كيفية بناء المرونة لدى الأطفال لصغار أكثر قوة

  • تاريخ النشر: الخميس، 02 مايو 2024
مقالات ذات صلة
4 خطوات تساعدك على بناء فريق أكثر مرونة
صور أكثر امرأة مرونة في العالم لقبت بالأفعى
النقد الدولي يحذر من «عالم أكثر عرضة للصدمات» ويناشد بالمرونة

كيفية بناء المرونة لدى الأطفال؟ في عالم مليء بالتحديات، تبرز أهمية الحاجة لبناء مرونة لدى الأطفال كأهمية قصوى، فالمرونة هي تلك القدرة على التعامل مع الصعوبات، والنهوض من جديد بعد الإصابة بالفشل،كما إنها مهارة أساسية تُساعد الأطفال على النمو والتطور، وتحقيق النجاح في مختلف جوانب حياتهم.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

كيفية بناء المرونة لدى الأطفال؟

يحتاج الأطفال والمراهقون إلى تعلم المرونة كي يكونوا قادرين على مواجهة تحديات وتغيرات الحياة، وهو أمر يغفل عنه الكثير من الآباء ويهتمون فقد بالتدليل المبالغ فيه والذي يجعل الطفل ينهار أمام أول تحد، فيفقد ثقته بنفسه ولا يتمكن من التصرف.

ولأن المرونة هي شيء عليهم اكتسابه فهم لا يولدون به، يجب على الآباء تعليمهم هذا من خلال بعض المهارات التي ستفيدهم والتي منها.

الكفاءة

الكفاءة لدى الأطفال هي القدرة على تجاوز التحديات لأنهم يظنون أنهم كافيين للتعامل مع الأمر فيقابلونه بالهدوء حتى مع وجود الضغوطات من حولهم، وهو ما يحولهم إلى أشخاص مرنين بعيدين كل البعد عن الصلابة، كما يعلمون أنه في حال تكرر الخطأ مرة أخرى أن لديهم القدرة على التصرف نحو الأمر والقيام به بشكل أفضل من المرة السابقة.

كيفية تعليم الطفل الكفاءة

يمكنك تعليم طفلك الكفاءة من خلال تركهم يناضلون لحل مشكلاتهم بأنفسهم ولعل تلك المشكلات لا تبدو كذلك بالنسبة إليك مثل البحث عن القطع المفقودة من اللغز أو حل مشكلة شجار وقعت بينه وبين أصدقائه، لكن أثر تلك الخطوات كبير على تصرفهم بمرونة في الأوقات التالية.

يجب أن يتعلمون عن كيفية طلب المساعدة لأن شعور كهذا يجعلهم يشعرون بأنهم أكفاء حتى عند الخطأ أو عدم القدرة على القيام بالأشياء بالشكل الصحيح، لكن إذا لم يعتادوا الأمر سيجدون صعوبة في تقبل قدراتهم، ولكن يجب تحديد الأشخاص الذين يمكنك طلب المساعدة منهم ومن عليك ألا تتعامل معه مثل الغرباء.

استخدم التعليقات لتحفيز الطفل على النجاح من خلال ذكر محاسن ما فعله وحثه على التطوير ووصفه بالصفات التي يرغب في الاستماع إليها.

يجب أن تلغي فكرة الكمال من أدمغتهم فلا يوجد شخص كامل ولكننا جميعًا نسعى إلى النجاح فقط وبالشكل المناسب لنا، ويمكنك مساعدتهم على ذلك وخاصة الأب من خلال تحديد أهداف قصيرة والاحتفال بالوصول إليها، وتعليمهم أنه ليس من العيب قول لا أستطيع بل هو أمر محبب في بعض الأحيان.

الثقة

طفل واثق من نفسه يعني أنه قادر على التعامل مع أي تحدي يطرأ أمامه كما يمكنه أن ينجز إنجازات كبيرة في وقت قصير، ولن يصاب بالتردد عندما تختبره الحياة بالمواقف الصعبة، ويجب أن تبدأ بزراعة الثقة في نفوس الأبناء منذ الصغر وذلك من خلال:

اترك حدودًا لطفلك

يجب أن تترك بعض الحدود لطفلك كي يتعرف على الحدود الشخصية التي لا يجوز للآخرين تجاوزها معه، كما يجب أن يتعلم قول لا مما يجعله أكثر ثقة في نفسه.

حب النفس

لا تتعلق الثقة بالقوة الخارجية فقط، ولكن يجب أن تتعلق بحب الذات وتقديرها مهما حدث من الحصول على معدلات منخفضة في الدراسة أو الفشل في تعلم أمر ما، لأن كل فشل هو فرصة للتعلم وليس فرصة لفقدان الأمل أو اهتزاز الثقة بالنفس.

ثقة المراهق

يجب ان تهتم بالمراهقين خاصة لأن عدم تقبلهم للمرونة يكون نتاج غياب الثقة بالنفس والتي تصيب الكثير منهم، فيرون أن كل خيار يفقدونه هو الخيار الوحيد الذي كان سيحل مشكلتهم بالكامل، ولكن عندما يثقون في أنفسهم فيكونوا مدركين أن ما يمرون به هو أمر مؤقت يجب التعامل معه.

الاتصال والانتماء

يجب أن يشعر الطفل أنه ينتمي إلى مكان ما وأنه مكانه الخاص الذي يمكنه أن يمارس به ما يريد من أنشطة وينمي من خلاله مهاراته وينفرد به بذاته، وعندما يشعر الطفل بذلك يكون لديه فرصة كبيرة للتواصل مع نفسه ويكون أقل رغبة في إيذاء نفسه أو إيذاء الآخرين بل يتميزون بالتعاطف الكبير.

يشعر الطفل الذي لديه قدرة على التواصل بالرغبة في البقاء أكثر مرونة من غيره لأن لديه القدرة على اللجوء إلى شخص أو مكان ما لحمايته في أي وقت.

استراتيجيات تعليم الطفل مهارات الاتصال

يمكنك تعليم طفلك الاتصال من خلال مساعدتهم في الحصول على شغفهم في الرياضة أو الفن أو أي مجال آخر كما يمكن السماح لهم باستكشاف هوايات جديدة غير التي يعرفونها عن أنفسهم ومعرفة ما يثير اهتماماتهم ومن خلال هذه الخطوة يبدأ الطفل بالتواصل مع الآخرين.

يجب أن يكون على دراية بالصداقة وتحدياتها، فقد تكون عملية الحصول على صديق أمر صعب، ولكن عند العثور عليه لا يجب أن تخلو علاقتكما من بعض الصراعات والتي تؤدي إلى تقوية الصداقة لا إضعافها كما يظن البعض، وتلك الصراعات البسيطة ستزيد من مرونة الطفل في التعامل مع المواقف الأكبر.

اترك لهم مساحة للتحدث والتعبير عن أنفسهم أمام الوالدين أو المعلمين وعندما تفعل ذلك سيكون لديهم القدرة على طلب المساعدة من الآخرين والدفاع عن أنفسهم والمرونة في التعامل.

التشجيع على الاستقلال من خلال السماح بقضاء بعض الوقت مع الأصدقاء، والخروج وحدهم إذا كانوا في السن المناسب لذلك، واسمح لهم بتكوين اتصالات أكبر مع الأصدقاء وتعلم كيفية التعامل مع العلاقات المستقبلية.

امتلاك شخصية

إن امتلاك الشخصية يعني معرفة الصواب من الخطأ والالتزام بالقيم المكتسبة، ويتمتع المراهقون والأطفال أصحاب الشخصية القوية باحترام أعلى للذات ويظهرون التعاطف ويشعرون أن بإمكانهم اتخاذ خيارات جيدة دون الرجوع لأحدوكل هذه السمات تساعد الأطفال والمراهقين على بناء المرونة.

كيف تنمي شخصية ابنك؟

يمكنك تنمية ابنك من خلال الكثير من الخطوات البسيطة التي تجعلهم يمتلكون شخصية قوية ومن الاستراتيجيات التي يجب أن تسير عليها لمرونة أكبر.

عدم المقارنة مع الآخرين

إذا لم يتعلم الطفل أن المقارنة مع الآخرين أمر خاطئ ستجده يسعى إلى تغيير تفكير الآخرين عنه وتغييرهم أنفسهم ليكونوا في وضع أقل منه، ولن يتقبل المرونة أو التنازل بأي شكل من الأشكال، بل سيتعامل بعدم لطف مع الآخرين أو يشعر بأنه أقل منهم.

مشاهدة البرامج التحفيزية

يجب أن تشاهد معهم بعض الأفلام الكارتونية أو التحفيزية والتي تتحدث عن الشخصيات المهمة التي يجب أن تكون قدوة لهم في الحياة ويجب أن تختار ما يتناسب مع أعمارهم ومناقشة تلك الشخصيات بعد مشاهدة الفيلم للوقوف على الصفات الجيدة التي تؤثر في شخصيتهم وتساعد في بنائها.

الحديث عن الأخبار الجارية

إن التحدث مع الصغار عن الأحداث الجارية يجعلهم يشعرون بأهميتهم وكيف أن لهم قيمة كبيرة ويمكن أن يناقشوا الأمور التي يناقشها الكبار، ويجب أن تسمح لهم بالتعبير عن أنفسهم وعن آرائهم في الأوضاع الجارية.

تعلم كيفية التعامل مع التوتر

يجب أن تشاركهم كيفية التعامل مع التوتر أو القلق عند الإصابة به، لأن المراهقين بشكل خاص غالبًا ما يصابون بالقلق والتوتر ولا يعلمون الطريقة الصحيحة للتعامل مع تلك الأعراض.

المساهمة

يجب أن يتعلم الطفل طرق المساهمة فيما يحدث من حوله من أحداث عن طريق السلوك، فإذا أردت أن يتعلم ابنك المرونة يجب أن يمر بمواقف كثيرة يساهم خلالها بمجهوداته، ويُخرج لنا هذا الأمر جيلًا قادرًا على الإبداع والتميز.

استراتيجيات تعلم المساهمة للأطفال

هناك بعض الاستراتيجيات التي يجب أن تكون في نهج تعليم أطفالك التطور والمرونة في مواجهة المشكلات وتعلم المساهمة والتي أبرزها ما يلي:

تعلم السلوك المناسب

يجب أن يتعلم الطفل كيفية التصرف في المواقف المختلفة حتى لا تكون مساهماته في الأمور تجري بشكل خاطئ، فبعض الأشياء التي يقوم بها في مواقف لا تكون مناسبة في أخرى بل تعد تعديًا على المكان أو الآخرين لذلك لا تتراجع عن تعليمه كل ما يمكنه فعله بشكل صحيح ولا تهمل هذا الأمر.

التصرفات اللطيفة

ابدأ بالتصرف بلطف مع المحيطين بك وسوف يقوم طفلك بتقليدك على الفور، ولكن لا تعتمد على هذا فقط، بل قم بتوجيه طفلك لكيفية مجاملة الآخرين والتعامل المهذب معهم حتى لا يصاب بالجمود في المواقف التي تتطلب بعد المرونة والموازنة في التعامل دون تصعيد الأمور.

المبادرة

بينما قد يحتاج الأطفال الأصغر إلى تعليمات حول التصرفبلطف، يمكن للمراهقين اتخاذ قرارات بشأن تلك الأنواع من المعاملة، ولكن النوع المتطور منها قد يحتاجون خلاله إلى التحفيز وهو المبادرة بقول أو فعل شيء لطيف إلى المعلم أو التطوع للعمل في المجالات الخيرية أو العمل في مكان مناسب لسنهم.

السماح بالمساهمات العائلية والاجتماعية

اترك لطفلك المساحة للتعبير عن رأيه في المساهمات العائلية أو التجمعات من أجل تقوية شخصيته وشجعه على طرح الأفكار التي يمكن تنفيذها كما يجب أن تأخذ بعض أفكاره على محمل الجد، وتناقشه في الأسباب التي تقف وراء وجهة النظر تلك.

التأقلم

كم عدد المرات التي أخبرت بها الأطفال والمراهقين أن عليهم التعامل مع الأمرأو حتى التغلب عليه دون أن تدرك أنهم قد لا يعرفون كيفية التعامل مع وضعهم؟ لا يمكن أن توجد مرونة لدى المراهقين والأطفال دون اكتساب مهارات التأقلم الكافية، والتي يجب تعليمها لهم من خلال ما يلي:

قراءة الكتب

اطلب من الأطفال قراءة الكتب من أجل التعرف على مشاعر الشخصيات وما يعتقدون أنه يجب على الشخصيات فعله ومن خلال ذلك سيتعلم الطفل كيفية التصرف في المواقف المختلفة التي لم يختبرها بنفسه، والتي يمكن أن يتعرض لما يشبهها في المستقبل.

مناقشة سلوكيات محددة

اختر بعض السلوكيات التي يجب أن تناقشها مع صغارك لأن بعض السلوكيات تحتاج إلى التطور والاهتمام بها أكثر من غيرها، وتأقلم الطفل مع هذا التطور في السلوكيات سيرشدك إلى الطريقة التي يتعاملون بها مع الأمور.

الاعتراف بالمشاعر

يشعر الأطفال بالوحدة في الكثير من الأحيان مع مزيج من المشاعر الأخرى التي تضغط عليهم وتفقدهم القدرة على التعامل مع الأحداث بمرونة، لذلك اسمح لهم بالتعبير عن مشاعرهم عندما يكون ذلك مناسبًا بدلاً من تركها تتطور بشكل سلبي وتؤثر على تقبلهم للتحديات التي يقومون بها.

التحكم

عندما يتعلق الأمر ببناء المرونة لدى الأطفال والمراهقين، فإن التحكم هنا يجب أن يكون على أعلى مستوى ويتعرف الطفل من خلاله ما هو من مسؤوليته وما ليس مسؤولاً عنه، فهناك أشياء يمكنك التحكم بها بكل سهولة وأشياء أخرى يصعب التحكم بها والتعامل معها، فإذا أردت تعليم طفلك الطريقة الصحيحة للتحكم قم بما يلي:

ساعدهم على فهم الاختيارات والفرق بين ما يحدث بناء على تلك الاختيارات وما يحدث قدرًا، مما يساعد الأطفال على فهم أنهم لا يستطيعون التحكم في كل شيء من حولهم أو ما يشعرون به، ولكن يمكنهم التحكم في سلوكهم الناتج عن هذه الأحداث.

استخدم المدح، فقم بمدح الأطفال على الأشياء التي يمكنهم التحكم فيها، مثل جهودهم المبذولة في القيام بأمر ما، لكن لا تمدحهم على جمالهم أو موهبتهم التي لا دخل لهم بها.

ساعدهم على تحديد الأهداف لأن إنشاء الأهداف ووضع خطة لتنميته يمكن أن يساعد الأطفال على البقاء على المسار الصحيح عندما تظهر أشياء غير متوقعة أو عقبات في طريقهم.

تأكد من أنهم حددوا أهدافهم الخاصة حتى يشعروا بقدر أكبر من السيطرة دون التعرض للإحباطات إذا سار الأمر بشكل عكسي.

يجب أن يتعلموا توقع الأسوأ مع وضع بعض الحلول المقترحة في حالة وقوع ذلك، حيث يتطلب بناء المرونة لدى الأطفال والمراهقين الوقت والصبر.

كيفية بناء المرونة لدى الأطفال؟  لن يتم هذا الأمر بدون أن تبذل أي مجهود مع أطفالك ويجب أن يكون هناك تعاون كبير بين الآباء والأمهات في هذا الشأن للحصول على نتيجة جيدة.