كيف غيّر فيروس كورونا من طقوس الدفن عند المسلمين واليهود؟

  • بواسطة: DWW تاريخ النشر: الجمعة، 03 أبريل 2020
مقالات ذات صلة
إبراهيموفيتش يهدد فيروس كورونا
فيروس كورونا الجديد: إلى أين؟
اختبر معلوماتك عن فيروس كورونا

دفع ارتفاع عدد الوفيات جراء أزمة كورونا اليهود والمسلمين إلى تغيير طقوس الدفن والحداد في الأراضي المقدسة. ففي إسرائيل عادة ما يوارى المتوفى من اليهود الثرى في ثوب فضفاض وكفن دون نعش. أما الآن فيتم نقل جثث ضحايا كورونا لكي يقوم بتغسيلها أفراد يرتدون ملابس وقاية كاملة ويتم لفها بغطاء بلاستيكي محكم. وقبل الدفن تُلف الجثث بالبلاستيك مرة أخرى.

وفي هذا السياق يقول ياكوف كيرتس الذي يعمل لدى منظمة شيفرا كاديشا وهي الجماعة الرئيسية التي تشرف على دفن اليهود في إسرائيل: "المشاعر متباينة جداً... لا ندري ماذا نتوقع. ولا نعرف كم عدد الموتى الذين سنتولاهم. المخاوف كثيرة".

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

"الضرورات تبيح المحظورات"

بالمقابل يقول الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، إن فتاوى جديدة صدرت للتعامل مع المتوفين من مرضى كورونا عند الدفن. وأضاف أن هذا الأمر فرضته الضرورة "والضرورات تبيح المحظورات" ومن ثم لا يتم تغسيل الميت أو لفه بالكفن ويدفن في كيس بلاستيكي.

وأعلنت إسرائيل عن 29 حالة وفاة بالكوروناحتى الآن، أما الفلسطينيون فأعلنوا عن حالة وفاة واحدة فقط، إضافة إلى تأكد إصابة 155 شخصاً بالفيروس في الضفة وغزة.

وقد تغيرت الجنازات وطقوس الحداد للجميع منذ أن فرضت السلطات الإسرائيلية والفلسطينية تعليمات لملازمة البيوت وقيدت أعداد المشاركين في التجمعات العامة لمحاولة وقف انتشار العدوى.

ويمكن حضور عدد لا يتجاوز 20 فرداً الجنازات في إسرائيل على أن تقام الجنازة في منطقة مفتوحة فقط. وتقضي قواعد التباعد الاجتماعي بعدم معانقة أسرة المتوفي.

وأثر ذلك على تقليد شيفا اليهودي الذي يبدأ بعد الجنازة لمدة سبعة أيام يزور فيها الناس أسرة المتوفى لتقديم التعازي وإحضار الطعام وتبادل الذكريات عن الراحل.

عزاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي

وفي غزة والضفة الغربية المحتلة تتلقى أسر الموتى التعازي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فقد فقد إيهاب نصر الدين شقيقه الذي توفي بالسرطان الأسبوع الماضي. ونُقل جثمانه من المستشفى إلى المقابر ولم تستطع الأسرة الصلاة عليه بالمسجد الأقصى كما كانت تخطط.

وقال نصر الدين: "غالب - رحمه الله- توفي في 23 مارس/ آذار إثر مضاعفات إصابته بالسرطان". وأضاف "أخذناه إلى المقبرة في باب الأسباط. لم نصل عليه في المسجد الأقصى لأن الأقصى كان مغلقاً. صلينا في المقبرة نفسها. كان هناك قرابة عشرة أو خمسة عشر شخصاً. أولاده وأخوته والأقارب المقربين ودفناه".

وتابع: "بعد الدفن تقبلنا التعازي في نفس المقبرة طبعاً. بدون سلام أو عناق أن تقبيل. لم يكن الأمر مريحاً. لكن الأمور سارت على خير".
وقال نصر الدين: "نشرنا على الفيسبوك وجميع وسائل التواصل الاجتماعي اعتذارنا عن إقامة بيت للعزاء بوفاة أخي غالب بسبب الأوضاع الراهنة. لا نريد أن نتسبب في انتقال العدوى، إذ يمكن أن يكون أحد المعزين حاملاً للفيروس وينقله إلى بقية المعزين".

ع.ح/ع.غ (رويترز)