كيف تتعامل مع وسائل الإعلام وتجذب انتباهها لشركتك؟
لا شكّ في أنّ التعامل مع وسائل الإعلام صعبٌ أحياناً، ومخيفٌ في أحيان أخرى.
فتسليم قصة شركتك الناشئة التي أنشأتها بعد طول عناء إلى شخصٍ غريب أمرٌ رهيبٌ وقد يبدو غير عادلٍ بعض الشيء: فلِمَ يكون من يقرّر أهمّية مسيرتك وعملك لمشاركتهما مع العالم هو شخصٌ آخر؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
من ناحيةٍ أخرى، غالباً ما يشعر الصحفيون بالإحباط إزاء عروض أفكارٍ لا تتناول جوهر ما يميز شركتك أو ما يجعلها منافِسة للآخرين، كما ويشعرون بالإحباط تجاه سوء فهم طريقة عمل الإعلام.
لذا، سأشارككم بعض أسرار المهنة: نصائح حول ما يريدُه الصحفيون منكم لكي يعتبروا قصّتكم جيدة، وحول كيفية إحكامكم السيطرة على رسالتكم.
• الحصول على الاهتمام
لا شكّ في أنّ الحصول على اهتمام صحفي قد يكون أمراً صعباً جداً.
فبعد أن تبذل جهدك لتصيغ رسالةً إلكترونية بعناية وترسلها له وتنتظر، ثمّ ترسل له رسالةً أخرى، لا تسمع منه أيّ ردّ.
يعود ذلك إلى أنّ الصحفيين يتعاملون مع عددٍ هائل من الأمور التي تحاول لفت انتباههم كلّ يوم – من رسائل إلكترونية واتّصالات هاتفية ومواقع تواصل اجتماعية مثل "تويتر" Twitter و "فايسبوك" Facebook، وغيرها. ولذلك، إذا صعب عليهم رؤية القيمة في رسالتك فوراً، قد تضيع الرسالة في دوّامة المعلومات الوافدة إلى غرف الأخبار.
وبالتالي، فالطريقة الفضلى لجعل أحدٍ يهتمّ لأمرك وأمر شركتك الناشئة هو عبر عرض الفكرة عليه شخصياً.
تقام الكثير من الفعاليات المخصّصة لروّاد الأعمال في كلٍّ من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كلّ عام، والكثير منها يحضرها صحفيون؛ استرخِ والقِ التحية عليهم وكُن جاهزاً للتحدّث معهم مطوّلاً، بدلاً من عرض فكرتك عليهم في دقيقتين فقط.
ولكن، حتّى وإن غابت وسائل الإعلام عن الفعالية، أقِم علاقات التعارف على أيّ حال. فالصحفيون يتلقون في غالب الأوقات نصائح من أشخاص تعرّفوا إلى مؤسِّسين ملفتين يريدون أن ترِدَ قصصهم في الصحف.
وأمّا إذا كان لديك أخبارٌ تودّ مشاركتها حالاً، فالبريد الإلكتروني هو الطريقة الأفضل لفعل ذلك عادةً. ولكن، تذكّر أنّ ذلك يعني أيضاً أن تكون متوفّراً للردّ عبر البريد الإلكتروني وأن تتفقّد بريدك بانتظام.
• عرض الفكرة
بعد الكثير من الأحاديث عن شركتك، لا شكّ في أنّك أصبحت معتاداً على عرض فكرتك. ولكن، تماماً كما تعتمد مقاربتَين مختلفتَين مع العملاء والمستثمِرين، سيتعيّن عليك أيضاً أن تعدّل مقاربتك للتوجّه لوسائل الإعلام.
والنصيحة الأولى والأهمّ هنا، هي أن تحرص على أن تكون الفكرة التي تعرضها جديرةً بالنشر. فتبديل بضعة موظّفين أو تحديث ميزةٍ في تطبيقك لن يلفت على الأرجح انتباه القرّاء – وهم الشريحة التي يستهدفها الصحفيون في نهاية المطاف.
في القابل، قد تكون فكرة إنشاء شركتك مثيرةٌ للاهتمام، خصوصاً إذا كانت الأولى أو الأكبر أو الوحيدة في مجالها، كما هي حال "سافون إنرجي" Saphon Energy في تونس أو "كرم سولار" KarmSolar في مصر.
وما يريد القرّاء معرفته أيضاً، هو أنّك تجمع جولة تمويل، أو تتوسّع إلى مناطق جديدة، أو تبيع منتجاً جديداً ممتازاً، على سبيل أمثال.
لا تستاء إذا لم تحصل على تغطيةٍ إعلامية، فثمّة أسباب كثيرة للكتابة أو عدم الكتابة عن شركةٍ ناشئة معينة. لذلك، إذا لم تنجح في بادئ الأمر، استمرّ في المحاولة.
• جعل القصة "حصرية"
ستضمن لك الأخبار الحصرية تغطيةً أفضل في معظم الأوقات، وهناك عدّة طرق للقيام بذلك.
فيمكنك إما أن تقدم حقوقاً حصريةً واسعةً عبر زفّ الخبر في وسيلةٍ واحدةٍ أوّلاً، قبل أن تعود وتطلقه بشكلٍ عام. أو يمكنك أن تعرض الأخبار بشكلٍ حصريٍّ على وسيلةٍ إعلاميةٍ معيّنةٍ ولفترةٍ محدّدةٍ من الوقت؛ فتقول إنّ الخبر سيكون حصرياً لهذه الصحيفة لثلاثة أيّام أو أسبوع، وحالما تنتهي هذه الفترة، يصبح بإمكان الجميع نشر القصة.
قد يبدو لك هذا الأمر بديهياً، ولكن لا تقّدم الحقوق الحصرية للقصّة عينها لأكثر من صحفيٍّ واحد.
فالحقوق الحصرية تعني أن تقّدم القصّة إلى وسيلةٍ واحدة – وما من شيءٍ يُدعى حقوق حصرية "عالمية" وحقوق حصرية "محلية" للقصّة ذاتها – كما أنّ وعد وسيلةٍ واحدة بالأخبار العاجلة وأخرى بـ"القصة الكاملة" ليس بطريقةٍ جيدةٍ أيضاً لإقامة علاقاتٍ طيّبة.
وعلى المقلب الآخر، ماذا يحصل إذا نشر شخصٌ ما الخبر أوّلاً وقبل الصحفيّ الذي أعطيته الحقوق الحصرية؟
ما من شيءٍ يمكنك فعله في هذه الحالة: فإذا كان الصحفي المنافس بارعاً بما يكفي في عمله ليتمكّن من الحصول على الخبر من خلال طريقٍة أخرى، يحقّ له أن ينشره، لأنّه من الواضح الآن أنّه بات معروفاً علناً.
ولكن عليك أن تخبر الصحفي الذي أعطيتَه الحقوق الحصرية أنّ الخبر غطّاه صحفيٌّ آخر (أو سوف يغطيه) وأن تخبره بكيفية إذاعته له. وبذلك، سوف يقدّر هذا الصحفيّ الذي كنتَ قد أعطيتَه الحقوق الحصرية صراحتك، وسوف يرسّخ ذلك سمعتك على أنّك محترف، حتّى أنّك قد تحصل على تغطيةٍ أفضل بعد بفضل جهودك.
أمّا إذا تحايلت عليهم، فقد لا يغطّون قصصك مرةً أخرى، وكذلك سيفعل زملاؤهم في وسائل الإعلام الأخرى. وحتّى إذا حصلت على تغطيةٍ، فلن تكون تغطيةً ملائمة.
• من الطرق الأخرى التي يمكنك أن تذيع فيها اسم شركتك:
هناك طريقةٌ أخرى ملفتةٌ لتذيع اسم شركتك الناشئة، وهي بأن تكون خبيراً في مجال عملك.
في "ومضة"، نبحث دائماً عن خبراء لديهم فهمٌ جيّدٌ للسوق المحلّية في قطاعٍ معيّن وفي سياقه العالمي. فإذا كنّا نعدّ ملفاً عن شركةٍ منافسةٍ لك، وكنتَ أنت الخبير في المجال، لا شكّ في أنّك ستكسب مكاناً سهلاً في مقالٍ كنت سترد فيه عبر جملةٍ صغيرةٍ وحسب إذا لم تكن خبيراً.
هذا المقال هو الحلقة الأولى في سلسلةٍ من ثلاثة مقالات، لذا تابعنا لتتعلّم كيف تكتب رسالةً إلكترونيةً للصحفيين في المقال الثاني، وكيف تتحكّم برسالتك وما إذا كنتَ بحاجةٍ إلى التعاقد مع شركةٍ للعلاقات العامّة أو لا، في المقال الثالث.