كيف وصل مهرجان "أكتوبر فيست"الألماني إلى البرازيل؟
- مقالات ذات صلة
- هل يتولى زين الدين زيدان تدريب البرازيل؟
- كم عدد بطولات كأس العالم FIFA التي فازت بها البرازيل؟
- ماذا طلب وليد الركراكي من لاعبي المغرب بعد الفوز على البرازيل؟
لعل المرء يتعجب إذا تصادف تواجده في البرازيل مع الاحتفال بمهرجان "أكتوبرفست". ولكن ما الذي جاء بهذا المهرجان الألماني للبرازيل في الأساس؟ يرجع الأمر إلى توافد الألمان على البرازيل على مدى القرنين الماضيين، أساسا للبحث عن حياة أفضل بعد تدهور المحاصيل الزراعية، وأيضا في أعقاب الحروب النابليونية.
واحتضنت البرازيل أولئك المهاجرين، وقدمت حوافز مالية وأدوات زراعية وبذور، لمن يريد منهم أن يزرع الأرض خاصة في منطقة الجنوب. وتقول مارتينا هاكلبيرغ، القنصل العام الألماني بمدينة ساوباولو، إن نحو ستة ملايين برازيلي أي ما نسبته 3% من السكان ينحدرون من أصول ألمانية.
ويوضح البروفسور مارتن دريهر، المؤرخ والأستاذ الجامعي، أنه قبل قرنين من الزمان جاء إلى البرازيل ما يتراوح بين 300 ألف إلى 400 ألف، من المتحدثين باللغة الألمانية، في سلسلة موجات من الهجرة ولم تقتصر جنسية أولئك المهاجرين على الألمانية، بل جاء معهم أيضا ألمان روس وأيضا من سكان الإمبراطورية النمساوية المجرية.
وجلب القادمون الجدد معهم تقاليدهم، وأنشأوا نوادي للغناء والرماية وألعاب الجمباز. وحرصوا على إحياء مهرجان "أكتوبرفست" حيث كان يقام ثاني أكبر مهرجان له في العالم، بمدينة بلوميناو بجنوبي البرازيل.
مصانع الجعة في البرازيل جميعها تقريبا من أصل ألماني
وتشير دراسة لمعهد مارتيوس ستادن الذي يروج للتبادل الثقافي بين ألمانيا والبرازيل، إلى أن جميع مصانع الجعة الأولى في البرازيل تقريبا كانت ذات أصل ألماني، وتم إقامتها في القرن التاسع عشر.
وتعد البرازيل حاليا أكبر دولة خارج أوروبا، بها أكبر نسبة من السكان الذين يتحدثون الألمانية، وفقا لما تقوله السفارة الألمانية، ويتراوح عدد البرازيليين الذين يتحدثون بالألمانية أو بإحدى لهجاتها ما بين نحو مليون إلى مليوني شخص، وفقا لبيانات معهد مارتيوس ستادن.
ويقول معهد مارتيوس ستادن إنه يوجد في البرازيل أيضا، نحو 350 مدرسة عامة وتابعة للولايات بالإضافة إلى 60 جامعة تتيح دروسا لتعلم اللغة الألمانية. وبالإضافة إلى مصانع الجعة أسس المستوطنون أيضا مؤسسات عديدة اعتبارا من المدارس إلى المستشفيات، مرورا بالمنظمات الخيرية وغرف التجارة، وهذه المؤسسات جميعها صارت جزءا لا يتجزأ من المجتمع البرازيلي.
واستقرت الشركات الألمانية الكبرى في البرازيل في الخمسينيات من القرن العشرين، مما ساعد على إعطاء دفعة للصناعة البرازيلية، وأصبحت البرازيل الآن موطنا لنحو 1300 شركة ألمانية، معظمها موجود في منطقة ساو باولو الكبرى، والتي صارت أكبر موقع للأنشطة التجارية الألمانية خارج ألمانيا ذاتها.
م.أ.م / ع.ش (د ب أ)