كيف تصبح خبيرًا في مجال عملك.. ما المستوى الذي وصلت إليه؟

  • تاريخ النشر: الأحد، 21 يوليو 2024
مقالات ذات صلة
كيف تصبح مميزًا في عملك.. لا تنتظر الفرصة بل اصنعها
ما هو الجيل الذي تنتمي إليه؟
هل وصلت هدى إلى الإمارات

كيف تصبح خبيرًا في مجال عملك؟ يطرح الكثيرين هذا السؤال دائمًا على أنفسهم، ويتساءلون عن الوقت الذي يجب أن يصلوا فيه إلى مرحلة الخبراء في العمل، والحقيقة أن السعي المستمر في عملك سيوصلك حتمًا إلى الخبرة التي تريدها، لكن يجب ان تضع يدك على الخطوات التي تسرع وصولك وتضعك على الطريق الصحيح، حتى تستفيد من تلك الخبرة في تطوير عملك.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ما معنى الخبرة في مجال العمل؟

تعبر الخبرة في العمل عن تمكنك من الإلمام بكافة المعلومات عن مجالك، وذلك من خلال التعرف عليه والوعي بمشكلاته والعثور على حل المناسب لها، كما يجب أن تكون لديك تلك النظرة الشاملة للسوق الضام لهذا المجال.

لا يكفي أن يعرف الفرد المهام اليومية التي يؤديها في العمل ليصبح خبيرًا به، ولكن يجب عليه أن يتخطى تلك الخطوة إلى السعي وراء خفايا مجاله، فعلى سبيل المثال إذا كنت تعمل في مجال بيع الطعام  عليك ألا تتوقف عن التعرف عن الأطعمة الجديدة وحتى إذا كنت تبيع نوع محدد فقط من الأطعمة، لا يزال عليك التعرف على كافة النكهات والأمور التي تحسن من جودته، وعندما تصل إلى مرحلة محددة يمكنك نقل خبرتك إلى الآخرين من خلال تعليمهم، وهكذا تستمر في اغتراف المعرفة وملأ رأسك بها.

لا تنسى أن ترى ما يفعله المنافسين وتسعى للتفوق عليهم، ويمكنك التأكد من حاجتك إلى المزيد من الخبرة من خلال إجراء التقييم الذاتي لنفسك في مجالك.

يجب أن تسأل نفسك هل أنت على معرفة جيدة بالمؤثرين في مجال عملك والأسماء الكبرى في السوق، وما هي أهم المعايير التي عليك الالتزام بها في عملك، وهل لديك استراتيجية تعمل من خلالها على الوصول إلى أهم المعلومات عن المنافسين؟ وما هي قدرات التواصل التي تمتلكها، وما هي نسبة اطلاعك على التطورات في مجال عملك.

مستويات الخبرة بالعمل

تتعدد المستويات المتعلقة بالخبرة في العمل، لذلك يجب أن تحدد في أي مستوى أنت وكيف تصل إلى المستوى التالي، وهكذا حتى تستحوذ على كامل الخبرات، وهذه المستويات هي:

المستوى الأساسي

في البداية يجب أن تعتبر نفسك لست خبيرًا في مجال عملك، وبالتالي تستطلع الأمر منذ البدايات، من خلال التعرف على أهم الأسماء التي تعمل في نفس مجال عملك، ثم فعل خاصية الفضول التي يمكنك من خلالها الوصول إلى المزيد والمزيد من المعلومات، ولا تغلق بابك أمام أي معلومة بل استقبلها بشكل جيد واعمل على تصنيفها بداخلك من حيث الأهمية.

المستوى المتوسط

بعد أن تخرج من النطاقات الضيقة التي تعيش بها، يمكنك الآن النظر بشكل جيد إلى المجال بالكامل، فلديك صورة واضحة له، ويجب أن تركز هنا على معرفة نقاط القوة والضعف في السوق وما يميزك عنهم، وسيجعلك ذلك المتحدث اللبق في عملك والذي لديه دائمًا معلومات جيدة حول العمل ويعرف التوجهات الجديدة وهو ما يساهم في نجاح مشروعاتك.

اقرأ أيضاً: في عالم الأعمال: استراتيجيات إدارة الوقت والتغلب على التسويف

المستوى الجيد

بعد أن تتعرف على كافة المعلومات المتعلقة بالعمل، يمكنك الآن الوصول إلى المشكلات والعقبات المتوقعة من قبل أن تحدث سواء نتيجة لتغيرات السوق أو أي تدخل آخر.

من خلال هذا المستوى ستكون كلماتك عبارة عن إضافات واقعية للعمل، وستنشغل بحضور الفعاليات والمؤتمرات المتعلقة بالعمل كما لن تواجه أي صعوبات في جمع البيانات أو المعلومات مرة ثانية، بل ستتمك من استخراج أفضل الأفكار المبتكر للعمل دون أي مساعدات.

لن تكون لديك مشكلة في وضع أكثر من حل لمشكلاتك في العمل وإدارة الفرق بشكل فعال، وإذا لم تكن في مكانة إدارية كمتقدمة من الممكن أن تصبح أخيرًا مؤهلًا لذلك.

المستوى المتقدم

إذا توصلت إلى تلك المرحلة فأنت الآن من أصحاب الفكر العميق والقدرة على الإتقان الشديد في العمل، كما أن رؤيتك أصبحت واسعة فبمقدورك أن تتعرف على التطورات العالمية في المجال وتطبيقها ورؤية المشكلات المحلية والتخلص منها.

ستلاحظ تقدم مشروعاتك في السوق ونجاحها على مستوى كبير لأنك قادر على إدارتها في الاتجاه الصاعد فقط.

مستوى الخبرة

عند الوصول إلى تلك المرحلة تكون قد اكتنزت ما يكفي من المعلومات التي تجعلك محط أنظار الجميع، فالكل يراك الخبير الأول في مجالك، وينتشر اسمك مقترنًا بكل ما يتعلق بالمجال الذي تعمل به.

يجب أن تكون قادرًا في تلك الحالة على اكتشاف المشكلات وحلها وتوقع غيرها ووضع الحلول المناسبة استعدادًا لها، مع توجيه العمل إلى أماكن جديدة خصبة لم تكتشف بعد، وتحويل الرماد إلى ذهب بين يديك من خلال تحويل الفرص إلى نجاحات غير متوقعة.

طرق تطوير الخبرة في العمل

بعد أن تعرفت على المستويات التي تمر بها الخبرة، يجب أن تكون على وعي كامل بأن الخبرة من الأشياء المكتسبة، فحتى وأنت في المستوى الأول ودون أن تفعل أي شيء سوى الاستمرار في العمل، سوف تتنقل في المستويات دون أن تدري، ولكن السرعة التي تتنقل بها هي العامل الفارق، لذلك تعرف على طرق تطوير الخبرة في العمل، والتي ستساعدك على الوصول إلى مستوى الخبراء بسرعة كبيرة.

التواصل مع أصحاب الخبرة

لن يستطيع الفرد الوصول إلى الخبرة بدون الاحتكاك بخبراء المجال الذي يعمل به، وذلك من خلال الالتحام معهم والتعلم المباشر من خطواتهم، فأنت بذلك تختصر الكثير من الخطوات، وتسعى إلى الوصول إلى القمة بسرعة كبيرة.

يعتبر الخبراء في المجالات المختلفة كنوزًا متحركة على المستوى المادي والمعرفي، ومن خلال ذلك يمكنك التعرف على نقاط القوة لديهم والسير بها ونقاط الضعف والعمل على تحسينها.

لا تعتبر المعلومات التي تحصل عليها من الخبراء هي المكسب الوحيد لتلك المعرفة، ولكن عملية التواصل ذاتها وممارستها تعد من المهارات التي يجب على كل رواد الأعمال امتلاكها.

مجموعات العمل عبر الإنترنت

لا تجعل جلساتك عبر الإنترنت للترفيه فقط، ولكن تعمق في مجال عملك من خلال مجموعات المواقع المختلفة التي تضم الكثير من أصحاب الخبرة والمبتدئين، فكل سؤال يطرح على المنصةسيكون لصالحك بالتأكيد.

يمكنك اختبار قدراتك ومعلوماتك كذلك من خلال تلك المعلومات عبر الإجابة عن بعض الاستفسارات أو الاشتراك في النقاشات.

القراءة

يمتلك كل مجال الشق القديم والحديث منه، ومهارتك تقتضي أن تتعرف على الجانبين، فقد تتفاجأ بأن الخبرات القديمة يمكن استغلالها الآن بالسوق الخاص بالعمل، أو تعمل على مزج شقين من القديم والحديث سويًا للخروج بنتائج مذهلة.

تؤثر القراءة المستمرة على خبراتك في العمل، وتجعلك أكثر قوة في مجالك مع مرور الوقت، ويمكنك طلب نصائح من حولك لاقتراح أفضل الكتب عليك.

تشمل عملية القراءة أيضًا قراءة المقالات التي تنشر عبر الإنترنت، والوصول إلى أفضلها مع الاستماع إلى البودكاست الذي يتحدث أيضًا عن مكان عملك.

في حين أنَّ الكتاب المؤثر يساعدك على فهم أصول مجال عملك، فإنَّ مواكبة المقالات والمدونات الصوتية تساعدك على فهم مقومات النجاح في الوضع الحالي، وينشر الأشخاص مقالات جديدة وحلقات صوتية عن مجال عملك يومياً، وقد لا تكون جميعها مفيدة، ولكنَّها تعطيك فكرة عن التوجهات الجديدة.

زيارة أماكن عمل المنافسين

يمكنك الحصول على أفضل التجارب من خلال زيارة المنافسين في مكان عملهم، فهذا الأمر يجعلك أكثر اطلاعًا على الحقيقة عن قرب، فلا يمكنك أن تطبق كافة نظرياتك على أرض الواقع إن لم تشاهدها عن قرب، وهناك العديد من الأماكن حتى الناشئة التي تسمح بتلك الزيارات لمشاهدة خطوط الإنتاج أو لتتعرف على بيئة العمل.

الفعاليات والمؤتمرات

تعتبر الفعاليات والمؤتمرات وجبة دسمة للحصول على المعلومات الجديدة في مجال العمل، والتعرف كذلك على أصحاب الخبرات في المجال، ومن خلالها يمكنك تنمية سبل التواصل الخاصة بك والحصول على مقابلات مع شخصيات مهمة تفيدك في علاقاتك العملية بعد ذلك، بالإضافة إلى الوصول إلى أفضل المستثمرين.

تجري المناقشات في تلك الأماكن عادة حول تغيرات الأسواق وما يمكن أن يقع في المستقبل والمشكلات التي واجهت الكثيرين، لذلك يجب أن تكون متواجدًا في تلك المحافل باستمرار للتعلم المستمر.

الدورات التدريبية

لا يوجد من يمتلك العلم كله أو الخبرة كلها، وفي وقتنا هذا دائمًا ما تظهر الأساليب الجديدة المستخدمة في تطوير المجالات باختلافها، لذلك يجب أن تكون أول من يلتحق بالدورات التدريبية المتعلقة بمجال عملك والتعرف على كل ما هو جديد في السوق.

اختر الأماكن التي تقدم دورات تدريبية موثوق بها، واهتم بتطبيق ما تتعلمه على أرض الواقع.

ما هي فائدة الحصول على الخبرة في العمل؟

يسعى الكثيرين إلى الوصول إلى الخبرة المكتملة في عملهم، لكن ما السبب الأساسي الذي يجعلهم يفكرون في هذا الأمر طالما أن لديهم النجاح؟

  • لا يعتبر النجاح مؤشر على الاستمرار به، فعلى الرغم من نجاح الكثيرين في مجالات عملهم إلا إنهم لا يمتلكون الخبرة الكافية للتعامل مع أي صدامات تحدث بشكل تلقائي أو أي مشكلات طارئة، وهو ما يحول هذا النجاح إلى سقوط سريع.
  • يجب أن تمتلك الخبرة لمجاراة أي تطورات تحدث في العمل، فلا تتفاجأ بتراجعك بين الركب، وعدم الوصول إلى المقدمة مثلهم، كما أن الخبرة تساعدك في الحصول على الوسائل التي تسهل العمل فلا تضطر إلى استخدام وسائل قديمة متهالكة تؤخرك أو تستنزف وقتك ومالك.
  • تجعلك الخبرة أيضًا من الأشخاص القادرين على الاستمرار في المنافسة في سوق العمل وتمنحك التفوق على الآخرين لأنك تسبقهم بخطوات دائمًا.
  • تجعل الخبرة أصحابها في حالة تعلم مستمر وهو ما يفيد الفرد على المستوى الشخصي والمهني، فالعمل المستمر الذي يجعل الفرد قادرًا على العطاء والتعلم، يشعره بالمزيد من الحياة ويخرجه من الروتين القاسي ليشعر بقيمة نفسه.
  • ترفع الخبرة في العمل من ثقة الفرد بذاته وترفه نسبة المصداقية لديه، فهو لا يتحدث سوى عن علم ولا يطرح الحلول سوى عن خبرة.
  • تًمكنك أيضًا من اتخاذ القرارات الصحيحة في أسرع وقت ممكن، وفي الوقت المناسب لها أيضًا.
  • تتيح لك الخبرة فرصة النمو المهني ومن ثم الحصول على الترقيات في العمل أو تقلد المناصب الإدارية سواء في عملك أو في عمل جديد.
  • يمكنك اختيار إنشاء مشروع جديد كامل من خلال الخبرة التي تحصل عليها، والتي تجعل مشروعك موثوقًا في نجاحه.
  • يجب أن تعرف قيمة الخبرة خاصة في المجالات المرتبطة بالتطور التكنولوجي، والمجالات الطبية وغيرها من المجالات التي تتطلب اطلاعًا مستمرًا على المجالات الأخرى، ودراسة المجال الحالي باستمرار.

يرتبط التعلم المستمر بالخبرة سواء لاكتسابها منذ البداية أو العمل على المحافظة عليها، وبالتالي، لا يمكن أن تكون هناك خبرة دون أن تقترن بالتعلم وسبله الواسعة، فإذا أردت أن تكتسب الخبرة لتصبح من رواد الأعمال في مكانك، عليك الاهتمام بالمصادر التي تحصل منها على المعلومات والبيانات، وتجعل هناك وقتًا مستمرًا للحصول على العلم والمعرفة في يومك.

كيف تعرض خبرتك على أصحاب العمل؟ يمتلك الكثير من الأفراد الخبرة التي تؤهلهم إلى العمل في أفضل الأماكن، لكنهم لا يجيدون عرضها على أصحاب العمل، لذلك يجب أن تتعلم الطريقة الصحيحة لذلك والتي تقتضي تنفيذ ملف خاص بالمشروعات التي قمت بإنجازها على المدى الطويل وكيفية تنفيذك لخبراتك على أرض الواقع.

لا تنسى تقديم الشهادات التي تدعم تلك الخبرة سواء شهادة عمل في مكان ما أو شهادات دراسية من أماكن مختلفة لأنها تعزز من صدقك في مقابلات العمل، كما يمكنك إثبات خبرتك من خلال المناقشات المختلفة بينك وبين أصحاب العمل.

في الختام تعرفنا على كل ما يتعلق بـ كيف تصبح خبيرًا في مجال عملك، وما هي الطرق التي تمكنك من تطوير خبرتك، وكيف يمكن للفرد الاستفادة على المدى البعيد من اكتساب الخبرة، وما هي أنسب الطرق لتقديم خبراتك في العمل أو أمام مديرك.