كيف تستخدم لغة الجسد لترك إنطباع لدى الآخرين بأنك شخص مُنفتح؟
مُحاولة تشكيل الانطباع الأولي لدى الآخرين لا تعني أنك ستخدعهم، أو ستدّعي أنك شخص آخر غير ما أنت عليه في حقيقة الأمر، المقصود هنا أن تجعل استراتيجيات المحادثة ولغة جسدك تتطابق وتعزز مشاعرك وقيمك وشخصيتك الحقيقية، لأننا في بعض الأحيان نتصرف بطرق تتعارض مع ما نشعر به حقًا، ونضع حواجز أمام الأشخاص تحول بينهم وبين الوصول إلى أفضل صفاتنا، وهذا ما تهدف إليه معرفتك بكيفية ترك إنطباع جيد لدى الآخرين، أن تُزيل هذه العقبات مما يُزيد من فرص تمكّن معارفك الجدد من التواصل معك والتعرف بشكل أفضل عليك.
ما هي لغة الجسد التي تنقل "الانفتاح"؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
هل سبق لك أن طلبت من شخص ما التقاط صورة لك؟ أو نظرت حولك في حفلة ما لتختار شخص تتحدث معه؟ هل تعرف بناءًا على أي شيء اخترت الاختيارين السابقين؟ الإجابة هي: بناءًا على مدى شعورك بكون هذا الشخص مُنفتحًا أو مُنغلقًا.
لكن، كيف نشأ شعورك هذا؟ رُبما من تعبيرات وجههم، نظراتهم، وقفتهم، والطريقة التي يتحدثون ويتفاعلون بها مع الآخرين التي بدت لك دافئة وآمنة وودودة ولم تنقل لك تهديدًا أو عدئية أو رغبة في الإنعزال.
إذن، كيف يمكنك تحقيق مثل هذه الهالة الترحيبية لنفسك؟ بحيث يرغب الناس في التواصل معك والحديث إليك؟ يتعلق الأمر بشكل أساسي بفتح ما يُسميه خبير لغة الجسد باتي وود "نوافذ جسدك".
نوافذ الجسم هي أجزاء من الجسم تؤثر على الآخرين ليرونك أكثر انفتاحًا أو انغلاقًا، كل هذا يتوقف على كيفية توجيههم، يُشبه وود شخصًا يُبقي هذه الأجزاء من الجسم "مغلقة" بمنزل به نوافذ مغطاة بألواح خشبية، ويعطي شعور بأنه قاتم ومنفصل، أنت بالتأكيد لن تريد دخول هذا المنزل. على النقيض من ذلك، فإن المنزل ذو النوافذ المفتوحة يُشعر الآخرين بالانتعاش والترحاب.
هذه النوافذ هي:
- القلب: القلب هو المقعد المجازي لمشاعر مثل الحب والدفء، وكذلك قيم مثل الصدق. ليس من المستغرب إذن أن إجراء محادثة صريحة ومكثفة عاطفيًا تُعرّف بكونها "من القلب إلى القلب".
سيشعر الناس بأنهم أكثر ارتباطًا بك، وينفتحون أكثر، إذا عاملتهم مباشرة، حرفيًا من القلب إلى القلب، فتُصبح بهذا أكثر جدارة بالحصول على ثقتهم.
- العيون: من المعروف أن العيون هي نوافذ الروح. لذلك لا تمنع ظلالهم دائمًا بالتحديق أسفل قدميك أو في هاتفك. لا ترتدي النظارات الشمسية إلا إذا كنت في حاجة إليها حقًا. وحاول ألا ترمش بشكل مفرط، انظر حولك بنظرة مفتوحة، ولا تخف من إجراء اتصال دافئ وودي بالعين مع الآخرين. غالبًا ما يكون الاتصال بالعين بمثابة الدعوة لشخص ما للاقتراب.
- الفم: يُسجل العبوس على الفور في الأجزاء الأولية من الدماغ كتهديد محتمل. الابتسامة تعني دعوة. تُشير إلى الود والدفء والانفتاح. وعندما تبتسم لشخص ما، فإنهم يشعرون كما لو أنك تتقبلهم وترحب بهم.
- ذراعيك: من أكثر الأشياء شيوعًا التي يمكنك فعلها بذراعيك هو أن تجعلهما متقاطعين عبر معدتك، لكن هذا الموقف يعتبر دفاعيًا ويضع حاجزًا بينك وبين الآخرين، ويجعلك تبدو أكثر بعدًا. أجلس أو قف وضع ذراعيك بجانبك، حتى لو كان ذلك محرجًا بعض الشيء.
- الأيدي: لسبب ما غير مفهوم، يكون من الصعب الكذب أثناء إظهار راحة يدك، الكاذبون وغير الأمناء سيُغلقون أيديهم في شكل قبضة أو يخفونها في الجيوب أو خلف ظهورهم أو يضعونها تحت الطاولة. على العكس من ذلك، فإن إظهار راحة اليد للآخرين ينقل الصدق والجدارة بالثقة والانفتاح. لذا اترك يديك على جانبيك وأمامك، وقم بالكثير من الإيماءات براحة اليد.
- الأقدام: يصف وود القدمين بأنها "أكثر نوافذ الجسم صدقًا"، على الرغم من أنه يمكننا في كثير من الأحيان التحكم بوعي في أجزاء أخرى من أجسادنا، وخاصة النصف العلوي، فإن مشاعرنا الحقيقية تميل إلى "التسرب" من خلال القدمين. إحدى هذه التسريبات هو ما تم تسميته بـ "قفل القدم"، حيث تلتف إحدى القدمين حول الساق، عادةً عند أسفل ربلة الساق، وهذا الجزء من لغة الجسد يشبه وجود لافتة "مغلق" مُعلّقة على الباب.