كيفية استخدام لغة الجسد لترك أثر إيجابي لدى الآخرين
إليك أهمية لغة الجسد وكيفية استخدامها لترك أثر إيجابي لدى الآخرين
يكمن مفتاح النجاح في كل من العلاقات الشخصية والمهنية في قدرتك على التواصل بشكل جيد، ليست الكلمات التي تستخدمها هي وحدها طريقة التواصل مع الآخرين، ولكن أيضاً الإشارات غير اللفظية أو "لغة الجسد" هي التي تتحدث بأعلى صوت. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على لغة الجسد وكيفية استخدامها لترك أثر إيجابي لدى الآخرين.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي لغة الجسد؟
يُشير مصطلح "لغة الجسد" إلى استخدام السلوك الجسدي والتعبيرات والسلوكيات للتواصل غير اللفظي، وغالباً ما يتم ذلك بشكل غريزي وليس بوعي. سواء كنت على علم بذلك أم لا، عندما تتفاعل مع الآخرين، فإنك تقدم وتتلقى باستمرار إشارات بلا كلمات.
ترسل جميع سلوكياتك غير اللفظية، والإيماءات التي تقوم بها، ووضعية جسدك، ونبرة صوتك، ونظرات عينيك رسائل قوية للآخرين. يمكن لهذه الرسائل أن تُطمئن الناس وتبني الثقة تجاهك وتجذب الآخرين نحوك، أو يمكنهم الإساءة والتشويش وتقويض ما تحاول نقله. لا تتوقف هذه الرسائل عندما تتوقف أنت عن الكلام، فحتى عندما تكون صامتًا، فأنت لا تزال تتواصل بطريقة غير لفظية.
في بعض الحالات، قد تتناقض الكلمات التي تخرج من فمك ومع الرسائل غير اللفظية التي تصل إلى الآخرين من خلال لغة جسدك. إذا قلت شيئًا بلسانك، بينما لغة جسدك تقول شيئًا آخر، فمن المحتمل أن يشعر مستمعك أنك غير أمين، ويجب على المستمع هنا أن يختار ما إذا كان سيصدق رسالتك اللفظية أو غير اللفظية. نظرًا لأن لغة الجسد هي لغة طبيعية غير واعية تنقل مشاعرك ونواياك الحقيقية، فمن المحتمل أن يختار المستمع تصديق الرسالة غير اللفظية.
أهمية لغة الجسد
من خلال تحسين طريقة فهمك واستخدامك للتواصل غير اللفظي، يمكنك التعبير عما تعنيه حقاً، والتواصل بشكل أفضل مع الآخرين، وبناء علاقات أقوى وأكثر إفادة.
من خلال لغة الجسد، أنت تخبر الشخص الذي تتواصل معه ما إذا كنت مهتماً حقاً أم لا، وما إذا كنت صادقاً أم لا، ومدى حسن استماعك. عندما تتوافق إشاراتك غير اللفظية مع الكلمات التي تقولها، فإنها تزيد الثقة والوضوح والألفة. عندما لا يحدث هذا التوافق، فيمكن توليد التوتر وانعدام الثقة والارتباك.
إذا كنت تريد أن تصبح متواصلاً أفضل، فمن المهم أن تصبح أكثر حساسية ليس فقط للغة الجسد والإشارات غير اللفظية للآخرين، ولكن أيضاً تجاه لغتك. يمكن أن يلعب التواصل غير اللفظي بعض الأدوار الهامة، هم:
- التكرار: إنه يكرر ويقوي الرسالة التي توجهها لفظياً.
- التناقض: يمكن أن يتعارض مع الرسالة التي تحاول إيصالها، وهو ما يُمثل إشارة للمستمع أنك قد لا تقول الحقيقة.
- الاستبدال: يمكن أن تحل لغة الجسد محل الرسالة اللفظية. على سبيل المثال، غالباً ما تنقل تعبيرات وجهك رسالة أكثر وضوحاً مما تنقله الكلمات.
- مُكمِّل: قد تضيف لغة جسدك إلى رسالتك الشفهية أو تُكملها. إذا كنت مُديراً وتربت موظفاً على ظهره بالإضافة إلى الثناء عليه، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة تأثير رسالتك.
كيفية استخدام لغة الجسد لترك أثر إيجابي لدى الآخرين
إذا كُنت تريد استخدام لغة الجسد لترك أثر إيجابي لدى الآخرين، فيُمكنك الاستعانة بالنصائح التالية:
- وضعية جسدك: حافظ على وضع مريح سواء كنت جالساً أو واقفاً. حافظ على استقامة ظهرك ولكن لا تقف أو تجلس متيبساً، دع تلك الكتفين تسترخي. سيعزز هذا فكرة أنك تشعر بالراحة مع محيطك.
- أخذ مساحة جيدة: لا يعني هذا أنك مضطراً للتمدد أو تكبير حجمك ولكن حاول الجلوس أو الوقوف ورجليك متباعدتين قليلاً. سيعبر هذا للآخرين أنك مرتاح مع نفسك. أظهرت الدراسات أن فتح جسمك وملء مساحة أكبر، وهو الوضع المعروف باسم "وضعية القوة"، هو أمر له مجموعة من التأثيرات المعززة للثقة. كل ما عليك هنا هو الوقوف على قدمين منفرجين مع وضع اليدين على الفخذين. بشكل أساسي، كلما زادت المساحة التي تشغلها، زادت "قوة" الموقف.
- الانحناء قليلاً عند التحدث: عندما تنحني قليلاً عند التحدث مع شخص ما، فإن هذا يوضح أنك تستمع بفاعلية وتبتعد عن إشارات أنك غير مهتم أو معادي للموقف.
- تجنب عقد ذراعيك: عقد ذراعيك هو الدليل المرئي على أنك تنفصل عما يدور حولك. تدرب على تعليق ذراعيك بشكل مريح إلى جانبك أو ضم يديك معاً في حضنك لتظهر للآخرين أنك منفتح على ما يقولونه.
- تجنب كثرة حركة الأيدي: يُعدّ التحدث بيديك طريقة سهلة لدمج الإيماءات في محادثتك ولكن احرص على ألا تجعلها حفلة رقص. يمكن أن يؤدي التأكيد على الكلمات بيديك بحرص واتزان إلى الظهور بمظهر أكثر مصداقية وثقة.
- امنح محدثك مصافحة قوية: تُعدّ المصافحة من أهم إشارات الاتصال غير اللفظي الفعّال لأنها يمكن أن تحدد الحالة المزاجية للمحادثة بأكملها. ستمنحك المصافحة القوية مصداقية فورية بينما المصافحة الضعيفة ستجعلك تبدو هشاً. احرص على عدم سحق يد الشخص الآخر، لأن هذا يمكن أن يُشير إليه بأنك شخص متنمر أو أنك تعوض عن شيء ما.
- تواصل بعينيك جيداً: ارفع رأسك وانظر في عين الشخص الذي تجري محادثة معه عندما يتحدث إليك وعندما تتحدث معه. ليست هناك حاجة للتحديق الكامل والتام، الأفضل أن تتذكر أن تومض وتنظر بعيدًا من حين لآخر. يتيح الاتصال الجيد بالعين للآخرين معرفة أنك مهتم بالمحادثة.
- قم ببعض الحركات الإيجابية: يمكنك إظهار التعاطف من خلال إجراءات بسيطة تُظهر اتفاقك مع متحدثك مثل الإيماء برأسك أو الابتسام. تتيح هذه الإجراءات للناس معرفة أنك تقف إلى جانبهم وأنه يمكنك التماهي مع محنتهم. يمكنك حتى استخدام الضحك عندما يكون ذلك مناسباً.
- تدوين الملاحظات: يُتيح تدوين الملاحظات للآخرين معرفة أنك تقدر ما يقولونه وأنك منخرط في المحادثة. لكن تذكر أن تدوين الملاحظات ليس مناسباً في كل حالة، فقط أفعل هذا عندما يكون الموقف مناسباً.
- كن أبطأ: خذ نفسًا عميقًا، واحبسه لمدة ثانية أو ثانيتين، واتركه يخرج. ركز على إبطاء حديثك وحركات جسمك قليلاً. هذا سيجعلك تبدو أكثر ثقة واتزان. سيساعدك أيضًا على تهدئة نفسك إذا كنت متوتراً.
- تجنب كثرة التحقق من الوقت: يُشير النظر إلى الساعة باستمرار إلى أنك لا تريد أن تكون هناك وأن لديك أشياء أكثر أهمية للقيام بها. إذا كنت تتبع جدولاً زمنياً أو كان لديك موعد آخر، فأخبر الشخص الآخر بأدب أن لديك ارتباط وقدّم العذر لنفسك.
- تجنب النظر إلى الأرض: هذا يخبر الناس أنك خجول أو غير مهتم. أيضاً، تجنب لمس وجهك، صحيح أن كل شخص لديه بعض الاحتياج للحكة بين الحين والآخر ولكن لمس وجهك بشكل متكرر أثناء التحدث مع شخص ما هو مؤشر على أنك تكذب.
- لا تنشغل بشيء ما: سواء كانت ملابسك أو دفتر ملاحظاتك أو أظافرك، اتركها وشأنها. انتقاء شيء للانشغال به والتركيز معه يدل على الملل وعدم التركيز. كذلك، فإن النقر بأصابعك أو قدميك أو حتى القلم يشير إلى التوتر أو نفاد الصبر.
- لا تجلس على الحافة: إن الجلوس على حافة كرسيك سيشير إلى أنك حرفياً على حافة الهاوية عقلياً وجسدياً. يمكنك أن تجعل الآخرين يشعرون براحة أكبر حولك من خلال الجلوس على كرسيك والشعور بالاسترخاء. عندما تميل إلى محادثة لتبدو منخرطاً، فيجب أن تميل بظهرك وتترك قاعك ثابتًا نحو ظهر الكرسي.
- لا تُقدّم ابتسامة مزيفة: يعرف الناس أنك تقوم بتزييف الابتسامة، لذلك لا تكلف نفسك عناء المحاولة. ابتسامة حقيقية تأتي من أكثر من مجرد فمك. يجب أن تُقدّم ابتسامة يمكن رؤيتها في وجهك بالكامل بما في ذلك عينيك. إذا كنت بحاجة إلى الابتسام، والموقف حولك لا يساعدك على ذلك، فحاول التفكير في فكرة أو ذكرى سعيدة.
- انتبه لتعبيرات وجهك: بالنسبة لبعض الأشخاص، قد يساعد قضاء الوقت في الابتسام عن عمد على الشعور بمزيد من الإيجابية وزيادة إمكانية الوصول إلى الذكريات الإيجابية. إنه أمر مُشابه لتأثير نبرة الصوت. حيث تُظهر الأبحاث أنه عندما يتحدث الأشخاص بنبرة هادئة وواثقة، فإنهم يشعرون بمزيد من القوة. يُسمي عالم النفس البريطاني ريتشارد وايزمان هذا مبدأ "كما لو"، تصرف كما لو كنت تشعر بالسعادة والثقة، ومن المحتمل أنك ستبدأ بالفعل في الشعور بالسعادة والثقة.