حيث من المتوقع أن تبدأ العديد من دول العالم استخدامه قريباً للتطعيم، ليتبعوا خطى دولتي الإمارات والبحرين اللتين بدأتا بالفعل في استخدامه قبل بضع أسابيع.
كيف تم تطوير لقاح سينوفارم المضاد لفيروس كورونا؟
وقالت التقارير أن لقاح سينوفارم يعمل عن طريق دفع الجهاز المناعي للإنسان من أجل صنع أجساماً مضادة لفيروس كوفيد-19، والمرتبطة بالبروتينات الفيروسية، مثل ما يسمى بالبروتينات الشوكية التي ترصع سطح الفيروس.
ومن أجل إنتاج هذا اللقاح، قام الباحثون في معهد بكين بإحضار 3 أنواع من فيروس كورونا المستجد من أجسام المصابين في المستشفيات الصينية، بالإضافة إلى فيروس متحور بإمكانه التكاثر.
وبعد إنتاج الباحثين لمخزونات كبيرة من فيروسات كورونا، قاموا بمزجها مع مادة كيميائية معروفة باسم بيتا بروبيولاكتون، حيث قام المركب بتعطيل فيروسات كورونا عن طريق الارتباط بجيناتها، وبالتالي لم يعد بإمكان فيروسات كورونا المعطلة أن تتكاثر.
ثم قام الباحثون بعدها بسحب الفيروسات المعطلة وخلطها بكمية ضئيلة من مركب قائم على الألومنيوم كمادة مساعدة، من أجل أن تقوم هذه المواد المساعدة بتحفيز جهاز المناعة لتعزيز استجابته للقاح.
ولفتت التقارير إلى أن الفيروسات المعطلة تم استخدامها لأكثر من قرن من الزمان، حيث تُعتبر من القواعد الأساسية للقاحات المضادة لعدد من الأمراض مثل التهاب الكبد أ وداء الكلب، كما تم استخدامها لصنع لقاح شلل الأطفال في الخمسينات من القرن الماضي.
آلية عمل لقاح سينوفارم المضاد لفيروس كورونا
وأوضحت التقارير أنه نظراً لأن فيروسات كورونا الموجودة في اللقاح الجديد أصحبت معطلة وغير حية، فقد أصبح بالإنكان حقنها في جسم الإنسان دون أن تتسبب في إصابته العدوى.
وبمجرد دخولها إلى الجسم، يتم ابتلاع بعض الفيروسات المعطلة بواسطة نوع من الخلايا المناعية، والتي تقوم بتمزيق الفيروس التاجي وتعرض بعض شظاياه على سطحها، كما يمكن أن تساعد في تجنيد الخلايا المناعية الأخرى للاستجابة للقاح.
وبعد التطعيم بلقاح سينوفارم، يستطيع الجهاز المناعي للإنسان الاستجابة لعدوى فيروسات كورونا الحية، حيث تنتج خلاياه المناعية أجساماً مضادة تستهدف بروتين سبايك، مما يمنع الفيروس التاجي من دخول الخلايا، كما قد تمنع أنواعاً أخرى من الأجسام المضادة الفيروس بوسائل أخرى.
ما مدى فعالية لقاح سينوفارم المضاد لفيروس كورونا؟
ورغم أن التجارب السريرية التي أجرتها شركة سينوفارم أثبتت أن لقاحها الجديد يمكنه أن يحمي الناس من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، إلا أنها لم تؤكد في الوقت نفسه مدى استمرارية هذه الحماية.
وأشارت التقارير إلى أنه من الممكن أن ينخفض مستوى الأجسام المضادة داخل الجسم على مدار شهور، إلا أن الجهاز المناعي يحتوي أيضاً على خلايا خاصة معروفة باسم خلايا الذاكرة ب، والتي قد تحتفظ بمعلومات حول فيروس كورونا لسنوات، أو حتى عقود.
جدير بالذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد أعلنت في وقت سابق أن اللقاح الصيني سينوفارم المضاد لفيروس كورونا حصل على الموافقة الكاملة في البلاد، بعد أن كشفت عن نسبة فعالية بلغت 86%.
كما أعلن رئيس شركة سينوفارم في وقت سابق أيضاً أن نحو مليون مواطن صيني تم تطعيمه باللقاح الجديد حتى الآن.
فيروس كورونا حول العالم
جدير بالذكر أن فيروس كورونا المستجد ظهر لأول مرة أواخر ديسمبر 2019 في مدينة ووهان الصينية، لينتشر بعدها حول العالم، مما جعل منظمة الصحة العالمية تقوم بتصنيفه كوباء عالمي في مارس 2020.
ووفقاً لآخر الاحصاءات الطبية، فقد وصل عدد المصابين بكوفيد-19 حتى الآن أكثر من 85 مليون شخص حول العالم، فيما بلغ إجمالي عدد المتعافين من المرض أكثر من 47 مليون و800 ألف شخص، أما عدد الوفيات الإجمالي فقد بلغ أكثر من مليون و841 ألف شخص.
كما اتخذت العديد من الدول حول العالم عدة إجراءات احترازية كمحاولة للسيطرة على الفيروس الخطير، والتي تتضمن: تعليق الطيران، فرض حظر التجول.
الوقاية من فيروس كورونا المستجد
ونصحت منظمات الصحة حول العالم في وقت سابق بأهم الطرق الاحترازية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، وأهمها غسل الأيدي كثيراً بالماء والصابون، مع استخدام معقم اليدين في حال عدم توفر الصابون والماء، بالإضافة إلى ارتداء الكمامات في حال التواجد في الخارج، وتجنب التجمعات الكبيرة والبقاء في الأماكن المغلقة، والبقاء في المنزل بقدر الإمكان.
أعراض فيروس كورونا
وقد قامت منظمات الصحة العالمية بنشر الأعراض الرئيسية التي تصاحب هذا المرض القاتل، وأبرزها: الحمى، السعال، ضيق التنفس، فقدان حاستي الشم والتذوق، ألم الحلق، الصداع، الإسهال.