لقاء حصري مع هيفاء وهبي ورامي عياش
كلما هبّت في وجهها العواصف، ووُجهت إليها الصفعات على اختلاف أنواعها ودرجات قوتها لتدفعها مجبرة إلى اتخاذ قرارات صعبة وحاسمة، كلما عرفت كيف تستجمع قواها لتقف من جديد، وتخرج إلى الحياة أكثر شغفاً وتصميماً وحباً وعناداً.
وحدها تعرف ما في قلبها من أسرار، ووحدها أيضاً تدرك كيف تحول انكساراتها انتصارات ودمعاتها ابتسامات مهما كلفها ذلك من أوجاع. هي المتواضعة بالفطرة، المغرورة حيث تدعو الحاجة، المتنبهة دوماً لكل الإشارات من حولها سلبية كانت أم إيجابية، المتغاضية طوعاً عن بعض الأمور شرط عدم خروجها عن سيطرتها.
هي هيفا بكل ما يحمله اسمها من بريق وتناقضات واحترافية عالية في التعامل حتّمت عليها التزامها بوعدها والإبقاء على هذا اللقاء الذي تم في مرحلة دقيقة من حياتها الشخصية. إذ كنا قد اتفقنا عليه قبل الإعلان عن خبر طلاقها وما لحقه من تبعات وفرضه عليها من مشاعر متضاربة حاولت استثمارها بالعمل الذي وصفته برفيقها الدائم الذي يخرجها من Mood ويدخلها في آخر، الأمر الذي تنشده وتحتاجه في مرحلتها الحالية.
أما هو فمثال للشاب المثقف العنيد، الذي صنع نفسه بنفسه وخطا خطوات واثقة في مشواره الفني متسلحاً بحبه للمغامرة وبأفكاره الخلاقة، للوصول إلى ما هو عليه اليوم، مدركا تماماً لما يريده، وعارفاً جيداً متى وأين وكيف يحضر ويغيب ليفاجئنا في كل مرة بعمل جديد ومتميز.
هو العريس المستقبلي الذي احتفل بخطوبته منذ فترة ليست ببعيدة، يقف اليوم على اعتاب قفصه الذهبي بكل جهوزية واستعداد لهذه المسؤولية التي يلقي بنجاحها أو فشلها على الرجل كما ستتابعون في هذا اللقاء.
هو رامي عياش بكل ما يتمتع به من حضور قوي وروح مرحة أضفاهما على أجواء التصوير الذي استمر من الخامسة مساء حتى الخامسة فجراً، فانعكست فرحاً وراحة أثمرا هذا اللقاء مع النجمين كما لم تروهما من قبل.
* الصداقة التي تربطكما لم تتوج بعد بعمل فني حقيقي بل اقتصر الأمر على أغنية قدمتماها على أحد المسارح، لِمَ لَم تتكرر التجربة وما الذي يؤخرها؟
رامي: فكرة "الديو" كانت مطروحة إنما كنا بانتظار الموضوع المناسب لكلينا كي نقدم للجمهور عملاً قوياً وجديداً. فهيفا Diva بكل ما للكلمة من معنى وأنا أحاول قدر المستطاع الابتعاد عن الأعمال العادية والمستهلكة.
هيفا: لم لا؟ فنحن صديقان ونليق ببعض وقد يكون الديو منسجما جداً في حال تم. الفكرة مطروحة تنقصها بعض المشاورات كي تخرج مميزة وتأخذ طريقها إلى التنفيذ. رامي يريدها رومانسية وأنا أريدها إيقاعية. "رامي مقاطعاً" أريد أن نعّلم الناس كيف تكون الرومانسية.
* متى من المفترض أن تبصر النور؟
- رامي:الخطوط العريضة باتت واضحة في مخيلتي وسأطرحها على هيفا لبلورتها بشكل نهائي على أن نقوم بتسجيلها قريباً.
هيفا: جميل أن يجتمع نجمان يكونان محبين لبعضهما في الحقيقة وبعيدين كل البعد عن المجاملة. هذا ما يميز علاقتنا وما انعكس إيجاباً على جلسة التصوير. وهنا أشكر المصور شربل بو منصور على لقطاته الجميلة وأحييكم كفريق صحافي أشعرني بالراحة ولم يشعرني بالغربة.
* لو طلب منك أن يكون اللقاء مع فنان آخر هل كنت لتوافقين؟
- لا مانع، شرط أن يكون وجهاً واحداً في حضوري وفي غيابي. (ضاحكة)
* من تقصدين بكلامك؟
- هيفا: لا أقصد شخصاً معيناً إنما أتكلم في المطلق!! هناك من هم صادقون وهناك من هم غير صادقين.
رامي: هيفا تفرض عليك حبك ووفاءك لها لأنها صادقة و"جدعة" بكل ما للكلمة من معنى. وعلى الرغم من أننا لا نلتقي إلا نادراً لكنني أشعر بأنها أكثر الفنانين وفاء إذ لم ألمس مرة أنها أخطأت بحق أحد. سأخبرك أمراً أعترف به للمرة الأولى، عندما أكون على أبواب اتخاذ قرار معين بشأن خطوة فنية ما وأكون بحاجة لمن يسديني النصيحة ويعطيني رأيه بكل صدق وتجرد أتصل بهيفا (علماً أنني دخلت المجال الفني قبلها بسنوات وأحفظ المسرح ومتطلباته عن ظهر قلب) إيماناً مني بعمق هذه الإنسانة التي أثق برأيها وكلامها، وهذا أمر أفتخر به ونادراً ما يحصل بيني وبين أي فنان آخر.
* الوسط الفني بات مليئاً بالوجوه المقنّعة فلمَ تفاجئين؟ وكيف تتصرفين مع من يدّعون محبتك؟
- هيفا: كل ما أطلبه منهم عدم ادعاء هذه المحبة لأنهم بذلك يجبرونني على أن أّتّبع طريقتهم نفسها في التعاطي.
رامي: أهم ما في العلاقة التي تجمعني بهيفا أن لا غاية لي منها ولا غاية لها مني. أحببتها على الصعيد الفني وعندما احتككت بها شخصياً وتقربت منها أكثر تضاعف حبي لها. فضلاً عن أن عائلتي تفتخر بها وتكن لها محبة خاصة، لذا لا أجرؤ ألا أحبها.
* أتختلف برأيكما العلاقة بين الفنان والفنانة وبين الفنانتين معاً؟
- هيفا: العلاقات في الوسط الفني عموماً علاقات غير متينة ينطبق عليها مصطلح الزمالة. ناهيك عن تسلل الغيرة الفنية إليها في الكثير من الأحيان.
* كيف تصفان نجومية بعضكما؟
- رامي: أنا Fan لسحر وروعة هيفا وهذا كلام من القلب وليس للاستهلاك الإعلامي. إطلالتها على المسرح إطلالة Diva تجذبك لمتابعتها والاستمتاع بما تقدمه لك من استعراض. نحن كفنانين مهمتنا إسعاد الناس والترفيه عنهم، لكن في عالمنا العربي تربينا على أسس خاطئة فكان علينا الالتزام بربطة العنق، وفرقة موسيقية متشحة بالسواد وبالوقوف على المسرح دون حراك!! أنا حاولت الخروج عن المدرسة التقليدية فكسرت الحواجز بيني وبين الجمهور وبت أكثر قرباً وتواصلاً معهم، وهيفا تمتلك هذه المميزات بالفطرة، ناهيك عن الجمال الباهر الذي تتمتع به.
هيفا: أحب "همشرية" رامي على المسرح، فهو مرح، قريب من الناس ويتمتع بصوت أعتبره من أجمل الأصوات الشبابية في لبنان. ناهيك عن عامل الشكل الجميل الذي يتميز به ويلعب دوراً كبيراً في نجوميته.
* ما الأغنية التي يختارها رامي من أغنياته ليقدمها لهيفا؟
- "يا مسهر عيني" التي كانت سبب تعارفي بهيفا إذ التقيت بها صدفة وأنا أضع صوتي على الأغنية في استديو الصديق جان ماري رياش.
* هيفا، هل أعجبكِ الإهداء؟
- ( ضاحكة) أعجبني جداً. وسأهديه أغنية "بدي بكيك" (نضحك جميعاً ونثني على كم المحبة التي تختزنها له قبل أن تعترف بمزحتها).
* هل باركتِ لرامي خطوبته؟
- لا لم أكن أعرف. اليوم رأيت خاتم الخطوبة في يده لذا سأغتنم الفرصة لأقول له مبروك "انشالله بتتهنى".
* كفنانة اختبرت الحب والزواج، ما النصيحة التي تسدينها له وهو يقف قاب قوسين من القفص الذهبي؟
- في وضعي الحالي أنا آخر شخص يحق له إسداء نصيحة. أعتقد أن رامي مدرك لمصلحته أكثر مني ويعلم جيداً كيف يحتوي من يحبها. لكن لا بد هنا من الإشارة إلى أن مسألة الثقة بين الشريكين أمر أساسي ومهم جداً.
رامي: أعتقد أن حالة الرجل الفنان تختلف كثيراً عن تلك التي يرتبط فيها مطلق رجل بفنانة. فالرجل هو القائد وعليه تقع مسؤولية الإمساك بزمام الأمور والوصول بحياته الزوجية إلى بر الأمان، وفي حال عجز عن ذلك فالمشكلة تكمن فيه... إن لم يكن قادراً أن يجعل من زوجته أميرة عليه ألا يقدم على هذه الخطوة من الأصل.
* هل اختلفت نظرة هيفا للرجل بين اليوم والأمس؟
- الموضوع حساس جداً والمشاعر التي أعيشها حالياً متضاربة لذا فإن إجابتي على هذا السؤال الآن ستختلف عن إجابتي بعد فترة. (يقاطعنا رامي متمنياً علينا عدم التطرق إلى موضوع الطلاق حفاظاً على الإيجابية التي تسود اللقاء فتجيبه هيفا) طلاقي تم بالكثير من الرقي والصحبة والتوافق، والحب الذي يجمعني بأحمد ما زال موجوداً وصداقتنا ستستمر.
* قيل الكثير عن أسبابه الدينية والسياسية فما نسبة صحتها؟
- لن أرد على أحد في هذا المضمون. الموضوع جد شخصي ولا دخل لأي إنسان به.
* لطالما تحدثتِ عن حب ما زال حياً بينكما فلماذا استسلمتما؟
- (بتأثر)من حقك أن تطرحي هذا السؤال لكن في بعض الأحيان هناك ظروف تجبرنا على ذلك. هناك تضحيات يتطلبها الزواج من الثنائي يمكن لهما تخطيها وضغوطات أخرى يعجزان عنها.
* نجوم كثر لم يكتب لعلاقاتهم الزوجية الاستمرار لكن خبر طلاق هيفا تحديداً طغى إن صح القول على خبر التجديد لولاية ثانية للرئيس الأميركي أوباما، ماذا يعني لك هذا؟
* في المضمون لا يعني لي أبداً، إنما في الواقع عندما يتصدر خبر طلاقي الصفحة الأولى في مختلف المطبوعات السياسية فهذا اعتراف بأهميتي...
* أتخافين الوحدة؟
- الحمد لله أنا مؤمنة ومحاطة بأهلي وأصدقائي فلم أخاف!؟
* ماذا عن تحضيراتك الجديدة؟
- صورت كليباً أثناء تواجدي في أميركا وأحضر لتصوير كليب آخر مع المخرجة أنجي جمال، التي تعرفت إليها من خلال العمل الذي قدمته مع رامي وتأثرت كثيراً به.أنجي صورت لي إعلان ألبومي MJK والآن نحن بصدد تصوير أغنية أخرى من نفس الألبوم.
* روتانا كانت السبب في تأخير ولادة هذا العمل يومها وما زالت حتى اليوم!!
- صحيح هناك ظروف أدت إلى تأخير التصوير من قبل روتانا وبعدها انشغلت أنجي بإنجاب طفلتها الجميلة حفظها الله لها.
* أعاتبة أنت على الشركة؟ وهل تفكرين بتجدد العقد الذي سينتهي بينكما بعد 3 أشهر؟
- على العكس، أنا ممتنة لهم ولاهتمامهم بألبومي الذي عملوا عليه وفق خطة صحيحة، فحصد MJK المرتبة الأولى في الـ ITunes الأمر الذي لم يحدث من قبل. وفيما يتعلق بالعقد فأمر بقائي أو مغادرتي روتانا لا داعي للتحدث عنه الآن.
*ماذا عن تحضيرات رامي الفنية؟
- أحضر لإصدار ألبوم منوع من عشر أغنيات سيصدر أواخر السنة على أن تسبقه single تعاونت فيها مع الملحن والشاعر سليم عساف وكليب سيتم تصويره مع أنجي.
* هل تعتبر نفسك مكتشف أنجي جمال؟ وألا يخيفك التعاون مع مخرج واحد من الوقوع في التكرار؟
- لست مكتشفها لكنني ساهمت في الإضاءة على موهبتها. لم أخاف؟ طالما أننا نتمتع ببعض النظر ونمتلك كل مقومات وإمكانيات النجاح، ونعرف كيف وأين ومتى نستخدمها. ودليلاً على صحة كلامي هذا تعاوني المستمر مع الصديق جان ماري رياشي الذي بدأ منذ 15 سنة ومازال حتى اليوم. لم نقع مرة في التكرار من "حبيتك أنا"، إلى "تفاحة، "قلبي مال"، "مبروك"، "إفرح فيك" و"خليني معاك" وغيرهم الكثير.
* ما هو تفسيرك لإقبال الفنانين على المشاركة في لجان التحكيم وهل صحيح أنهم عرضوا عليك المشاركة في لجنة تحكيم The voice؟
- لا أعرف هدفهم من هذا لكن أجد أن ما يقدمونه جميل على الرغم من بعض الانتقادات التي طاولت بعض الزملاء، لكن من أفضل من الفنان ليحكم على موهبة فنية إن كانت جيدة أم لا؟ أما فيما يتعلق بموضوع The Voice فسأتحفظ عن الإجابة حتى السنة المقبلة.
* لمَ؟
- أكون عندها قد اتفقت رسمياً مع القيمين على أحد البرامج الفنية لأكون ضمن لجنة تحكيمها لذا لن أفصح عن شيء اليوم.
* نبارك لك خطوبتك التي تمت مؤخراً أخبرنا عن هذه الخطوة وعن الفتاة التي اخترتها؟
- الخطوبة تمت كما خططنا لها على نطاق ضيق من فتاة تدعى داليدا تعمل في مجال تصميم الأزياء، تعرفت بها منذ سنة ونصف السنة خلال تواجدي في جلسة ضمت بعض الأصدقاء المشتركين.
* ما أكثر ما جذبك إليها؟
- أنوثتها الطاغية.
* ماذا عن المتطلبات التي يفترض أن تتمتع بها زوجة رامي عياش؟
- لن يطلب منها شيء سوى أن تحبني وتهتم بي، وكل ما تبقى من أمور فهي من مسؤوليتي.
* متى سيتم الزواج وهل أنت جاهز لهذه المسؤولية؟
- لم نقرر بعد لا الموعد ولا الشكل الذي سيكون عليه الزواج، كل ما يمكنني أن أؤكده لك هو أنني على أتم الجهوزية للمسؤولية وأخالف النظرية القائلة بأن الفنان لا يمكنه التوفيق بين عمله وحياته الخاصة.
حوار: ميشلين مخول
تصوير: شربل بو منصور
مكياج: هالا عجم
تصفيف شعر: ستيف من صالون Pace and luce
Credits
تم التصوير في الـ Presidential suite في أوتيل الـ FOUR SEASONS