كيف للتغذية أن تنجي المصابين بداء السل وتساعدهم على الشفاء؟

  • بواسطة: DWW تاريخ النشر: منذ 6 أيام
مقالات ذات صلة
أسباب الإصابة بداء السكري في الصيف
أعراض نادرة قد تنبه إلى الإصابة بداء السكري من النوع الثاني
من هم أبرز مشاهير السياسة والفن والرياضة الذين دعوا لخادم الحرمين بالشفاء؟

في اليوم العالمي للسل، كانت الهند واحدة من البلدان التي أبلغت عن ارتفاع حالات المصابين بالسل، إذ وصل العدد إلى 577,712 حالة في أول 81 يوما من عام 2025 حسب تقرير لصحيفة The south first، مما يبرز التحدي الصحي الكبير الذي يسببه الداء.

ويُعد سوء التغذية، الذي يُضعف المناعة، عاملا رئيسيا في انتشار السل. وقد أكد الدكتور أ. راجاشيام، مسؤول مكافحة السل في ولاية تيلانغانا الهندية، أن نقص التغذية يزيد من قابلية الإصابة بالسل الحاد، وقد يؤدي إلى تطور الأمر لمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).

عندما يعاني شخص ما من نقص التغذية، يضعف جهازه المناعي، مما يسهل على مرض السل مهاجمته. وقد أوضح طبيب أمراض الرئة راجيف، المقيم في حيدر أباد، في حديث لصحيفة ساوث فيرست، أن مرض "السل وسوء التغذية مرتبطان بشكل وثيق، حيث يسبب السل فقدانا حادا للوزن، بينما يزيد سوء التغذية من خطر الإصابة بالسل".

وأضاف المتحدث، أنه "عندما تُصيب بكتيريا السل شخصا ما، يُطلق الجهاز المناعي السيتوكينات لمكافحته، وتُعزز هذه السيتوكينات عملية الأيض وتُحلل الدهون والعضلات، مما يؤدي إلى فقدان سريع للوزن، وهي حالة تُعرف طبيا باسم الهزال".

فقدان الشهية.. تحد إضافي!

كما يُسبب السل فقدان الشهية، مما يُضعف الجسم ويمنعه من المقاومة. وقد شرح الدكتور راجيف الأمر قائلا: "يُعطّل السل إشارات الجوع في الدماغ، مُسبّبا فقدان الشهية، بينما تزيد الحمى والتعرق الليلي من استهلاك الطاقة، مما يستنزف احتياطيات الجسم الغذائية".

وأضاف أن السل يُلحق الضرر أيضا بالجهاز الهضمي، مما يُصعّب على الجسم امتصاص العناصر الغذائية الأساسية. موضحا أنه "نتيجةً لذلك، غالبًا ما يُعاني مرضى السل من سوء تغذية حاد وضعف وتأخر في التعافي، مما يُؤدي إلى دوامة تدهور حيث يُضعف سوء التغذية جهاز المناعة أكثر، ويسمح لمرض السل بأن يصبح أكثر عدوانية".

وأشار إلى أنه كما لا يُمكن لفريق كريكيت الفوز في مباراة باستراتيجيات جيدة ولاعبين ضعفاء فقط، لا يُمكن لمريض السل التعافي بالأدوية فقط دون تغذية سليمة.

وشدد المتحدث أن "الأشهر القليلة الأولى من علاج السل أشبه بمباريات القوة، وهي الفترة الأكثر حرجا. إذا حصل الجسم على ما يكفي من الغذاء والطاقة خلال هذه المرحلة، فسيكون قادرًا على مكافحة السل بفعالية أكبر، وتقليل خطر حدوث مضاعفات، وضمان الشفاء التام".

التغذية: جوهر العلاج

شرح الدكتور راجاشيام، مسؤول مكافحة السل في ولاية تيلانغانا، لمنظمة "ساوث فيرست"، أن الجهاز المناعي يحتاج إلى البروتينات والفيتامينات والمعادن لمكافحة العدوى بفعالية، لكن سوء التغذية يضعف خلايا الدم البيضاء، مما يقلل من قدرة الجسم على مقاومة بكتيريا السل".

وأشار إلى أن الدراسات تظهر أن الأفراد الذين يعانون من سوء التغذية أكثر عرضة للإصابة بالسل بـ 3 إلى 4 مرات من الذين يحصلون على تغذية سليمة.

دراسة قامت بها منظمة RATIONS في ولاية غهارخاند الهندية، والمنشورة في مجلة The Lancet Global Health، قدمت أدلة دامغة على أن نقص التغذية يُمثل عامل خطر رئيسي لوفيات السل وفشل العلاج والانتكاس. ولا يُعدّ نقص التغذية نتيجةً للسل فحسب، بل هو أيضًا سبب رئيسي لتطور المرض.

وقد وجدت الدراسة أن 82% من مرضى السل يُعانون من نقص الوزن، وأن 17.3% يُعانون من نقص تغذية حاد. ويخلص التقرير إلى أن التغذية لا تقل أهمية عن المضادات الحيوية في علاج السل، ويحث على اتخاذ إجراءات فورية لضمان نتائج علاجية أفضل، وخفض الوفيات، والقضاء على السل.

م.ب