كيف يجني مؤثرو الإنترنت دخلاً شهرياً كبيراً؟
شهد العقد الماضي ظهور قطاع اقتصادي جديد معتمد بشكل أساسي على شبكة الإنترنت، وهو يُعرف باسم اقتصاد مؤثرو الإنترنت، حيث يضم الآلاف من صناع المحتوى من مختلف بلاد العالم، والذين يحققون أرباحاً كبيرة من مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها فيسبوك ويوتيوب وإنستغرام، والتي تعد مصادر الدخل الرئيسية لهم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
من أين يأتي مؤثرو الإنترنت بدخلهم الشهري؟
وبينما يظن البعض أن صناع المحتوى هؤلاء من السهل عليهم جميعاً تحقيق مكاسب كبيرة من عملهم هذا، إلا أن الأمر ليس بهذه السهولة، حيث أنهم مهددون بشكل مستمر من قبل منصات التواصل الاجتماعي التي ينشطون من خلالها، والتغييرات التي تطرأ بين الوقت والآخر على خوارزمياتها، والتي تلعب دوراً مؤثراً في وصول محتواهم إلى الجمهور المستهدف.
وإلى جانب هذا، فليس كل صناع المحتوى على الإنترنت على نفس القدر من النجاح والشهرة، فهناك مؤثرين يحققون دخلاً ضخماً في الشهر، بينما هناك كثيرون يحققون أرباحاً قليلة، وتلك الفئة الأخيرة هي الأكثر تأثراً بأي تغييرات قد تحدث على مواقع التواصل الاجتماعي.
شاهد أيضاً: أرباح يوتيوب في مصر وأحلام الثراء السريع
ولهذا السبب، بدأ المؤثرون على الإنترنت في البحث عن طريقة جديدة لضمان تحقيق الرباح، وهي الاعتماد على الدخل الذي يأتي بشكل مباشر من المتابعين المهتمين بالمحتوى الذين يقومون بنشره.
وبحسب ما ذكرته تقارير محلية، فإن هناك العديد من المنصات التي ساهمت في تحقيق هذا، مثل Kajabi و Substach وGumroad، وغيرها، موضحة أن المؤثرين على الإنترنت يعتمدون على مثل هذه المنصات من أجل التواصل بشكل مباشر مع المستخدمين، وبالتالي فهم يحصلون منهم على الدخل أيضاً بشكل مباشر.
واللافت في الأمر أن هذا القطاع الجديد من مؤثري الإنترنت لن يتأثر بطريقة سلبية بأي تغييرات تحدث في شبكات التواصل الاجتماعي، سواء كانت تغييرات في خوارزميات أو حتى السياسات.
كما أنهم لن يتأثروا أيضاً في حال أصيبت مواقع التواصل الاجتماعي بأي عطل مفاجئ يستمر لفترة طويلة، مثلما حدث مع فيسبوك والمنصات والمواقع التابعة له، والتي توقفت جميعها عن العمل لعدة ساعات قبل بضع ساعات.
وقد أجريت عدة دراسات على أسلوب عمل هؤلاء المؤثرين المستقلين، حيث أفادت أنهم يستمرون بالفعل في تقديم محتواهم على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، ولكنهم في نفس الوقت يقدمون محتوى حصري وخاص للمستخدمين الذين يشتركون لديهم بشكل شهري.
وبهذه الطريقة، يستطيع المؤثرون بمنتهى السهولة ضمان تحقيق دخل شبه ثابت بشكل شهري، بعيداً عن إيرادات الإعلانات أو نشب المشاهدات أو حتى التعاونات المدفوعة مع العلامات التجارية المختلفة.
ووفقاً لما جاء في إحدى الدراسات، فإن 57% من المؤثرين الذين اعتمدوا على هذه الطريقة، قد نجحوا من تحقيق دخل مستمر من خلال الاشتراكات.
وذكرت التقارير أنه حتى يتمكن المؤثر من تحقيق 1000 دولار أمريكي شهرياً من نشر محتواه على مواقع التواصل الاجتماعي، فهو يحتاج إلى تحقيق حوالي 2 مليون مشاهدة على يوتيوب، أو نحو 100 ألف متابع نشط على إنستغرام.
ولكن من ناحية أخرى، فمن أجل تحقيق نفس هذا الدخل بالاعتماد على الاشتراكات، فالأمر لا يحتاج إلا إلى حوالي 230 مشتركاً شهرياً على منصات مثل Substach أو Patreon، وغيرهما.
ويستطيع المؤثر أن يستمر في تقدم المحتوى عبر جميع شبكات التواصل الاجتماعي بشكل طبيعي، ولكنه سيحتاج إلى توفير مميزات أخرى بشكل مستمر، حتى يتمكن من إقناع المستخدمين من الاشتراك لديه، والقيام بدعمه في حالة حققوا استفادة مما يقدمه، وهذا الأمر قد يستجيب له البعض منهم، فيقومون بدفع اشتراكات شهرية.
وأشارت التقارير إلى أن هذا الأسلوب الذي أصبح يعتمده الكثير من المؤثرين، يعتمد بشكل رئيسي على الاستهداف الجيد للمتابعين، كما صار ضرورياً على مؤثري الإنترنت أن يعملوا بشكل مستمر على زيادة أعداد المشتركين لديهم، أو على الأقل الحفاظ على الأعداد الحالية المشتركة لديهم.
وربما يكون الهدف الرئيسي وراء هذا الأمر هو الاستمرار في تحقيق دخل شبه ثابت بشكل أساسي، إلى جانب الأرباح الأخرى التي يجنيها مؤثرو الإنترنت بطرق أخرى.