لقاء مع المدير التنفيذي لشركة إيتنا للتأمين السيد ديفيد هيلي
أخبرنا عن نفسك؟
أعمل منذ أكثر 30 عاما في مجال التأمين الدولي ومزايا الموظفين، فقد بدأت مسيرتي المهنية في التأمين في عام 1987 حيث شغلت عدة مناصب في قطاع العمليات في أيرلندا، وانضممت في وقت لاحق إلى شركة جاي روتشيلد" الدولية في عام 1993، للمساعدة في إطلاق عملياتها الدولية من دبلن، بعدها انضممت إلى شركة التأمين على الحياة الدولية "سكوتيش إكويتابل إنترناشونال" في لوكسمبورغ عند بدايتها في عام 1995، وتم تعييني مديراص إداريا بعد عامين، وقد كان من دواعي سروري الانضمام إلى شركة إيتنا الدولية في عام 2012، بعد أن شغلت منصب الرئيس التنفيذي لشركة "أيغون أيرلندا" لتسع سنوات.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أعطنا نبذة عن إيتنا للتأمين.
لشركة إيتنا تاريخ عريق يعود لـ 160 عام، وهي شركة تأسست في الولايات المتحدة الأمريكية وتؤّمن وتقدّم خدمات لنحو 46 مليون مستفيد عالمياً، وتعتبر إيتنا حاليا أحد أكبر مقدمي خدمات التأمين الصحي الدولي في العالم بالإضافة إلى البرامج والخدمات الأخرى المرتبطة والمتعلقة بالتأمين الصحي التي تقدّمها كإدارة برامج التأمين الصحي الممولة ذاتياً وخدمات الصحة السكانية، وفي نهاية المطاف، تصب كل عمليات وخدمات إيتنا في خانة تحسين جودة الخدمات الصحية وترشيد التكاليف الطبية وتوسيع وتسهيل الحصول على خدمات الرعاية الصحية في كل مكان، والأهم أننا نعي أن المنظومة التي تعمل في إحدى المناطق الجغرافية قد لا تعمل في منطقة أخرى، وفيما يخص الشرق الأوسط وأفريقيا، فقد بدأنا العمل في هذه المنطقة قبل نحو 10 أعوام، انطلاقا من دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك عبر الاستحواذ على شركتي "غودهيلث" و"إنترجلوبال"،ونحن نعوّل بشكل كبير على شركائنا المحليين من شركات التأمين وشركات إدارة المطالبات ومقدمي الخدمات والمراكز الطبية، للاستفادة من خبراتهم المحلية، التي نضيف إليها قدراتنا الدولية، مثل خدمات تكنولوجيا المعلومات وشبكة مزودي الخدمات الواسعة والقدرات المالية الكبيرة، المثال على ذلك هو إستحواذنا مؤخراً على شركة بوبا تايلند التي تتمتع بخبرة محلية كبيرة مبينة على 30 عاماً من من الخبرة، 300 موظف، 250 ألف مستفيد و400 مزود خدمات طبية محلي.
ما هي بعض التحديات الرئيسية في قطاع التأمين الصحي؟
الهدر وعدم الكفاءة: هي قضية رئيسية في جميع أرجاء منظومة الرعاية الصحية، ففي الولايات المتحدة وحدها يقدر أن ثلث إنفاق الرعاية الصحية، بإجمالي يصل إلى 900 مليار دولار أمريكي في السنة، يضيع هباء على علاجات وتدابير وإجراءات صحية غير ضرورية وغير متكاملة، ويمكن أن يشمل ذلك أمورا متنوعة من بينها الممارسات الإدارية الخاطئة وسوء إدارة المشتريات، وتوصلت دراسة أجرتها مؤخرا منظمة التعاون والتنمية إلى أن خُمس نفقات الرعاية الصحية لا تسهم إلا بشكل ضئيل في تحسين الحياة الصحية للناس، في حين ذكر تقرير من دائرة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة إمكانية تحقيق وفورات بقيمة 5 مليارات جنيه إسترليني في عمليات الشراء وحدها.
كما أن التركيز على العلاج بدلاً من الوقاية يعني أن المنظومة الصحية سوف تبقى تحت وطأة الضغوطات المالية، لا سيما مع ارتفاع نسب التضخم وزيادة الطلب على الخدمات الصحية، ولغاية اليوم ما زالت منظومة تمويل القطاع الطبي والصحي تعمل من خلال سياسات قصيرة الأجل، كما أن استراتيجيات الوقاية اتخذت تقليديا مكانة ثانوية مقارنة بجهود التعامل مع الاحتياجات الفورية ورعاية الأمراض الحادة، وإذا ما أخذنا دول مجلس التعاون الخليجي كمثال، فإن انتشار التدخين وقلة ممارسة الرياضة البدنية والسمنة والأمراض المزمنة المرتبطة بها، هو خير دليل على أن للوقاية والتوعية دور بالغ الأهمية في منظومة الرعاية الصحية.
ومن التحديات الرئيسية الأخرى نقص الكوادر المتخصصة والمتدربة في قطاع الرعاية الصحية وعدم مواكبتها للطلب غير المسبوق، ونحن بحاجة لتحدي الواقع المفروض حول كيفية منح الرعاية وتوسيع نطاق مقدمي العلاج بعيداً عن النموذج التقليدي الذي يرتكز على منظومة الطبيب والممرض فقطـ.
كيف بإمكاننا حل هذه المشكلات؟
يجب رفع الفعالية على الصعيد العالمي والتركيز على الوقاية والعناية بالصحة، ولطالما كانت الرعاية الصحية إحدى مجالات التركيز الرئيسية لحكومات دول مجلس التعاون الخليجي والتي تبني استراتيجياتها في المجال الصحي على الابتكار والتكنولوجيا، كوسيلة للتصدي لتحديات عالمنا المتغير بسرعة.
وستكون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عاملاً حاسما في دعم تطور نظم الرعاية الصحية في المنطقة ولا سيما في تحقيق أهداف مكافحة الأمراض المرتبطة بنمط الحياة، وتحسين فرص الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، وتقوم الجهات الحكومية بضخ الاستثمارات لرفع مستوى البنية التحتية القائمة، وبناء المستشفيات والعيادات الجديدة، وطرح خطط التأمين الصحي الإلزامية، وتشجيع استثمارات القطاع الخاص في مجال الرعاية الصحية.
ما هي نظرتكم المستقبلية لقطاع تأمين الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة/الشرق الأوسط/ العالم في غضون السنوات الخمس المقبلة؟ ولماذا؟
أصبح التشفير والتكنولوجيا في مجال الرعاية الصحية قوة محركة رئيسية، ما يؤثر على كل جانب من جوانب رعاية المريض، وهناك حاليا 1.6 مليار مستخدم للهواتف الذكية في العالم ومن المتوقع أن يستخدم 1.7 مليار مستخدم لأحد التطبيقات الصحية على الأجهزة المحمولة بحلول عام 2020. واليوم، تتيح التكنولوجيا للأفراد الاهتمام بصحتهم بطرق لم تكن ممكنة من قبل، سواء من خلال حجز المواعيد والخدمات الطبية أو البحث عن علاج ما على شبكة الإنترنت، كما أحرزت التقنيات الطبية تقدما هائلا بفضل التحسينات في التكنولوجيا.
وفي هذا الصدد، وفيما خص إيتنا تحديداً، فقد أطلقنا مؤخرا تطبيق الرعاية الصحية الأولية vHealth الذي يتيح للمرضى التواصل مع أطبائهم على مدار الساعة دون مغادرة منازلهم، كما يمكنهم في حالات كثيرة الحصول على وصفه طبية عن طريق البريد الإلكتروني، ويتم تخزين كافة سجلاتهم الصحية في مكان واحد، ولديهم إمكانية الحصول على خدمات العناية وعلى المشورة الطبية من دون القلق إزاء الحصول على موافقة مسبقة من مزود التأمين، وهو أمر مذهل حيث تسمح لنا التكنولوجيا بالاقتراب من عملائنا أكثر من أي وقت مضى، ومساعدتنا في اكتشاف الأعراض في وقت مبكر للحد من المضاعفات طويلة الأجل، وتثقيف العملاء لمساعدتهم في إجراء تغييرات في نمط الحياة للحفاظ على صحة جيدة.
لماذا يتمتع قطاع التأمين الصحي في دول مجلس التعاون الخليجي بالقوة في رأيك؟
نظراً للطلب المتزايد على الخدمات المتخصصة مع نمو فئة كبار العمر وانتشار أمراض نمط الحياة، يشهد قطاع الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي نموا قويا، وتواجه الحكومات ذلك عبر التركيز على الابتكار والجودة، ففي العام الماضي، اعتمدت الإمارات العربية المتحدة استراتيجية وطنية للذكاء الصناعي والتي تهدف إلى الحد من الأمراض المزمنة والخطرة في الوقت الذي يتم فيه إدخال تغييرات تنظيمية لتحسين الكفاءة وجودة الخدمات، ورغم مواصلة حكومات دول مجلس التعاون الخليجي قيادة الإنفاق على الرعاية الصحية، شهد القطاع زيادة مشاركة القطاع الخاص وبشكل فعال، ومع إلزامية التأمين الصحي أصبح هناك اعتماد متزايد على قطاع الرعاية الصحية الخاصة للتوسع السريع وتشكيل قدرات جديدة في أسواقها المتنامية.