لبنى القرطبية: ما لا تعرفونه عن خطاطة الأندلس
لم تقبل أن تبقى جارية ضمن مئات الجواري، ولكي تنال حريتها، كان سبيلها الوحيد هو التعلم.. حيث شغفت بالعلم والمعرفة، وعُرفت كخطاطة أندلسية شهيرة حتى صارت كاتبة للخليفة.. إنها لبنى القرطبية، التي نتعرف على قصة حياتها في هذا الفيديو.
مولدها ونشأتها
هي لبنى بنت عبد المولى الشهيرة بلبنى القرطبية، حضرت إلى الأندلس كأمَة من أصل إسباني، وتربت في قصر السلطان عبدالرحمن الثالث.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
بدأت في نسخ الكتب
بدأت لبنى العمل ككاتبة تنسخ الكتب في مكتبة الخليفة الحكم الثاني من سنة 350 إلى 366 هـ، وقد ضمت مكتبته في ذلك الحين 400 ألف مجلد، وبلغت فهارس مقتنيات المكتبة 44 فهرساً.
أصبحت كاتبة الخليفة الخاصة
استطاعت لبنى بدقتها وبراعتها غير المتناهية وجودة خطها أن تلفت الأنظار إليها، فوضع الخليفة ثقته فيها، وعينها كاتبته الخاصة، تدون وثائق الدولة الرسمية ورسائلها، وتحوز على ثقته واهتمامه، وهو الدور الذي يشبه في عصرنا الحالي دور المساعدة أو مديرة المكتب.
كما أشرفت لبنى في وقت لاحق على المكتبة الملكية.
لم تكن ناسخة للكتب فقط
ولم تكن لبنى القرطبية مجرد ناسخة للكتب، لكنها كانت تضيف تعليقات تنم عن علمها الغزير وتبحرها في شتى مجالات المعرفة الواسعة.
وكانت أيضاً عالمة بالنجوم ونظم الشعر والعروض، وترجمت العديد من النصوص اليونانية التاريخية، كما نبغت في الحساب والمعادلات الرياضية.
دورها في تعليم الأطفال
اهتمت لبنى القرطبية أيضا بتعليم الأطفال، وكانت حين تمشي في طرقات الأندلس تصادف الأطفال وتحادثهم وتعلمهم مبادئ الحساب وجدول الضرب.
وهكذا استطاعت لبنى القرطبية أن تكتسب ثقة الجميع واحترامهم على الرغم من أصلها المتواضع.
دور المرأة في عهد الخليفة المستنصر بالله
لقد شهد عهد الخليفة الحكم المستنصر بالله مشاركة واسعة للمرأة في الإنتاج الثقافي، حيث عملت أكثر من 170 امرأة مثقفة في نسخ المخطوطات القيمة، ما يعطينا فكرة عن حقيقة ثقافة ودور المرأة في عهده، وبعض النابغات مثل لبنى القرطبية لم يقتصر دورهن على النسخ فقط، بل امتد للدرس والترجمة.