كيف تتشكل غيوم الليل المضيئة؟

  • تاريخ النشر: الخميس، 13 يونيو 2024
مقالات ذات صلة
لماذا فشلت إطارات جوديير المضيئة؟
غيوم ميسو
معلومات عن غيوم الستراتوسفير القطبية

أفادت الجمعية الفلكية بجدة أنه يرصد كل عام مع قرب الانقلاب الصيفي في نصف الأرض الشمالي، شيء غريب وجميل فوق قطب الأرض، موضحة أن بلورات الجليد تتشكل وتلتصق بالبقايا الغبارية للشهب، وينتج عن ذلك غيوم زرقاء كهربائية تتموج في السماء مع غروب الشمس.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وقالت الجمعية في منشور لها عبر حسابها الخاص على موقع فيسبوك، إن هذه الغيوم تسمى غيوم الليل المضيئة، ودائماً ترصد في خطوط العرض العليا، وهو ما يعني بأنها غير مشاهدة في الوطن العربي، لافتة إلى أنه بشكل طبيعي، يكون أول ظهور لها في أواخر مايو أو مطلع يونيو.

وأوضحت أن غيوم الليل المضيئة هي حزم جليدية مكهربة زرقاء، تطفو عند حافة الفضاء، وتخضع للدراسة بواسطة المركبة الفضائية أيم التابعة لوكالة ناسا، والتي تقوم بعمل خرائط لها عند ظهورها حول القطب الشمالي أو القطب الجنوبي.

ولفتت فلكية جدة إلى أنه لفترة طويلة لم يكن معروفاً طريقة تشكل هذه الغيوم، إلا أن البيانات تشير إلى أنها تتشكل عندما يكون أعلى الغلاف الجوي بارداً كفاية لتتكون بلورات الجليد حول دخان الشهب، حيث اكتشف بأن أجزاء من غبار الشهب ضمن مكونات غيوم الصيف الزرقاء المضيئة، مشيرة إلى أن حوالي 3% من كل بلورة جليدية في السحب مصدره دخان الشهب.

وأردفت إنه يعتقد أن بلورات الجليد يمكن أن تتشكل حول غبار الشهب، إلى حجم يتراوح من 20 إلى 70 نانومتر، لافتة إلى أنه بالمقارنة فإن الغيوم الرقيقة أسفل الغلاف الجوي حيث الماء متوفر يحتوي كريستالات من 10 إلى 100 مرة أكبر.

وتابعت الجمعية الفلكية بجدة أنه من المعروف أن الجزء الداخلي من نظامنا الشمسي مليء بالنيازك من كافة الأشكال والأحجام، من صخرة صغيرة إلى ذرة مجهرية غبارية، منوهة إلى أنه في كل يوم تجرف الأرض عدة أطنان من تلك الأشياء، وعندما تضرب النيازك غلافنا الجوي وتتبخر، فهي تترك خلفها دخاناً رقيقاً من جزئيات صغيرة عالقة على ارتفاع ما بين 60 كيلومتراً إلى 100 كيلومتر فوق سطح الأرض.

وأشارت إلى أنه منذ فترة طويلة، وتحديداً في القرن التاسع عشر، رصدت هذه الغيوم في المناطق القطبية الشمالية، ولكن خلال السنوات الأخيرة، تم رصدها في مناطق بعيدة نحو الجنوب.

وأكملت فلكية جدة أنه يعتقد أن السبب في زيادة رؤيتها يرجع لحدوث تغير في المناخ، وزيادة وفرة غاز الميثان، وهو أحد أخطر غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، لافتة إلى أنه منذ القرن التاسع عشر، فإن مصادره المختلفة تعزز وجود غيوم الليل المضيئة.

وبينت الجمعية أنه يعتقد عندما يقوم الميثان بسلوك طريقه إلى أعلى الغلاف الجوي، يتأكسد من خلال سلسلة معقدة من التفاعلات، ليتشكل بخار الماء، لافتة إلى أن بخار الماء الزائد يكون متوفراً من أجل نشوء بلورات الجليد لتلك الغيوم الزرقاء المضيئة.

ولفتت إلى أن اللون الأزرق لهذه الغيوم سببه هو الحجم الصغير لبلورات الجليد، موضحة أن الجزئيات الصغيرة تقوم ببعثرة الأطوال الموجية القصيرة للضوء الأزرق بشكل أكثر قوة من الأطوال الموجية الطويلة للضوء الأحمر، ولذلك عندما يضرب ضوء الشمس تلك الغيوم، يتبعثر إلى الأسفل نحو الأرض.

وأضافت الجمعية أن الدراسات أظهرت أن غيوم الليل المضيئة تتكثف أحياناً خلال الحد الأدنى من نشاط الدورة الشمسية، كما حصل منذ عامين، مشيرة إلى أن هذا وضع مثالي لتشكل صقيع دخان النيزك عالياً فوق الأرض.

وأنهت منشورها بقولها إنه على الرغم من كل الفرضيات، فإن غيوم الليل المضيئة لا تزال محيرة، إلا أن هناك شيئاً واحداً واضحاً، وهو أن دخان الشهب القادم من الفضاء يقف خلف تلك الغيوم، ولكن اللغز يظل قائماً حول سبب سطوعها وانتشارها.