كيف يختار الشعب الأمريكي حاكمه
ساعات قليلة تفصلنا عن اختيار رئيس أقوى دولة في العالم، في انتخابات أثارت الجدل منذ اليوم الأول للإعلان عن مرشحيها النهائيين. فبعد ساعات من الآن تقف هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديموقراطي في مواجهة مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، ليحدد الشعب الأمريكي أيهما سيسكن المكتب البيضاوي، مقر حكم الولايات المتحدة الأمريكية في البيت الأبيض.
وتتسم الانتخابات الأمريكية بأنها الأكثر تعقيداً من بين انتخابات الرئاسة في العالم، وعلى الرغم من أن العالم أجمع يتابع هذا اليوم بشغف شديد، إلا أن أغلبنا لا يعرف الكيفية التي على أساسها يتم اختيار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأمر الذي سنحاول شرحه لكم بالتبسيط المناسب في هذا التقرير.
ينص الدستور الأمريكية على انتخاب رئيس جديد للدولة كل 4 سنوات، على أن تقام الانتخابات أول يوم يوافق الثلاثاء في الفترة بين 2 و8 نوفمبر، وهو تقليد قديم اتسمت به انتخابات الرئاسة الأمريكية. وتتم الانتخابات على مرحلتين أساسيتين، الأولى هي انتخاب مرشح نهائي يمثل الحزبين الرئيسيين في أمريكا، الجمهوري والديموقراطي، وهي عملية تسمى "الانتخابات التمهيدية"، ويصوت فيها أعضاء الحزبين لاختيار من سيمثلهما في الانتخابات العامة، وهي المرحلة الثانية التي يقوم فيها المواطن الأمريكي بالتصويت لاختيار أحد المرشحين للفوز بالمنصب الأقوى في العالم.
ولكن ملا يعرفه البعض أن الشعب الأمريكي لا يصوت مبشرة لاختيار مرشح بعينه، بل يصوت لما يعرف باسم المندوبين أو "المجمع الانتخابي"، ولكن ماهو المجمع الانتخابي؟
يتكون المجمع الانتخابي من 538 مندوباَ، وهم من يقومون بالفعل بالتصويت رسمياً لاختيار الرئيس ونائبه، ويساوي عدد المندوبين المخصصين لكل ولاية عدد أعضاء مجلسي النواب والشيوخ عن هذه الولاية، بالإضافة إلى 3 مندوبين لمقاطعة كولومبيا التي تضم واشنظن العاصمة والمعروف أنها ليس لها تمثيل نيابي في الكونجرس.
إذاً لا يصوت الناخب لصالح المرشح مباشرة، بل يصوت لصالح المندوب المنتمين لهذا المرشح، أي الذين وعدوا بانتخاب مرشح بعينه. وفي الواقع لا يوجد قانون يجبر المندوبين المكونين للمجمع الانتخابي بالالتزام بانتخاب المرشح الذي صوت له الناخبين في الولاية، إلا أن الأمر أصبح عادة، ودليلاً على الولاء لمواطني الولاية في بعض الولايات.
ومع هذا لا يزال بإمكان الناخب التصويت لصالح مرشحه مباشرة، ولكن في حالة عدم ورود اسم المرشح أو مندوبه على بطاقة الاقتراع، وهي حالة لا تحدث إلا مع الأحزاب الصغيرة التي لم يحدث أن فازت بالانتخابات في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
من هذا نعرف أن النتيجة النهائية يحددها مندوبي الولايات في المجمع الانتخابي، وقد حدث من قبل أن تعرضت نتيجة التصويت العام مع نتيجة المندوبين، حيث فاز جورج بوش الابن بانتخابات عام 2000 على الرغم من خسارته أمام آل جور في التصويت العام.
لكي يفوز أحد المرشحين بمقعد الرئاسة عليه أن يحصل على 270 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي، وفي حالة عدم حصول المرشح على هذا العدد، يتم اختيار الرئيس في اقتراع يجري في مجلس النواب، وهو التصويت الذي تمنح فيه كل ولاية صوتاً واحداً فقط، بينما يقوم مجلس الشيوخ باختيار نائب الرئيس بالطريقة ذاتها.
بعد الانتهاء من هذه العملية وإعلان اسم الفائز بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، تبدأ مراسم تنصيبه وحلفه لليمين الدستورية في شهر يناير من العام التالي، وفي انتخابات هذا العام تقام المراسم يوم 20 يناير 2017.