كل ما تريد معرفته عن شهب البرشاويات التي ستنير سماء المنطقة العربية
تشهد سماء المنطقة العربية، اليوم الخميس 12 أغسطس، واحدة من أجمل زخات الشهب في العام الجاري 2021، وهي شهب البرشاويات، والتي ستصل ذروتها من بعد منتصف الليلة، وخلال الساعات قبل شروق شمس يوم الجمعة 13 أغسطس.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
شهب البرشاويات تنير سماء المنطقة العربية الليلة
ووفقاً لما ذكره رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، عبر الصفحة الرئيسية للجمعية على موقع فيسبوك، فإنه من المتوقع أن تتساقط زخات الشهب هذه السنة بمعدل قد يصل إلى 100 شهاب بالساعة.
وأوضح قائلاً أن شهب البرشاويات تقدم في كل عرضاً رائعاً في سماء الليل، إلا أن سنة 2021 سيكون هذا العرض السماوي أكثر روعة، خاصة إذا كانت السماء صافية.
وتابع أبو زاهرة بقوله أن الشهب ستبلغ ذروتها في الليالي بعد وصول القمر منزلة الاقتران مباشرة، حيث سيغرب القمر في طور الهلال بداية الليل، لذلك ستكون السماء المظلمة فرصة مثالية لرؤية حتى لأضعف الشهب.
وأشار رئيس الجمعية الفلكية بجدة إلى أن بشكل عام، فإن شهب البرشاويات تنشط خلال الليالي من 17 إلى 24 أغسطس، وذلك عندما تمر الأرض عبر الحطام من المذنب سويفت توتال، وهو مصدر شهب البرشاويات السنوية.
ولفت إلى أن شهب البرشاويات تشتهر على المستوى الفلكي بإنتاج شهب شديدة اللمعان، والتي يطلق عليها اسم الكرات النارية، مثل لمعان كوكب المشتري أو الزهرة، مشيراً إلى أنه لا يوجد مذنب آخر ينتج مثلها كما يفعل المذنب سويفت توتال، والذي يبلغ قطر نواته حوالي 26 كيلومتراً.
وقال أبوزاهرة أن هذا المذنب يتفتت بشكل طبيعي إلى أجزاء أكبر، منوهاً إلى أن دراسة فلكية حديثة ذكرت أن عدد الكرات النارية من البرشاويات أكثر من أي زخة شهب اخرى.
كيف يمكن رصد شهب البرشاويات؟
كما أوضح المهندس ماجد أو زاهرة طريقة رصد شهب البرشاويات، حيث قال أنه يجب أن يتم هذا من موقع مظلم بعيداً عن أضواء المدن، مع توفر إطلالة واسعة على السماء، وذلك للحصول على أفضل النتائج.
وأردف قائلاً أن الراصد سيحتاج لنحو 40 دقيقة حتى تتكيف عينه مع الظلام، كما أن عليه أن يعطي نفسه ساعة على الأقل من أجل رؤية أحد الشهب بعد وصوله موقع الرصد.
ومن الممكن البدء في رؤية شهب البرشاويات ما بعد الساعة 10 مساء بالتوقيت المحلي، وذلك عند مراقبة الأفق الشرقي، علماً بأن الشهب تزداد بعد منتصف الليل عندما تكون نقطة انطلاقها أمام كوكبة برشاوش عالية في السماء.
ونصح رئيس الجمعية الفلكية بجدة بعدم النظر إلى أي ضوء أبيض، حيث أن هذا سوف يؤثر على الرؤية الليلية، لذلك فعند استخدام المصباح اليدوي، يجب أن يكون بمرشح أحمر، وذلك لأن عين الإنسان أقل حساسية للضوء الاحمر، وفي حالة استخدام تطبيقات الهاتف، فيجب تشغيلها على الوضع الليلي.
وأشار أبو زاهرة إلى أنه لا توجد حاجة لاستخدام معدات خاصة لرؤية الشهب، موضحاً أن التلسكوب والمنظار هي معدات ذات مجال رؤية ضيق، لذا فهي تقلل فرص رؤية الشهب، كما نوه إلى أنه ليس هناك حاجة لتحديد نقطة انطلاق الشهب، حيث أنها ستظهر من أي مكان في السماء.
ما سبب رؤيتنا لشهب البرشاويات في السماء؟
كما تحدث المهندس ماجد أبوزاهرة عن سبب رؤيتنا للشهب في السماء، ومن ضمنها شهب البرشاويات، حيث قال أن ذلك يحدث بعد دخول النيازك الصغيرة إلى أعلى الغلاف الجوي حول الأرض بسرعة عالية، ثم تحترق على ارتفاع حوالي 70- 100 كيلومتر، فتظهر في صورة شريط من الضوء، أما في حال عبرت الشهب الكرة الأرضية خلال تجمع نيزكي كثيف، فسيتم وقتها رصد عدد مرتفع من الشهب.
شاهد أيضاً: هل سمعت من قبل صوت نبضات النجوم في الفضاء؟
وأردف قائلاً أنه عند تعقب مسارات شهب البرشاويات، سيظهر وكأنها تندفع ظاهرياً من أمام نجوم برشاوش، وهو سبب تسميتها بشهب البرشاويات، لافتاً إلى أنه ليس هناك علاقة بين شهب البرشاويات ومجموعة نجوم برشاوش، حيث أن الأخير هو مجرد انتظام في السماء من منظورنا على الأرض.
وأشار أبو زاهرة إلى أن نجوم برشاوش تبعد عن كوكب الأرض عدة سنوات ضوئية، في حين أن الشهب تحترق أعلى الغلاف الجوي للأرض، كما لفت إلى أنه في حال تمكن أحد الشهب من الوصول إلى سطح الأرض، فسيُعرف وقتها بأنه حجراً نيزكياً، إلا أن هذا يحدث قليلاً للغاية، بسبب طبيعة الحطام الناتج عن المذنبات، وبالتالي فإن معظم الأحجار النيزكية التي تسقط على الأرض يكون مصدرها هو الكويكبات.
وأضاف أن المذنب سويفت توتال كان آخر اقتراب له من الشمس في ديسمبر 1992، فيما سيكون اقترابه التالي في يوليو 2126، موضحاً أن سبب هذا هو أن المذنب يتحرك ضمن مدار بيضاوي شديد الاستطالة، والذي يجعله يسافر إلى ما بعد مدار الكوكب القزم بلوتو عندما يكون في أبعد نقطة من الشمس، فيما يتحرك قريباً من الأرض عندما يكون في أقرب نقطة من الشمس.
ولفت إلى أن هذا المدار يجعل المذنب يستغرق 133 عاماً من أجل إكمال دورة واحدة حول الشمس، مشيراً إلى أنه في كل مرة يعبر خلالها سويفت توتال خلال الجزء الداخلي لنظامنا الشمسي، تعمل حرارة الشمس على تسخين الجليد المحيط به، وهو ما يتسبب في انفصال المادة عنه، وتبعثرها على طول مداره.