كورونا يقتل مسؤولة أمريكية مُعارضة للقاحات الإلزامية
توفيت كيلي إرنبي، النائبة السابقة للمدعي العام في مقاطعة أورانج بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أكثر ولايات الولايات المتحدة سكاناً وثالثها مساحة، عن عمر يناهز 46 عاماً. تأتي وفاة كيلي إثر المضاعفات التي حدثت لها بعد إصابتها بفيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19.
كيلي عارضت سابقاً اللقاحات الإلزامية
اشتهرت كيلي بمناهضتها للتطعيمات المُضادة لفيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، وكانت تعيش في هنتنغتون بيتش بولاية كاليفورنيا، وبدأت أنباء وفاتها تنتشر عبر الإنترنت هذا الأسبوع، وفقاً لما نقلته بعض التقارير المحلية الأمريكية.
يُذكر أنه قبل انتشار جائحة فيروس كورونا المُستجد، وتحديداً في عام 2019، أوضحت كيلي موقفها بشأن التطعيمات التي تفرضها الحكومة، قائلة: "أنا لا أؤمن بالإملاءات"، وذلك أثناء حديثها خلال إحدى جلسات مجلس المدينة. وشددت على ضرورة ترك القرار بشأن التطعيمات ليحسمه المرضى وأطباءهم.
وفي أوائل ديسمبر الماضي، حضرت كيلي مسيرة مناهضة للقاحات خارج مقر إدارة مدينة إيرفين بكاليفورنيا، حيث دافعت عن "حماية حريات الناس"، والتي اعتبرت أنها مهددة من قبل الولايات التي تجبر الناس على تلقي اللقاحات. لكن، ليس من الواضح ما إذا كانت كيلي قد تلقت اللقاح المُضاد لفيروس كورونا المُستجد أم لا.
عملت كيلي كنائب للمدعي العام في مقاطعة أورانج لمدة 10 سنوات. وفي عام 2020 ترشحت لشغل مقعد في الجمعية المحلية للولاية، ممثلةً الحزب الجمهوري، لكنها خسرت، كما كانت عضواً منتخباً في الحزب الجمهوري في مقاطعة أورانج وكانت عندما توفيت في منتصف فترة ولايتها التي تصل مُدّتها إلى أربع سنوات.
ردود فعل المسؤولين حول وفاة كيلي
إثر وفاة كيلي، غرد بن تشابمان، رئيس الجمهوريين في منطقة كوستا ميسا الكبرى، عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قائلاً: "لقد فقدت صديقةً عزيزة بسبب مضاعفات كورونا.. كانت الراحلة مصدر إلهام للكثيرين منا هنا في مقاطعة أورانج".
بينما صرّح جون فليشمان، المدير التنفيذي السابق للحزب الجمهوري في كاليفورنيا، خلال تقارير محلية إن كيلي "لم تتوقع أن تموت من الفيروس" ووصف وفاتها بأنها "مفاجئة".
موقف السياسيين والمسؤولين الأمريكيين من اللقاحات
تنضم كيلي إلى قائمة متزايدة من القادة الأميركيين المحافظين الذين ماتوا بسبب كورونا بعد معارضتهم العلنية للقاحات.
كانت مؤسسة "عائلة كايزر" قد أجرت استطلاعاً للرأي في عام 2021 كشف عن انقسامات سياسية صارخة في الولايات المتحدة فيما يخص قبول اللقاحات، حيث قال 86% من الديمقراطيين إنهم تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح بينما حصل 54% فقط من الجمهوريين على اللقاح.
شتاء صعب في أمريكا بسبب متحور أوميكرن
يُذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، كان قد حذر من أن متحور "أوميكرون"، متحور فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، سيبدأ في الانتشار بسرعة أكبر في الولايات المتحدة، حث الرئيس الأمريكي الأمريكيين على تلقي اللقاح المُضاد لفيروس كورونا أو الجرعة المعزّزة منه لحماية أنفسهم.
خلال تصريحاته قال بايدن إن الحماية الحقيقية الوحيدة هي الحصول على اللقاح، متوقعاً شتاءً من المرض الشديد والموت للأشخاص غير الملقحين.
كان بايدن كان قد استدعى الصحفيين في نهاية اجتماع بشأن الوباء، لإرسال رسالة مباشرة إلى الأمريكيين. وقد شدد على أهمية حصول الأشخاص الملقحين على جرعة معزّزة، وأنه على أولئك الذين لم يتلقوا اللقاح بعد الإسراع بالحصول على جرعتهم الأولى.
اهتم الرئيس الأمريكي بمتحور ميكرون إلى الحدّ الذي جعله يُشير في أحد تصريحاته السابقة، إلى أن أنتوني فوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في البلاد، منغمس للغاية في شؤون البيت الأبيض لدرجة أنه يبدو في بعض الأحيان أنه "الرئيس الحقيقي". فخلال خطاب ألقاه حول استراتيجية الحكومة الجديدة لمكافحة انتشار وباء فيروس كورونا المُستجد ومتحوره الجديد أوميكرون، أضاف بايدن: "رأيت الدكتور فوتشي أكثر من زوجتي، نحن نسخر من بعضنا البعض. أنظر من هو الرئيس؟”
قدّم بايدن خطة جديدة لمكافحة انتشار فيروس كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية خلال فصل الشتاء، ولا تتضمن الخطة المُقدّمة إمكانية فرض إغلاق، حيث تعتزم إدارة بايدن التركيز على توسيع نطاق الاختبارات والتطعيم لسكان الولايات المتحدة ضد كورونا.
الجرعة المُعززة من اللقاح المُضاد لكورونا
يُذكر أيضاً أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان قد حصل هو والسيدة الأولى جيل بايدن على جرعة ثالثة من اللقاح المُضاد لفيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، في أغسطس الماضي، لتعزيز مناعتهم، وقد أعلنت إدارته، حينها، عن تقديم جرعات مُعززة للأمريكيين خلال سبتمبر.
تم إطلاق برنامج الجرعة المعززة من التطعيم المُضاد لكورونا في الوقت الذي لم يحصل فيه ملايين الأمريكيين على اللقاحات الأولية بعد، كما ينتظر الكثيرون حول العالم إمدادات اللقاح.
فلا يزال عدد كبير من السكان عرضة للخطر، خاصة أولئك الذين يرفضون اللقاحات، وهي مشكلة خاصة في العديد من الدول، ومنها أجزاء من الولايات المتحدة، فما يقرب من ثلث البالغين في الولايات المتحدة لم يحصلوا على الجرعة الأولى من اللقاح بعد. وقد شهدت المناطق الأمريكية التي تنخفض فيها معدلات التطعيم ارتفاعات حادة في عدد حالات الإصابة.
بينما اتجه تحالف فايزر بايونتيك سابقاً لطلب تصريح من أجل إعطاء جرعة ثالثة من لقاحه المُضاد لكوفيد-19، في الولايات المتحدة وأوروبا خصوصاً، وفق ما أعلنته الشركتان في بيان.
جاء في البيان الصادر عن الشركتين: "تُظهر البيانات الأولية للدراسة أنّ جرعة تحصين تُعطى بعد 6 أشهر من الجرعة الثانية توفّر مستويات عالية من الأجسام المضادّة للفيروس، بما في ذلك أجسام مُضادة ضدّ المتحوّرة "بيتا" التي ظهرت في جنوب أفريقيا. وهذه المستويات أعلى بنسبة 5 إلى 10 مرّات من تلك التي عُثر عليها بعد تلقّي الجرعتين الأوليين".