كيف غيّر الأمير محمد بن سلمان ملامح الشرق الأوسط؟
الأمير محمد بن سلمان، هو ولي عهد المملكة العربية السعودية، وواحد من الشخصيات الرئيسية التي ساهمت في إحداث تغييرات كبيرة في المملكة العربية السعودية، وهو ما انعكس بدوره للتأثير في ملامح الشرق الأوسط.
فمنذ توليه منصب ولي العهد في عام 2017، قام الأمير محمد بن سلمان بتنفيذ سلسلة من الإصلاحات والتغييرات على مستوى الدولة، والتي أثرت على مجموعة واسعة من المجالات، كما كان لها تأثير إقليمي ودولي ملحوظ.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
فيما يلي نستعرض معكم أبرز الإجراءات التي قام بها الأمير محمد بن سلمان، منذ توليه منصب ولي العهد، والتي ساهمت في تغيير ملامح الشرق الأوسط بشكل عام، والمملكة بشكل خاص:
رؤية السعودية 2030
هي خطة إصلاح شاملة، أطلقها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في عام 2016، حيث تهدف هذه الرؤية إلى تحويل اقتصاد المملكة من الاعتماد الرئيسي على النفط، إلى اقتصاد متنوع ومستدام، وتطوير القطاعات غير النفطية وتعزيز جودة الحياة للمواطنين، إضافة إلى تعزيز مكانة السعودية كمركز عالمي للأعمال والتجارة والسياحة.
وتعتمد رؤية 2030 على عدة محاور أساسية، أبرزها:
- اقتصاد متنوع: تهدف رؤية المملكة 2030 إلى تنويع مصادر الدخل من خلال تطوير القطاعات غير النفطية، مثل السياحة والترفيه والتصنيع والتكنولوجيا، كما أنها تهدف إلى زيادة مساهمة هذه القطاعات في الناتج المحلي الإجمالي، وتقليل اعتماد الاقتصاد على النفط.
- تطوير البنية التحتية: تسعى رؤية السعودية 2030 إلى تطوير البنية التحتية في المملكة، بما في ذلك قطاعات النقل والاتصالات والطاقة والمياه، حيث تهدف هذه الجهود إلى تعزيز الاستدامة، وكذلك تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين والشركات.
- تعزيز القطاع الخاص والاستثمار: تشجع رؤية المملكة 2030 على تطوير القطاع الخاص وزيادة الاستثمارات، سواء المحلية أو الأجنبية، وذلك عن طريق تحسين بيئة الأعمال وتيسير الإجراءات، إضافة إلى توفير فرص استثمارية جاذبة، وتحقيق نمو مستدام.
- رفع جودة الحياة: تهدف رؤية السعودية 2030 إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين، وذلك من خلال توفير فرص عمل أفضل وخدمات صحية وتعليمية متقدمة، كما أنها تركز على تعزيز الحياة الاجتماعية والثقافية والرياضية.
- تحسين الإدارة الحكومية: تهدف رؤية المملكة 2030 إلى تحسين الإدارة الحكومية وتعزيز الشفافية والمساءلة، وذلك عن طريق تطوير أدوات التخطيط والرقابة، وتحسين جودة الخدمات الحكومية، إضافة إلى تحسين أداء الجهاز الحكومي.
وفي لقاء سابق أجراه الأمير محمد بن سلمان مع الإعلامي عبدالله المديفر، تحدث ولي العهد السعودي عن أهم الإنجازات التي حققتها المملكة في السنوات الـ 5 الأولى بعد إطلاق رؤية السعودية 2030.
فعلى سبيل المثال، ففيما يتعلق بموضوع الإسكان، نوه ولي العهد السعودي إلى ارتفاع نسبة تملك المساكن من 47% إلى 60%، وذلك خلال 4 أعوام فقط، مما يعطي مؤشراً إيجابياً إلى أين تتجه المملكة في هذا الملف المهم.
كما تحدث الأمير محمد بن سلمان عن ملف البطالة، حيث أشار إلى أن المملكة تمكنت من خفضها من 14% إلى 11%، وكانت سادس أفضل دولة في مجموعة دول الـ 20 أداء من ناحية البطالة.
وبالنسبة للإنجازات الاقتصادية، فقد أكد ولي العهد السعودي أنها تتضمن ارتفاع الإيرادات غير النفطية من 166 مليار ريال إلى 350 مليار ريال، وتضاعف الاستثمارات الأجنبية أكثر من 3 أضعاف، فكانت نحو 5 مليار ريال سنوياً، فتصل إلى حوالي 17 مليار ريال في العام.
الإصلاحات الاجتماعية
منذ توليه منصب ولي العهد في عام 2017، قاد الأمير محمد بن سلمان سلسلة من الإصلاحات الاجتماعية، التي أحدثت تحولاً كبيراً في المملكة العربية السعودية، كما انعكست آثارها على منطقة الشرق الأوسط.
وهدفت هذه الإصلاحات إلى تحقيق تنمية مستدامة، وتعزيز جودة الحياة للمواطنين، بالإضافة إلى توفير بيئة تشجع على التطوير والابتكار.
ومن أبرز هذه الإصلاحات:
- تعزيز دور المرأة في المجتمع والاقتصاد: هناك العديد من الإصلاحات التي أدت إلى زيادة مشاركة المرأة في المجتمع السعودي، وتحسين مكانتها الاقتصادية والاجتماعية، مثل السماح للنساء بالقيادة، ورفع القيود المفروضة على سفر السعوديات دون موافقة ولي الأمر، كما تم توسيع فرص المشاركة النسائية في سوق العمل وتعزيز حقوق المرأة، حيث شمل هذا توفير فرص تعليم وتدريب أوسع، وزيادة تمثيل النساء في مختلف المجالات.
- تحسينات في مناهج التعليم: تم تعديل مناهج العديد من المراحل التعليمية في السعودية، بهدف تعزيز التعليم الحديث والمهارات العملية، إضافة إلى تطوير قدرات الطلاب.
- تطوير القطاع الصحي وتوفير الرعاية الصحية: تم التركيز على تطوير القطاع الصحي وتحسين الخدمات الطبية، وكذلك توفير الرعاية الصحية للمواطنين.
- تطوير قطاع الترفيه والثقافة: شهدت المملكة خلال السنوات الأخيرة، تطويراً كبيراً في مجالات الترفيه والثقافة، من إقامة حفلات موسيقية وفعاليات رياضية كبرى، إلى فتح صالات سينما ومسارح.
- تمكين الشباب السعودي وتعزيز مشاركتهم في المجتمع: وذلك من خلال توفير فرص عمل وتدريب، وتشجيع ريادة الأعمال، وتعزيز التعليم والتدريب المهني، إضافة إلى تقديم منح ودعم تعليمي، وتطوير القيادات الشابة، حيث تهدف هذه الجهود إلى تمكين الشباب السعودي، وتجهيزهم لمواجهة تحديات المستقبل، والمساهمة في تحقيق تطور البلاد.
- تعزيز الحياة الاجتماعية والرياضية: تم تعزيز الحياة الاجتماعية والرياضية، وذلك من خلال توفير مساحات للترفيه والتسلية، وإقامة فعاليات رياضية كبرى.
التحالفات الإقليمية والدولية
قام الأمير محمد بن سلمان بتعزيز تحالفات المملكة العربية السعودية، الإقليمية والدولية، حيث كان تعزيز تحالفات السعودية الإقليمية والدولية، خطوة مهمة في اتجاه تعزيز مكانة المملكة في المنطقة والعالم.
فعلى المستوى الإقليمي، سعى ولي العهد السعودي إلى تعزيز العلاقات مع دول الخليج العربي، ودول مجلس التعاون الخليجي، كما سعى إلى بناء علاقات جيدة مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ودول آسيا الوسطى.
وعلى المستوى الدولي، سعى ولي العهد السعودي إلى تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أوروبا، وروسيا، والصين، كما سعى إلى بناء علاقات جيدة مع الدول العربية والإسلامية.
وفيما يلي بعض أبرز تحالفات المملكة العربية السعودية الإقليمية والدولية، والتي تم تعزيزها في عهد الأمير محمد بن سلمان:
- تحالف الخليج العربي: تم تعزيز العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، ودول مجلس التعاون الخليجي، وقد ساهم ذلك في توحيد الصف الخليجي، ومواجهة التحديات المشتركة.
- تحالف محاربة الإرهاب: انضمت المملكة العربية السعودية إلى تحالف عسكري يضم 34 دولة، من أجل محاربة الإرهاب. ومن بين الدول المشاركة في التحالف: تركيا، الأردن، نيجيريا، مصر، تونس، وليبيا.
- علاقات المملكة العربية السعودية مع الولايات المتحدة الأمريكية: تم تعزيز العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، حيث ساهم ذلك في تعزيز التعاون الأمني والعسكري بين البلدين.
- علاقات المملكة العربية السعودية مع الصين: تم تعزيز العلاقات بين المملكة العربية السعودية والصين، وقد ساهم ذلك في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وزيادة الاستثمارات الصينية في المملكة العربية السعودية.
مكافحة الفساد
اعتبر الأمير محمد بن سلمان، مكافحة الفساد، أولوية قصوى منذ توليه ولاية العهد في عام 2017، حيث ذكر في إحدى تصريحاته، أن الفساد كان قد انتشر في السعودية خلال العقود الماضية، وأصبح يستهلك ما بين 5%- 15% من ميزانية الدولة، وهو ما كان ينعكس سلباً في مستوى الخدمات والمشاريع وعدد الوظائف وما إلى ذلك، كما أنه تسبب في ضياع العديد من الفرص الكبيرة في المملكة.
وأكد ولي العهد السعودي على أن الفساد أصبح شيئاً من الماضي، ولن يتكرر بعد اليوم على أي نطاق كان، دون حساب قوي ومؤلم لمن تسول له نفسه، كبيراً أو صغيراً.